الثلاثاء 2016/01/12

آخر تحديث: 18:19 (بيروت)

أنفاق "حماس" الهجومية: إسرائيل تحكي رعبها

الثلاثاء 2016/01/12
أنفاق "حماس" الهجومية: إسرائيل تحكي رعبها
حسان لـ"المدن": حماس تُسارع الخطى نحو مزيد من التقدم العسكري (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease

تقييمات إسرائيلية جديدة ومحدثة، أفصحت عنها صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الثلاثاء، تؤكد أنّ الوضع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة، تطور وتحسن منذ انتهاء العدوان الأخير صيف العام 2014، لكن الكشف عن هذه التفاصيل يوحي أنّ شيئاً ما ينتظر القطاع.

وأشارت "هآرتس" إلى أنّ التقييمات الجديدة تظهر استعادة "حماس" لامتياز حفر الأنفاق الهجومية، التي كانت "ضربة" للمفهوم الأمني والعسكري في إسرائيل، حيث استعادت الحركة الوضع عشية الحرب الأخيرة على غزة، وهو تطور تراهن حركة "حماس" عليه كثيراً في خوض أي حرب موسعة مع الاحتلال.


ويأتي التقييم الإسرائيلي الجديد، بعد اعتقال ثلاث خلايا تابعة لـ"حماس" في الضفة الغربية، الأمر الذي أعطى انطباعاً لدى للاحتلال بأنّ الحركة تسعى وتبذل قصارى جهدها من أجل تحريك عجلات الهبة الشعبية هناك، وانجاز عمل نوعي ضد إسرائيل.


الجيش الإسرائيليّ يدرك جهوزيّة "حماس"، خصوصاً على خلفيّة استعادة الحركة لقدراتها التي تضرّرت من الحرب الأخيرة، بحسب "هآرتس". وفي حال نجاح "حماس" بضربة نوعيّة في الضّفّة، فإنّ سيناريوهين اثنين يقفان في مثل هذه الحالة أمام الطّرفين الإسرائيليّ والفلسطينيّ؛ الأوّل هو الانجرار نحو تصعيد عسكريّ في المواجهة، ما قد يزيد الثّمن كثيراً في خسائر الأرواح والممتلكات. والثّاني، وفق الصحيفة، هو إقدام قيادات "حماس" العسكرية، محمّد ضيف، ومروان عيسى، ويحيى سنوار، على ضربة عسكريّة استباقيّة وهجوميّة عبر الأنفاق التي تمتدّ نحو إسرائيل، وذلك في حال شعور الحركة بخطر يداهم أنفاقها، لما تشكله من رصيد عسكري بالغ الأهمية.


ولفتت "هآرتس" إلى أنه بناء على الميزانيّات التي يتطلّبها بناء "جدار ذكيّ" على حدود القاطع للكشف عن أماكن الحفر، فإنّه سيكلّف إسرائيل مبلغاً طائلاً يصل لنحو 2.8 مليار دولار، ما يجعل من تطبيقه في الفترة القريبة أمراً صعباً جداً، بحيث لا يمكن اقتطاع مثل هذا المبلغ من ميزانيّة الجيش القادمة.


وفي غزة، تأخذ "حماس" الحديث الإسرائيلي عن تعاضم قوتها على محمل الجد، وباتت مقتنعة أنّ حرباً قادمة في الأفق، قد لا تكون قريبة جداً، لكنها ليست بعيدة إن لم تجد إسرائيل "عدواً" آخر تهاجمه. وبينما تبقى جبهة لبنان وسوريا في وضع مريح لها، فإنّ جبهة غزة هي المرشحة الوحيدة للحرب.


وما يعزز هذا الاعتقاد لدى "حماس"، وفق حديث الكاتب والمحلل السياسي منذّر حسان لـ"المدن"، أنّ إسرائيل في الأيام الأخيرة باتت تعلن بشكل يومي أنّ الحركة تجري تجارب صاروخية تجاه البحر، وهو ما يعني أنّ "حماس" تُسارع الخطى نحو مزيد من التقدم العسكري، وأنّ اسرائيل تفهم رسائلها جيداً من ذلك.


ولفت حسان إلى أنّ تل أبيب تكذّب نفسها هذه المرة، فقبل أشهر أعلنت أنها تمكنت من تطوير وسائل تكنولوجية لاكتشاف وهدم الأنفاق الهجومية التي تحفرها الحركة، وهي اليوم بتقديراتها الجديدة تثبت أنّ ما قيل في السابق كذّب أو محاولة تضليل وترهيب لـ"حماس" وليس أكثر.


لكنّ حسان أوضح أنّ إسرائيل تخشى أنّ تذهب "حماس" لحرب تحت وطأة الضغط الاقتصادي والاجتماعي الذي يعاني منه سكان غزة. معتبراً أنه على الرغم من أنّ الحركة لا تريد الحرب في هذا الوقت، إلا أنها قد تضطر إلى خوضها تحت ضغط الأهالي، وإن تحققت فستكون محفوفة بالمخاطر، وبلا نتائج واضحة، ولن تكون أكثر من خروج مؤقت للأزمات الحالية في غزة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها