الخميس 2016/01/07

آخر تحديث: 13:09 (بيروت)

عباس يمد يده لاسرائيل: السلطة لن تنهار

الخميس 2016/01/07
عباس يمد يده لاسرائيل: السلطة لن تنهار
السلطة هي انجاز من انجازاتنا لن نتخلى عنها لا يحلموا بانهيارها لا يحلموا (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease

جاء خطاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في وقت أكثر من حرج، فلسطينياً وعربياً ودولياً. حرص أبو مازن على الظهور شخصياً، بعدما نشرت مواقع إعلامية محسوبة على خصمه محمد دحلان، أنباء عن إصابته بجلطة دماغية ونقله إلى الأردن للعلاج، وجاء ليؤكد أنّ السلطة الفلسطينية لا تشكو من مراحل وارهاصات ما قبل الانهيار، كما تريد إسرائيل وتخطط وتتخوف.

في الجانب السياسي، وبعيداً عن شخصه والمرض، أراد عباس توجيه رسائل متعددة لكافة الأطراف الداخلية ولإسرائيل وللعرب، بدأها برسالة مباشرة للحكومة الإسرائيلية، التي ناقشت قبل أيام المخاوف من انهيار السلطة الفلسطينية وفقدانها السيطرة على الضفة الغربية.


وكان موقف أبو مازن حاسماً في هذه القضية، إذ أكدّ أنّه لن يسمح "بانهيار السلطة الفلسطينية"، وأنّ السلطة إنجاز لن يتم التخلي عنه. وقال "سمعت في الأيام الأخيرة الكثير من الأقوال حول تدمير وانهيار السلطة، ولكن السلطة هي انجاز من انجازاتنا لن نتخلى عنها لا يحلموا بانهيارها لا يحلموا".


ولفت عباس إلى أنّ السلطة "قد تطوق وتُمنع من العمل، وقد يصل جنود الاحتلال إلى الأماكن المحرمة، لكن لن نخرج من هنا ولن نستسلم ولن نيأس، وأرجوا أن يكون هذا واضحاً للجميع"، مؤكداً في ذات الوقت أنه لن يسمح بأن يستمر الوضع القائم (الجمود السياسي) على ما هو عليه الآن، خاصة أنّ الجانب الفلسطيني ملتزم بكل ما هو عليه من اتفاقيات، متهماً إسرائيل بالتنكر لتلك الاتفاقيات وعدم الالتزام بها.


وعلى الرغم من كل ما يتعرض له عباس شخصياً من انتقادات من إسرائيل وحكومتها، وتتعرض له السلطة من انتهاكات وتعديات إسرائيلية، واستمرار القتل العشوائي للفلسطينيين وتهويد القدس والمسجد الأقصى، إلا أنه أكدّ الاستمرار في مد يد السلام إلى الإسرائيليين، مشيراً إلى أنه "ليس أمامنا طريق غير السلام، والمفاوضات السلمية للوصول إلى حل الدولتين".


وأكد عباس كذلك استمرار الجهود الدبلوماسية في مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ووقف الاستيطان، غير أنه لم يعلن خطوات عملية لهذا الأمر. وذهب أبو مازن للقول إنّ المجتمع الدولي حل كل القضايا والأزمات التي تمر بها المنطقة، بينما القضية الفلسطينية لم تحلّ بعد. وتساءل "انتهت كل القضايا الدولية ولكن نحن لماذا لا يريدون حل قضيتنا؟"، داعياً إلى عقد مؤتمر دولي للسلام لتطبيق مبادرة السلام العربية، وينبثق عنه مجموعة لحل الأزمة مثل "5+1" أو غيرها من المجموعات الدولية، التي تعمل على حل العديد من قضايا المنطقة والعالم. وأشار إلى أنه من غير المقبول أن تبقى القضية الفلسطينية من دون حل.


وعن الوضع العربي المتأزم، خاطب عباس العرب قائلاً "انتبهوا يا جيراننا والعالم، ما يجري نبهنا منه سابقاً، الآن يحول الصراع إلى ديني وهذا شيء خطير، ولن يتم كبحه بعد ذلك". وأضاف "هذا شيء خطير ولن يتم كبحه بعد ذلك، حل القضية الفلسطينية ينهي التطرف".


وأكدّ أنّ الفلسطينيين ضد التطرف والعنف والإرهاب دائماً، ودل على ذلك بقوله إنه "عندما دعا السعوديون إلى تحالف ضد الإرهاب كنا أول من انضم، نحن ضد الإرهاب، ونحن مع السعودية في كل ما قامت به وكل ما فعلته لأننا نرى أن ما فعلته هو الصواب ونقول ذلك بدون خجل".


وفي الشأن الداخلي، أكدّ أبو مازن أنه منذ 8 سنوات، وإلى الآن، "ونحن نقول بصوت واحد إننا نريد حلا مع أهلنا في غزة، لأن أهل غزة جزء من شعبنا، ولذلك ذهبنا إلى مكة وأقسمنا اليمين فيها، وبعد 3 أشهر حدث الانقلاب، ثم ذهبنا إلى الدوحة وعقدنا اجتماعاً، ثم ذهبنا إلى القاهرة وفي غزة أيضاً، وهم (حماس) قالوا أمس إنهم لا يريدون إجراء انتخابات".


في المقابل، وصفت حركة "حماس" على لسان القيادي إسماعيل رضوان، لـ"المدن"، تصريحات عباس بالمكررة والمغلوطة، مؤكداً أنّ حديث أبو مازن عن رفض الانتخابات كلام غير صحيح. وقال رضوان "على العكس تماماً، نحن في حماس على استعداد لاجراء الانتخابات جميعاً على قاعدة ما نص عليه اتفاق المصالحة الوطنية في القاهرة".


وأوضح رضوان أنّ "حماس" مستعدة للذهاب إلى انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني، لكنه طلب ضمانات حول الاعتراف بنتائجها، إذا ما جاءت بالحركة الإسلامية للحكم. متهماً عباس، في سياق آخر، بإعطاء السلطات المصرية المبرر لاستمرار اغلاق معبر رفح بحديثه عن حق مصر اغلاق المعبر متى شاءت.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها