السبت 2023/03/25

آخر تحديث: 12:40 (بيروت)

هل يجب على المستخدمين تغطية كاميرا الكمبيوتر بشريط لاصق؟

السبت 2023/03/25
هل يجب على المستخدمين تغطية كاميرا الكمبيوتر بشريط لاصق؟
مارك زوكربيرغ، وقد غطى كاميرا جهازه بقطعة بلاستيكية خوفا من التجسس عليه
increase حجم الخط decrease

في عصر العمل الذي يعتمد فيه الجميع على التكنولوجيا ومكالمات الفيديو لعقد الاجتماعات ‏الافتراضية وإنجاز الأعمال، عادت ظاهرة اختراق كاميرا الحاسوب أو الهاتف الذكي والتجسس ‏على المستخدمين من دون علمهم لتطفو على السطح من جديد. يمكن للمتسللين اختراق الأجهزة الشخصية بكل سهولة، بما في ذلك الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، والأجهزة اللوحية، وغيرها، وهو ما يتطلب من المستخدمين أخذ أقصى درجات الحيطة لحماية أنفسهم وخصوصيتهم، لا سيما ‏أن كاميرات أجهزة الحاسوب هي الأكثر تهديدا من بين الجميع.

مع الأسف، لا تقوم بعض أنظمة ‏التشغيل بتحذير المستخدمين عندما يقوم أحدهم بالتنصت على المستخدمين ومراقبتهم من خلال ‏كاميرا الجهاز، الأمر الذي دفع بعضهم إلى وضع شريط لاصق فوق ‏الكاميرا في حال عدم استخدامها كوسيلة كفيلة بحمايتهم من هذا الخطر.‏

حصان طروادة
قد يبدو وضع شريط لاصق على كاميرا الكمبيوتر المحمول أمرا مبالغا فيه بالنسبة إلى كثيرين، لكن مجموعة من الأسباب تجعل المستخدم يعتمد على هذه الطريقة السهلة والرخيصة لحماية ‏خصوصيته. فاختراق كاميرا الويب أمر بسيط نسبيا، ويتضمن التنزيل غير المقصود ‏للبرامج الضارة، خصوصا "حصان طروادة" الذي يقوم بتثبيت البرامج التي تتحكم سرا في الجهاز، و‏التي يتم تنزيلها من خلال رابط يبدو غير ضار يتم إرساله عبر رسالة بريد إلكتروني أو رابط ‏واتساب أو يتم الضغط عليه أثناء تصفح الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعية.‏

ولا تستطيع هذه البرامج الضارة الوصول إلى كاميرا الكمبيوتر المحمول فحسب، بل يمكنها أيضا ‏الدخول إلى الملفات الخاصة وسجل التصفح، واستخدام المعلومات الخاصة بالمستخدم. لكن ثمة ‏علامات يمكن للمستخدم الانتباه لها وتمنحه مؤشرا حول اختراق الكاميرا الخاصة به، و‏التي تتركز في الحركات والأصوات غير المبررة للكاميرا وظهور تطبيقات وملفات غريبة، ‏وتشغيل إضاءة الكاميرا من تلقاء نفسها.‏

يمكن لبعض كاميرات الويب أن تدور وتتحرك في اتجاهات مختلفة بناء على أوامر المستخدم، ‏حيث يمكن للقراصنة التحكم في الكاميرا ومحاولة تسجيل اللقطات، لذلك عند رؤية الكاميرا تتحرك ‏فجأة فقد يكون ذلك علامة على إصابة جهاز الكمبيوتر ببرامج ضارة، وبما أن كاميرات الويب ‏متصلة بالميكروفونات ومكبرات الصوت، فقد تشير الأصوات المفاجئة الصادرة منها إلى أن كاميرا ‏الكمبيوتر تحت سيطرة شخص آخر.‏

كما يمكن تخزين تسجيلات الفيديو والصور التي تم التقاطها بشكل غير قانوني من قبل المتسلل إلى ‏جهاز الكمبيوتر، لهذا يجب الحرص على الملفات الغريبة التي ظهرت في الجهاز. إضافة إلى ذلك، ‏يوضح ضوء المؤشر الموجود على كاميرا الويب أنها نشطة، حيث تتلاعب البرامج الضارة ‏بالضوء لخداع مستخدمي الكمبيوتر؛ فإذا تم تشغيل وإيقاف تشغيل مؤشر LED ‏رغم عدم ‏استخدامه، أو إذا كان لا يعمل عندما تكون الكاميرا نشطة، فقد تكون البرامج الضارة موجودة على ‏جهاز الكمبيوتر، ويعني هذا أن شخصا ما يراقب المستخدم من خلال الكاميرا من دون علمه.‏

إعاقة المتسلل
وعلى الرغم من أن "حصان طروادة" يمكن أن يلحق أضرارا أخرى بصرف النظر عن الوصول ‏إلى الكاميرا، فإن وضع شريط لاصق على الكاميرا يعد خطوة جيدة يجب اتخاذها، حتى إذا كانت ‏هناك احتياطات أخرى. فالشريط الذي يغطي الكاميرا يعوق خطط أي متسلل لالتقاط الصور أو ‏تسجيل الفيديو من دون علم المستخدم، ومع أن هذه الطريقة يراها كثيرون بدائية إلا أنها فاعلة، إذ يمكن ‏للمستخدم وضع شريط لاصق لتغطية كاميرا الويب. وقد بدأت الشركات المصنعة لأجهزة ‏الكمبيوتر خصوصا بإخفاء الكاميرا الخاصة بالكمبيوتر بعدة طرق، مثل وضعها مع لوحة المفاتيح ‏أو توفير غطاء يدوي لها فوق الشاشة، كما يجب التأكد من سلامة ملفات الحاسوب، والحرص ‏لدى تحميل أي ملف أو تطبيق أو الدخول على أي رابط، واستخدام برامج حماية قوية.‏

لكن بعض الشركات المنتجة لأجهزة الكمبيوتر لها رأي آخر. فقد حذرت شركة "أبل" مستخدمى الكمبيوترات المحمولة (لاب توب)، من تغطية كاميرات الأجهزة الخاصة بهم، لأغراض الحماية. وحذرت الشركة الأميركية من استخدام قطع بلاستيكية خاصة تستخدم لتغطية الكاميرا على اللاب توب، مشيرة إلى أن هذه القطع قد تتسبب بكسر في الشاشة، في حال تم إغلاق اللاب توب وهي معلقة فيه. وتقول الشركة إن على المستخدمين أن يثقوا بمنتجات "أبل"، والتي تعطى المستخدم ضوءا أخضر في حال تشغيل الكاميرا، وطالبتهم بعدم اتباع طرق أخرى لإغلاقها.

وقالت "أبل" إن كاميراتها "مصممة على ألا تعمل أبدا من دون أن تطلق الضوء الأخضر المخصص لها". وأوضحت الشركة أن على المستخدم إزالة الغطاء الخاص بالكاميرا، عند إغلاق اللاب توب، إذا ما أصر على استخدامه. ونصحت الشركة المستخدمين بعدم استخدام أي مادة أكثر سماكة من ورق الطباعة العادي، لتغطية الكاميرا، لافتًة إلى أن الشريط اللاصق قد يترك أثرًا لا يزول من عدسة الكاميرا.

  

 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها