القبض على أحمد الشامي: هل انتهى مسلسل "خلايا الإرهاب"؟

جنى الدهيبي
الجمعة   2020/09/25
يبقى الرأس المدبّر لصناعة الإرهاب "مجهولاً"

بعد 13 يوماً على جريمة جبل البداوي، التي سقط ضحيتها أربعة شهداء من مخابرات الجيش اللبناني، هم: نهاد مصطفى من بلدة شان، لؤي ملحم من بلدة مشمش، انطوني تقلا من بلدة عندقت، وشربل جبيلي من بلدة كرم عصفور، استطاعت قوّة من مخابرات وعناصر الجيش اللبناني أن تلقي القبض على المدعو أحمد الشامي، اليوم الجمعة 25 أيلول، بعد مطاردة دامت ساعات طويلة في بلدة حيلان قضاء زغرتا.  

يوم الجريمة
والشامي هو واحد من الخلية الإرهابية، التي كان يديرها المدعو خالد التلاوي قبل قتله على يد عناصر الجيش، أثناء مطاردته. وقد شارك معه في جريمة كفتون – الكورة، التي سقط ضحيتها ثلاثة ضحايا من أبناء المنطقة، هم علاء فارس وفادي وجورج سركيس.  

وبالعودة إلى جريمة جبل البداوي المروعة، كانت قوّة من مخابرات الجيش ليل الأحد 13 أيلول، نفذت مداهمة في إحدى الشقق السكنية في جبل البداوي، لتوقيف المشتبه به عبد الرزاق الرز أمام المبنى الذي يقيم فيه. ولدى توجه أربعة عناصر إلى شقته لتفتيشها، أقدم شخصان كانا داخل الشقة، هما الشامي والتلاوي، على إطلاق النار على رؤوس العسكريين ما أدى إلى استشهاد العناصر الأربعة. وكانت عناصر الجيش تمكنت حينها من تحديد مكان التلاوي في البداوي وحاصرته فقتلته. فيما استطاع الشامي أن يلوذ بالفرار بعد إلقاء القبض على الرزّ. (راجع "المدن": شهداء الجيش في جريمة البداوي: من صنع الخلية الإرهابية؟).  

خوف وتعب
وحسب المعطيات، بدأت عملية ملاحقة الشامي صباح اليوم الجمعة، بناء لمعلومات عن مكان اختبائه. فتمكنت عناصر الجيش من تحديد المكان وإلقاء القبض عليه. وقد أظهر مقطع فيديو لحظة القبض على الارهابي أحمد الشامي المتورط بجريمتي كفتون والبداوي، وبدا عليه الخوف الشديد والتعب من محاولاته المستمرة في الهروب قبل أن تبوء بالفشل.  

وأعلنت قيادة الجيش ـــ مديرية التوجيه  في بيان لها أن "مديرية المخابرات وبالتنسيق مع وحدات الجيش المنتشرة في منطقة حيلان – زغرتا، أوقفت الإرهابي أحمد سمير الشامي المنتمي إلى خلية الإرهابي القتيل خالد التلاوي، أحد المشاركين في جريمة كفتون بتاريخ 21 / 8 / 2020." وأشارت قيادة الجيش إلى أن "الشامي متورط بجريمة قتل العسكريين الأربعة أثناء تفتيش شقة الموقوف عبد الرزاق الرز في منطقة جبل البداوي بتاريخ 13 / 9 / 2020" لافتة الى أنه تم تسليم الموقوف إلى المرجع المختص.  

ويذكر أن عائلة المدعو عبد الرزاق الرز، سبق أن أصدرت بيانا باسم آل الرز أعلنت فيه أنها تتبرأ من ابنها ومن كل من له صلة بالتورط في قتل المدنيين والعسكريين.  

الخلايا النائمة
وتشير معلومات "المدن" أن أحمد الشامي لا يتجاوز الـ 24 عاماً، وكان يتردد دوماً على بعض مساجد طرابلس وجبل البداوي - مكان سكنه. وفي الآونة الأخيرة، كانت مخابرات الجيش قد نفذت في طرابلس وعدد من المناطق الشمالية عمليات مداهمة، لإلقاء القبض على مئات الشباب المشتبه بتورطهم في خلايا إرهابية، أو كانوا على صلة بأفرادها، ثم تعيد إطلاق سراح كل من تثبت براءته بعد التحقيق معه.  

أمّا الخشية الأكبر، فتبقى أن يستمر مسلسل الخلايا الإرهابية شمالاً، على وقع الانهيار الكبير والتوتر السياسي في لبنان، وما يتبعه من استثمار معهود في السياسة والأمن. فهل يمكن القول أنه تمّ القضاء على الخلايا الإرهابي بإلقاء القبض على الشامي؟  

بالطبع لا، ما دام الرأس المدبّر لصناعة هذه الخلايا، سياسياً وداخلياً وخارجياً، مجهولًا. هذا، ومن المتوقع أن تسفر التحقيقات مع الشامي إلى سلسلة جديدة من المداهمات شمالاً، في حال أدلى بإعترافات تكشف متورطين آخرين في خلايا إرهابية، ما زالوا في عداد المجهولين، أو ما يسمى بـ"الخلايا النائمة".