صراعات البيت الواحد في مشغرة ويونين:خوف مستمر من الثأر

المدن
السبت   2023/05/13
غادر بعض أهالي مشغرة منازلهم بانتظار الصلح، وطالت غيبتهم!(الإنترنت)

قبل أسبوع تقريباً من تعرّضه لكمين مُحكم في مشغرة، زار علي عباس العمار أحد الأشخاص القريبين من أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله للبحث معه في كيفية إنهاء المآسي في البلدة، والتي بدأت في أيلول 2022،. يومها قتل شابان من آل شرف، أحدهما شقيق مختار البلدة، وجرح ثلاثة من آل عمار، إثر خلاف بين أشخاص من آل العمار وآخرين من آل شرف، تفاجأ الشخص المعنيّ بكلام العمار حول استمرار الخلاف، لأنه كان يظّن أن المشكلة انتهت. بعدها بأسبوع حصل الكمين وقُتل علي ومحسن العمار، وإلى اليوم لم تُحل الأمور بعد.

لا مساعٍ للصلح في مشغرة
سقط قتيلان و3 جرحى في المشكل الأساسي، ثم بعدها بثلاثة أسابيع، ورغم مساعي الصلح، حصل كمين وقع ضحيته جريح، قابله ردة فعل سقط على إثرها قتيل وجريح، ثم بعد 7 أشهر، كمين آخر سقط فيه قتيلان وجريح، ولا تزال مشغرة حسب مصادر متابعة تتخوف من المزيد.

تؤكد المصادر أن ما يجري في مشغرة خطير للغاية. فإذا كانت جرائم القتل قد تحصل في كل مكان وزمان، إنما ما تبعها من حوادث هو ما يدعو إلى القلق. ويمكن حصر الاسباب باثنين: تزكية الخلاف في سياق حزبي له علاقة بالمنطقة وطبيعتها ومحاولة استثمار الدم بسياق تصفية الحسابات، والسبب الثاني غياب أي مسعى للإصلاح في البلدة.

منذ بداية الأحداث غادر بعض أهالي مشغرة منازلهم بانتظار الصلح، وطالت غيبتهم. يقول أحد هؤلاء في حديث لـ"المدن"، أن المشكلة الأساسية هي بعدم الفصل بين المعني المباشر بالإشكال الذي حصل وبين أبناء العائلة؛ وبالتالي قد يكون أيّ فرد من العائلتين معرضاً  للرصاص في أي وقت من الاوقات.

هذا الرعب الذي يعيشه أهل مشغرة لم يُحرك أحداً بعد، وكأن الطبيعي هو حصول عمليات الثأر هذه. فبحسب المصادر لا يوجد أي مبادرة باتجاه الحل، على عكس كل ما يُشاع، لا من قبل الأجهزة الأمنية التي تنتظر الأحزاب في المنطقة، ولا من قبل الأحزاب التي تنتظر المشايخ، ولا من قبل المشايخ الذين ينتظرون تحرك الأجهزة الأمنية، مع العلم أن استمرار هذه المشكلة سيجعل حلها أصعب، وسقوط الدم هو الأمر السهل، أما لملمته وفرض الصلح فهو الأمر الصعب. وتقول مصادر معنية في البلدة بمرارة " أن القيمين على الطائفة الشيعية، المهتمين بالتقارب بين دول المنطقة، والصلح بين المتخاصمين في الإقليم، غير قادرين على تحقيق الصلح بين أبناء القرية الواحدة".

يونين على خطى مشغرة؟
الخطر في مشغرة، وهي البلدة الأكبر في البقاع الغربي، انتقل الى البلدة الأكبر في البقاع، وهي بلدة يونين، التي تُعاني، حسب معلومات "المدن"، من خطر شبيه بالخطر في مشغرة. فمنذ شهر تقريباً حصل إشكال بين مجموعتين من آل حيدر وآل درّة، تم خلاله إطلاق نار ووفاة شاب من آل درّة، وتنتظر البلدة اليوم الأخذ بالثأر لأن أحداً لم يتدخل لفرض الصلح بين أبناء البلدة الواحدة.

في يونين حالة من الترقب؛ يقول أحد أبنائها في حديث لـ"المدن"، أنه "في السابق كان هناك مجموعة من "كبار العائلات" تتدخل عند وقوع أي اشكال، وكانت قراراتها ملزمة وحاسمة، لكننا اليوم نجد أشخاص ومجموعات لا تُريد الصلح، ولا تسعى إليه، ولا تلتزم بقرار".

وتكشف مصادر متابعة أن في يونين كما في مشغرة، محاولات لتحميل مسؤولية الدم لأشخاص لا علاقة لهم بالمشكل، في سياق حساسيات حزبية تتعلق بالبلدة ومحيطها، معتبرة أن هذا الأمر خطر جداً لان من يقوم به لا يفكر بالتداعيات التي يمكن أن تترتب على "الدمّ"، خصوصاُ في ظل ترك هذه المسائل من دون معالجة جدية من الدولة وأجهزتها وغياب الأحزاب بشكل كامل.