وفاة مبارك:ترحّم على ما قبل السيسي والأسد..و"قومية سعودية" جديدة
وبدا المشهد في "تويتر" منقسماً بين الحزينين على مبارك من جهة، والذين تحدثوا عن جرائمه وانتهاكاته خلال فترة حكمه لمصر لثلاثين عاماً (1981 - 2011) من جهة ثانية. وفيما كتب متعاطفون مع مبارك أنه رغم كل مساوئه لم يدمر بلده مثلما فعل بشار الأسد، استنكر مغردون سوريون وعرب هذه المقاربة، خصوصاً أنها تماثل ما يكرره الموالون للنظام السوري عن حماية الأسد لسوريا من المؤامرة الغربية، والتي رد مغردون مصريون بأن مبارك انتبه لها قبل الجميع "ولهذا فضل التنحي" عن منصبه!
الانقسام في "تويتر" غذته وسائل الإعلام المصرية الرسمية ووسائل إعلام عربية، وصفت مبارك بـ"الرئيس الأسبق" ما أثار استياء في "تويتر" تمثل في تغريدات طالبت وسائل الإعلام باعتماد تسمية "الرئيس المخلوع"، فيما تحدث المعلقون عن الثورة المضادة التي قادتها السعودية ودول خليجية لقتل الربيع العربي، في مصر وبقية دول المنطقة، بدعمها الديكتاتوريات العسكرية الجديدة، ومنها الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي.
وفي السعودية تحديداً، كانت التغريدات تتحدث عن دور مبارك في مقاومة حركة الإخوان المسلمين، التي تعاديها السعودية باعتبارها "حركة إرهابية"، كما تحدث مغردون عن دور مبارك القومي، وتحديداً في حرب الخليج الثانية و"وقوفه في صف القضايا العربية دوماً"، ويشير التماثل في التغريدات ربما إلى توجه عروبي ما.
وفسرت بعض التعليقات، حالة الترحم الواسعة على مبارك، بأنها جزء من الأخلاق الإسلامية الواجبة، فيما تحدث آخرون عن إعجاب الشعوب العربية بفكرة "الرجل القوي" الذي بات مبارك تمثيلاً لها في تغريدات متتالية، تحدثت عن مبارك كقائد للجيش المصري وكمقاوم للغرب ولإسرائيل وغيرها من الصفات التي فندها مغردون آخرون، بحديثهم عن انتهاكات مبارك لحقوق الإنسان ودوره في قمع الثورة المصرية، ومسؤوليته عن شهداء ثورة 25 يناير.
وقالت إحدى المعلقات المصريات في "فايسبوك": "فكرة الأب الدكتاتور الحكيم كلي القدرة والبطش اللي كانت/مازالت منتشرة في المجتمعات البدائية اللي حكمتها لمدة طويلة أنظمة قمعية وتسلطية وشمولية هي فكرة مناسبة تماما لبيئة بيميزها انعدام المأسسة، وضعف الوعي السياسي والوعي بمعناه التشريحي حتى، وسيطرة الفكر الديني، وسيادة نمط العائلة الأبوية وتقديس الأب الراعي وعبادة الهيراركية العائلية والبلح ده كله".
وتحيل كمية التعاطف الملحوظة مع مبارك في "تويتر" إلى مآلات للربيع العربي والثورة المصرية تحديداً، مع عودة مصر إلى الديكاتورية مجدداً، فيما تقول منظمات حقوق الإنسان الدولية، أن عهد الرئيس السيسي أسوأ بمراحل من حقبة حكم مبارك، من ناحية الاعتقالات والتضييق على الحريات العامة، علماً أن مصر شهدت العام الماضي احتجاجات محدودة، بعد فيديوهات نشرها الفنان والمقاول محمد علي من إسبانيا، بشأن قضايا فساد تخص السيسي شخصياً، فيما تتحدث وسائل الإعلام الغربية عن الموجة الثانية من الربيع العربي، في دول المنطقة، وترشح مصر لمزيد من هذه النوعية من الاضطرابات، لعدم وجود حلول جذرية للمشاكل التي أدت للثورة المصرية ضد مبارك أصلاً.
ولم تخلُ مواقع التواصل من قصص مؤثرة، تحدث فيها معلقون عن تجاربهم الشخصية مع حكم مبارك، فعلى سبيل المثال، كتب الصحافي يحيى وجدي: "كفاية بس افتكر له وانا طفل في العاشرة، لما أصحى الصبح أروح المدرسة فألاحظ أثر بيادات الأمن المركزي على السجادة الحمراء في صالة بيتنا، فأفهم إنهم أخدو أبويا (الله يرحمه) الفجر، وإن أمي (الله يرحمها) بذلت مجهود جبار عشان ما نصحاش رغم الدوشة ونشوف المشهد ده. انطباع التراب على السجادة بكعوب البيادات ده طفولتي، وبداية معرفتي بحسني مبارك".
إلى ذلك، استنكر معلقون مصريون، التعزية التي قدمها الناشط المصري، وائل غنيم، لمبارك، واصفاً إياه بـ"المحب والمخلص لمصر"، ومشيراً إلى أنه تحمل الكثير في نهاية عمره.
وقال غنيم عبر حسابه الرسمي في "تويتر": "رحمة الله على الرئيس حسني مبارك. كل نفس بما كسبت رهينة وكلنا رايحين لربنا اللي أحسن من البشر كلهم. ربنا يصبر أهله ومحبيه ويبارك في عمر أحفاده. كان محبا ومخلصا لمصر. تحمل مسؤولية ضخمة تجاه الشعب المصري فأصاب كثيرا وأخطأ كثيرا وصبر على كثير من الأذى في نهاية عمره. وسيحكم التاريخ".
رحمة الله على الرئيس حسني مبارك. كل نفس بما كسبت رهينة وكلنا رايحين لربنا اللي أحسن من البشر كلهم. ربنا يصبر أهله ومحبيه ويبارك في عمر أحفاده. كان محبا ومخلصا لمصر. تحمل مسؤولية ضخمة تجاه الشعب المصري فأصاب كثيرا وأخطأ كثيرا وصبر على كثير من الأذى في نهاية عمره. وسيحكم التاريخ ❤️ pic.twitter.com/ZUtmQSRKRv
— Wael Ghonim (@Ghonim) February 25, 2020
وكان غنيم أحد أبرز الوجوه التي ساهمت بإشعال "ثورة 25 يناير" والتي أطاحت حكم مبارك في مصر العام 2011. وأنشأ الناشط المصري صفحة "كلنا خالد سعيد" في "فايسبوك" العام 2010 وكان الهدف منها المطالبة بمحاسبة المسؤولين عن مقتل الشاب المصري خالد سعيد. وكان غنيم من أول المطالبين بالنزول إلى الشارع في 25 كانون ثاني/يناير 2011 للمطالبة بإجراء إصلاحات سياسية وإلغاء قانون الطوارئ لتؤدي هذه الثورة لاحقاً لإسقاط حكم مبارك في مصر.
وبرزت تعليقات لفنانين ونجوم عرب، قدموا التعازي بوفاة مبارك، وفيما يمكن القول أن تعزية فناني النظام المصري بوفاة مبارك تبقى متوقعة، إلا أن تغريدات أخرى رسمت علامات استفهام. فالنجمة السورية أصالة كتبت في "تويتر" نعت مبارك بالقول: "الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته، ويعينكم على الفراق يارب العالمين"، وهي المشهورة بدعمها لثورات الربيع العربي، وتحديداً في سوريا، حيث كانت واحدة من أبرز الأصوات المعارضة لنظام الرئيس بشار الأسد.
والحال أن هذا المشهد امتد ليشمل سياسيين عرب، من بينهم رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، اللذين اعتبرا بشكل منفصل، أن مبارك كان "صديقاً كبيراً ووفياً للبنان".
وقال الحريري في "تويتر": "تنطوي برحيل الرئيس حسني مبارك حقبة من تاريخ مصر والأمة العربية حفلت بالإنجازات والإخفاقات على حد سواء، وتركت بصمات من التطور والحداثة في مختلف المجالات. الرئيس مبارك كان صديقاً وفياً للبنان وعلامة مضيئة من علامات التضامن العربي، نذكره بالخير ونسأل له الرحمة والرضوان. أحر التعازي القلبية للقيادة المصرية ولعائلة الفقيد الكبير".
من جانبه، قال جنبلاط في تغريدة: "الأمانة التاريخية تقتضي الاعتراف أن الرئيس مبارك كان صديقاً كبيراً للبنان، ووقف معنا في أوج المحنة بعد اغتيال رفيق الحريري لإخراج قوات النظام السوري، كما ساهم في إنشاء المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري. تبقى مصر العربيةً داعما لاستقرار لبنان واستقلاله، ودولة محورية في الشرق العربي".
تنطوي برحيل الرئيس حسني مبارك حقبة من تاريخ مصر والامة العربية حفلت بالانجازات والاخفاقات على حدٍ سواء، وتركت بصمات من التطور والحداثة في مختلف المجالات. الرئيس مبارك كان صديقاً وفياً للبنان وعلامة مضيئة من علامات التضامن العربي، نذكره بالخير ونسأل له الرحمة والرضوان . ١/٢
— Saad Hariri (@saadhariri) February 25, 2020
الامانة التاريخية تقضي بالاعتراف ان الرئيس مبارك كان صديقا كبيرا للبنان ووقف معنا في أوج المحنة بعد اغتيال رفيق الحريري لإخراج قوات النظام السوري كما ساهم في إنشاء المحكمة الدولية .تبقى مصر العربية داعما لاستقرار لبنان واستقلاله ودولة محورية في الشرق العربي. رحمه الله pic.twitter.com/7foqtWv8Gt
— Walid Joumblatt (@walidjoumblatt) February 25, 2020
رحم الله شهداء ثوره ٢٥ يناير الذين ضحوا بارواحهم من اجل ان تصبح بلادهم افضل اما بالنسبة بالرئيس #حسني_مبارك فله من الله ما يستحق pic.twitter.com/zQTeIzoDhX
— Abdelrahman (@abdmoh9909) February 25, 2020
رحم الله شهداء ثورة ٢٥ يناير ❤️ pic.twitter.com/Fw8zaenVGw
— Fathy N Ragab (@Fathy49724954) February 25, 2020
نهب خيرات بلاده لمدة ٣٠ عام وسَجَنَ خيرة شباب مصر بدون محاكمه ،و قتَل الابرياء في ثورة ٢٥ يناير ..
— ثامر حمود الديحاني (@thamerdaihany) February 25, 2020
أفضى إلى ما قدّم
#حسني_مبارك pic.twitter.com/k9yG5XxkvX
إنما لا يبرأ الحكام في كل بلاد العرب من ذنب الشعوب!
— ال لا لا لاند (@in_lalaland20) February 25, 2020
384 شهيد ثوره ٢٥ يناير وما خلفهم الي الان ندعو الله أن لا يذيقك طعم الجنه وان تكون لجهنم حطباً🙏#حسني_مبارك pic.twitter.com/hExCoc5qou
أصبح المقياس في هذا العالم هو "أصلا ما عمل متل يلي عمله بشار الأسد" ويقاس به كل سافل قذر.. بدءا من هتلر مرورا للصهاينة وصولا إلى مبارك
— قتيبة ياسين (@k7ybnd99) February 25, 2020
تخيلوا أن شخصا من سوريا أصبح مقياسا للإجرام والخيانة والقذارة في العالم!
إنجاز جديد يضاف إلى سلسلة إنجازات ابن أنيسة#وفاة_مبارك #حسني_مبارك
شكرا انك اتنحيت علشان خاطر بلدك ومسبتناش نتقسم ويحصل فينا زى الى حصل ف سوريا ربنا يرحمك هنفضل نفتكرك دايما بكل خير وداعا مبارك #حسني_مبارك
— Omnia Nasser💕 (@OmniaNasser_9) February 25, 2020
ما حال الاخوان المسلمون فى ظل حكمه ما حال الليبراليين الاشتراكيين والسلفيين ما حال الاعلام وحرية الصحافه ورأى المعارضه .. ماذا لو تشبث مبارك بالكرسى واستدعى قوى خارجيه مثلما فعل بشار فى سوريا .. ماذا لو اراد اللجوء الى احدى الدول العربيه .. مبارك ظالما ام مظلوما ؟!!#حسني_مبارك pic.twitter.com/XiVvs9w1GP
— ibrahim soleman (@IbrahimMaram) February 25, 2020
ارى ان #حسني_مبارك رحمه الله رجل عظيم جدا قدم كل مايستطيع وتنحى حفاظا على البلد ودماء الشعب ولم يهرب او يسحق شعبه كما فعل غيره في سوريا وليبيا واليمن وتونس
— voice from Arabia (@AbdullahObaman6) February 25, 2020
أسموه الرئيس السابق !!
— مها (@mahaalreem_) February 25, 2020
أعداء الثورات العربية كانوا ومازالوا مع الرئيس الرئيس الهارب والمخلوع والمقتول والمحروق وهم لازالوا يساندون الرئيس القاتل الملعون في سوريا #حسني_مبارك
للتذكير : خرجت #سوريا في مظاهرات تُطالب بالحد الأدنى بالحريات المُوجودة في مصر في عهد #حسني_مبارك
— ربيع سوريا (@jahbaz6) February 25, 2020
مات #حسني_مبارك..
— Abo Judi &Yousef (@Abo_J_Y) February 25, 2020
مات من صان مصر من مصير نراه يوميا باعيننا في ليبيا و سوريا و اليمن و ..#البقاء_لله_وحده
رحمه الله رحمة واسعة
#حسني_مبارك
— المهلهل اول عالمي (@SSha7er) February 25, 2020
من اشجع الحكام العرب الغيوره ع ارضها تنحى بكل شجاعه للحفاظ ع مصر ولم يكابر ويجعل الجيش يصتدم بالشارع كما كان يريد الغرب ان تكون سوريا اخرى....رحمك الله ايه القائد المحنك!!!
#حسني_مبارك تنازل عن الحكم ولم يقتل شعبه مثل بشار ولم يهرب مثل بن علي وساند العرب بجيشه ودافع عنهم ولم تطى قدم اي ايراني مصر في عهده ومع ذالك لايزال القطريين يسيؤون له !!
— صعفق السادس طعش ❤️Mbs🇸🇦 (@6cw) February 25, 2020
اعتقد سبب اسأتهم له هي ارساله للجيش المصري في حرب الخليج و حرب اكتوبر ضد اسرائيل pic.twitter.com/LEBbRDfQCx
#حسني_مبارك
— Bander Alajmi🇰🇼 (@Bsmq8) February 25, 2020
الله يرحمه ويجعلك من اهل الجنه ،،
والله ماراح ننساك يابو علاء ولا ننسى افعالك و وقفاتك البطوليه مع الكويت ودول الخليج العربي في حرب 1990 ،،
يوم بعض الدول العربيه وقفت ضدنا وضد قضيتنا ،، pic.twitter.com/aq3ncPpjOf