الأحد 2015/12/13

آخر تحديث: 15:25 (بيروت)

رسالة أسير إسرائيلي في غزة: "حماس" تحرك المياه الراكدة

الأحد 2015/12/13
رسالة أسير إسرائيلي في غزة: "حماس" تحرك المياه الراكدة
الجندي الإسرائيلي الأسير شاؤول آرون (انترنت)
increase حجم الخط decrease

من دون سابق إنذار، تلقت عائلة الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حركة "حماس" في غزة شاؤول آرون، رسالة موقعة باسمه مؤخراً، نقلت عبر جهات مختلفة، وفق ما ذكر موقع صحيفة "معاريف" الإسرائيلي، الذي حاول أيضاً تقليل أهمية الرسالة وابراز رأي الجيش الإسرائيلي فيها.

ونقل الموقع أنّ الرسالة أُدخلت للعائلة في وضع نفسي سيء، وهي ليست مستعدة للاقتناع بأنها "مفبركة"، حيث ستعقد مساء الأحد مؤتمراً صحافياً تدعو فيه حركة "حماس" لتأكيد صدق الرسالة.


خبراء في جيش الاحتلال، قالوا إنّ الرسالة "مفبركة" وأنّ "حماس" هدفت لممارسة الضغط على عائلة آرون، وتحريك المياه الراكدة بهذا الملف، وإجبار الحكومة الإسرائيلية على البدء بمفاوضات لعقد صفقة تبادل، بعد أكثر من عام على إهمال الملف من قبل الحكومة الإسرائيلية.


وجاء في الرسالة، التي سبق ونشرها موقع "المجد" الأمني، التابع لأمن "كتائب القسام": "أمي الغالية، أسمع صوت المطر حولي ولا أستطيع رؤيته ولا أشعر به، واكتشفت أن ذلك ليس من حقي منذ وقوعي بالأسر، أنتظر معلومة ما تفرحني وتعيدني إليكم". ويلفت الموقع إلى أنّ "حماس" تعرض الرسالة على أنها كتبت في الأيام الأخيرة، حيث جاء فيها: "أود الخروج من الأسر، ولا أنكر تعاملهم الحسن معي ولكن شعوري بأنكم نسيتموني ولا يهمكم وضعي يملأ قلبي بالخوف، وأكثر ما يخيفني هو نسياني لسنوات طوية كما حصل مع الجندي جلعاد شاليط".


وفي الرسالة أيضاً قال الجندي الأسير: "أمي، بدأت أشعر بالبرد وأنا أخاف قدوم شتاء قاس كما حصل العام الماضي، هل يقبل قلبك الحنون أن أبقى بعيداً عنك كل هذه المدة؟ متى ستعملون من أجلي؟ هل ستوافقون على مواصلة اللعب السياسي بكم والوعودات الكاذبة التي تعدكم بها حكومتنا؟ وعدونا بالجيش بأن نعود سالمين إلى بيوتنا وأمهاتنا لكنهم تركوني وذهبوا ولم يفعلوا شيئاً لأجلي". وختم رسالته بالقول: "علمت من الخاطفين بأنني لن أعود قبل الإفراج عن أسراهم. أمي وأبي اصنعوا شيئاً لأجلي".


وكانت "القسام" قد أعلنت مساء 20 يوليو/تموز 2014 أسرها جندياً إسرائيلياً يدعى شاؤول أرون، خلال عملية شرق حي الشجاعية في مدينة غزة إبان العدوان الأخير؛ لكن جيش الاحتلال أعلن عن مقتله وأقام له عزاءاً من دون الحصول على جثمانه.


ورفض أكثر من مسؤول سياسي في "حماس"، التعليق على التقرير الإسرائيلي والرسالة في حديثهم لـ"المدن"، لكنّ أحد قادة الحركة السياسيين، لفت إلى أنّ إسرائيل تعرف جيداً إن كانت الرسالة صادقة أم لا، لكنها لا تفعل شيئاً من أجل جنودها.


في السياق، أشار الكاتب والمحلل السياسي نعمان صادق لـ"المدن"، إلى أنّ الرسالة مجهولة المصدر قد تكون صحيحة، وقد تكون غير صحيحة، غير أنه لفت إلى أنّ الرسالة ونشرها واعلان العائلة عن عقد مؤتمر صحافي تعني انّ الهدف منها قد تحقق. والهدف، وفق صادق، هو تحريك المياه الراكدة، وتبقى الكلمة الأهم الآن لعائلة الجندي الأسير، وعقبها إذا تحركت إسرائيل فإنّ "حماس" ستكون مستعدة للتعاطي مع هذا الملف. وأوضح أنّ رفض "القسام" و"حماس" تأكيد أو نفي الرسالة، أسلوب تفاوضي جديد، صنعته الحركة عقب تجربتها في ملف الأسير السابق لديها جلعاد شاليط.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها