نظام للدراجات الهوائية في بيروت.. هل الطرق آمنة؟

لمياء الساحلي
الخميس   2017/01/19
ستتم في مراحل لاحقة دراسة طرق أخرى لمعرفة مدى جهوزيتها (علي علوش)
بيروت التي لا تعرف طريقاً طبيعياً، وتسير الدراجات النارية على أرصفتها غير آبهة بمعنى الرصيف أو المشاة، ويعجز سكانها عن فهم كلمة "خط سير"، أو عن التوقف على الإشارة الحمراء، ستصبح مدينة آمنة لسير الدراجات الهوائية. 

أقله، هذا ما يتمناه القيمون على مشروع "نظام تشارك الدراجات الهوائية في لبنان" Lebanon Bike Sharing System، الذي افتتح أول محطاته الثلاثاء 18 كانون الثاني، ويشرف عليه فريق من بلدية بيروت، منهم عصام قصقص، مستشار محافظ بيروت زياد شبيب، ومؤسسة "بيروت باي بايك" التي يرأسها جواد سبيتي. أما منفذ المشروع فهو شركة "بايك فور أول" الألمانية. ويقول قصقص لـ"المدن" إن المشروع سيكون مطابقاً لجميع مشاريع مشاركة الدراجات الهوائية في العالم، وقد زار أمستردام شخصياً ليرى كيف يعمل هذا النظام. 



ممرات افتراضية خاصة بالدراجات الهوائية بعرض 80 سنتيمتراً سترسم على ثلاثة خطوط سير تنطلق من بلدية بيروت، حيث أنشئت أول محطة تجريبية، وصولاً إلى شارع بلس والكورنيش البحري وشارع الحمرا. ويبدو أن القيمين على المشروع قد اختاروا الطرق الأكثر استخداماً من أصحاب الدراجات الهوائية، التي تعتبر آمنة نسبياً. غير أن قصقص يؤكد أنه ستتم في مراحل لاحقة دراسة طرق أخرى لمعرفة مدى جهوزيتها لتكون مكاناً آمناً لسائقي الدراجات.

المحطة التي انتصبت أمام فندق "لو غراي"، هي "عينة ستكون نموذجاً مبدئياً يتم تطويره"، وفق ما كتب سبيتي على صفحته على فايسبوك. أما الدراجات اللامعة فيها فليست سوى مجسمات وفق قصقص، الذي يؤكد أن المشروع في مرحلة اختبار تغطية أنظمة تتبع الدراجات وتحديد المواقع GPS وGPRS ودراسة وضع الطرق للمباشرة بالتنفيذ. ولاحقاً، ستنشأ 25 محطة تضمّ كل واحدة 12 دراجة هوائية.



أما المستهدفون الرئيسيون من المشروع فهم طلاب الجامعات، حيث ستوضع محطات على بوابات جامعاتهم وستخصص لهم بطاقات تتيح لهم استعمال الدراجات برسم مخفّض. وستشمل وسائل الدفع الأخرى إضافة إلى بطاقة الطالب، بطاقة الائتمان وبطاقات مسبقة الدفع، غير أن رسوم ذلك لم تحدد بعد، بينما كتب على آلة استئجار الدرجات أن كلفة استئجارها لمدة ساعة ستكون بـ5 ألاف ليرة. وكما مشاريع تشارك الدراجات الهوائية في العالم، سيكون للمشروع اللبناني تطبيق خاص يقوم المستخدم بتحميله لمعرفة مدى توفر الدراجات وحجزها.

سينطلق المشروع مطلع شهر أيار 2017 على أبعد تقدير. والخبر السار أنه في السنة الأولى لبدء التشغيل سيكون استعمال الدراجات الهوائية مجانياً. ويؤكد سبيتي وقصقص أن بلدية بيروت لم تدفع ولن تدفع فلساً واحداً على المشروع وأن الكلفة الكاملة ستكون على الشركة الألمانية المتعهدة. 



صحيح أن المشروع كما يصفه قصقص "صحي واقتصادي وسياحي"، إلاّ أنه يبقى غريباً عن المدينة بشكل عام وعن سلوكيات معظم سكانها، بدءاً بمن يركنون سياراتهم على الرصيف غير آبهين بالمشاة، مروراً بمن ينتقلون من خط إلى آخر بسرعة البرق، وصولاً إلى حالة الطرق. فكيف سيتصرّف هؤلاء وغيرهم من السائقين مع خطوط بيضاء ورسوم لدراجة هوائية على الطريق تظهر فجأة وسط كل هذه الفوضى؟