"صار الوقت": إعلانان جديدان حول اللاجئين.. بمعزل عن الإحباط
والخطاب الرافض لبقاء النازحين السوريين في لبنان، إزداد أخيراً بشكل دراماتيكي، إثر تحولات في مواقف قوى سياسية كانت، حتى العام الماضي، متمسكة ببقاء النازحين وداعمة لوجودهم. تتقاطع اليوم قوى سياسية ممانعة، مع أخرى معارضة، في الداخل اللبناني، على موقف إعادة النازحين، كل من منظاره الشخصي.
وعليه، يتوسع هذا الموقف الى جمهور تلك القوى السياسية ومناصريها. ما كان محرماً بالأمس، فَقَعَ على الشاشة ليل الخميس، مدعوماً بموقف رسمي وأرقام قدمها محافظ بعلبك الهرمل، بشير خضر، عن النازحين في المحافظة الشمالية.
|
وفي مقابل خضر، ومؤازرين من تكتلات اقتصادية ورئيس بلدية، ظهرت مواقف مضادة بدت ضعيفة، لا تمتلك آليات صدّ واقناع بالزخم نفسه الذي حمله المعارضون، رغم واقعية بعض الطروحات التي تشير الى الأرقام والهواجس، وهما وجهتا نظر تقابلتا على الشاشة، وشرعتا الاتهامات بالعنصرية او بالفساد، على عادة اللبنانيين والسوريين طبعاً!
|
|
|
وبمعزل عن التدني في مستوى الخطاب، لجهة تسمية احد الضيوف للنزوح بـ"الاحتلال"، فإن ما أتت به الحلقة عملياً، أمران جديدان. أولهما تأكيد نازحة في تقرير أنها لا ترغب في البقاء في لبنان أو العودة الى سوريا، بل تريد الانتقال الى دولة لجوء ثالثة. ويمثل هذا الإعلان أول كشف عن أغراض البقاء في لبنان، حتى لو كانت مناطقهم باتت آمنة، وحتى لو لم يكونوا في لوائح المطلوبين أمنياً للنظام السوري، وهما 12 ألف مطلوب، حسبما قال المحافظ خضر، من أصل مليوني سوري موجودين في لبنان.
فقد أصبح لبنان بالنسبة للسوريين، مقر إقامة مؤقتة، نقطة عبور، بدليل أن معظمهم تقدم بطلبات لجوء الى الخارج وينتظر الموافقات، مستفيداً من بطاقات الأمم المتحدة.. وبالتالي فإن أي عودة الى بلادهم، ستُخسِرَهم هذه الفرصة.. وهو واقع تدركه الأمم المتحدة، كذلك لبنان والدول التي تستضيف اللاجئين..
|
أما الكشف الثاني في الحلقة، فيتمثل في إعلان عضو "كتلة اللقاء الديموقراطي" النائب بلال عبد الله، عن الجانب السياسي الذي يحول دون ترحيل اللاجئين. فقد قال عبد الله إنّ النّظام السوري سيتاجر بالنازحين السوريين لقبض بدل إعادة الإعمار، مؤكّداً رفضه ترحيلهم من لبنان.
|
يثبت هذا الموقف ان التهويل باتخاذ قرار حول ترحيلهم بات مستحيلاً، لبنانياً على الأقل، ولن تتخطى الحملات الإطار السياسي الداخلي ضمن حسابات ضيقة. ثمة حملة تحريض واسعة في لبنان، لتحصيل مكاسب سياسية واستقطاب الشارع.. لكن خطورة تلك الحملات والتي ظهرت مفرداتها في حلقة "صار الوقت"، أنها أعادت عقارب الساعة الى الوراء، الى زمن الانقسام في أولى سنوات الثورة السورية.. الفارق الوحيد أن مناصري اللاجئين الآن باتوا قلّة، وسط ضبابية في المواقف الدولية، وعدم يقين حول ما إذا كان الانقسام حول السوريين، سيدفع الى خيارات كان يستحيل التعامل معها وفق المقاربة نفسها مع اللاجئين الفلسطينيين.