ليست ثورة.. النظام يجدد نفسه
|
مهلاً، التجربة اللبنانية علمتنا أن الأحلام الكبيرة، محكومة بعوائق سياسية وبلوكات طائفية لا يمكن القفز فوقها. وعلّمتنا بأن الغضب متاح لأيام، أسابيع، شهور، من دون أن يتعارض مع مصالح سياسية. وعلّمتنا أن القوة الديموغرافية القادرة على تحقيق تغيير، لا تغامر من دون تأييد سياسي ودولي. هذا التأييد مفقود حتى الآن، لا الأمم والدول متفرغة لقضيتنا نحن اللبنانيين، ولا القوى السياسية جاهزة لقَلبِ النظام رأساً على عقب. من دون هذا النظام، لا تستطيع تحقيق مكاسبها في المدى الطويل.
|
|
والأحلام الكبيرة، عززها مشهد لم يتكرر منذ 17 تشرين 2019. يمكن وصف الاحتجاجات بأنها الأوسع نطاقاً منذ 17 تشرين. غطّت كل لبنان، بما فيها الضاحية الجنوبية لبيروت، والجنوب والبقاع وطرابلس، فضلاً عن ساحة الشهداء في بيروت. فتحت الشاشات الهواء لتغطية حدث نادر، لا يشعله لإلا الغضب الناتج عن خوف على رغيف الخبز.
|
منذ اللحظة الأولى لاحتجاجات المساء، استعادت الأوهام حياة لم تسكنها منذ 17 تشرين.. لكنها سرعان ما ستسقط، غداً أو بعد غد، كما سقطت أحلام تشرين، وقبلها اندفاعة التغيير إثر ملف النفايات في 2015. التغيير في لبنان يحتاج الى توافر عنصرين، الإرادة الدولية، وتوازن القوى الداخلية، وكلاهما مفقود حتى لو أدى الانهيار الى تكرار تجربة سوريا في لبنان: شعب يحيا من القلة، وحكام يتربعون على الرأس!
|