السبت 2023/03/11

آخر تحديث: 18:40 (بيروت)

بلدية الجديدة:جبارة يُفجّر فضيحة... والمرّ لـ"المدن": يكذب!

السبت 2023/03/11
بلدية الجديدة:جبارة يُفجّر فضيحة... والمرّ لـ"المدن": يكذب!
استقالات بالجملة من بلدية الجديدة واتهامات متبادلة بالفساد والكذب
increase حجم الخط decrease
 يبدو أن ألسنة لهيب الانتخابات البلديّة وصلت باكراً إلى بلدية الجديدة- البوشريّة-السد التي تشهد منذ شهرين تقريباً خلافات على خلفيات سياسيّة وبلدية ومالية وادارية، كما تشهد اجتماعات انقلابيّة عدّة، بين فريقين أحدهما موالٍ للرئيس الحالي أنطوان جبارة، والآخر معارض له. ولعلّ الحرب الكلاميّة العنيفة التي تُشنّ إلكترونياً خير دليل على تفكّك المجلس البلديّ المهدّد بالانهيار بعد الاستقالات المتتالية التي شهدها. فهل تُحلّ بلدية جديدة؟


استقالات بـ"الجملة"
"مَن يتكلّم عن الفساد ويُحاضر بالعفّة هو منبعهما أساساً، ولَديّ ما يكفي من الملفات الموثقّة التي تُدينهم وتفضح مصدر ثروتهم من اتحاد البلديات الشاهد على كلامي، وسأردّ عليهم بالقضاء"، يقول جبارة لـ"المدن".

لم يمر الأسبوع الأول من آذار الجاري مرور الكرام على بلدية الجديدة برئيسها وأعضائها، إذ عَلِمت "المدن" أن "المجلس البلدي كان يُعاني أساساً من مشاكل عدّة وانقسامات سياسيّة داخليّة، وهذا السبب وراء الاستقالات التي حصلت خلال الأيّام الماضية من بلدية الجديدة التي تضمّ 21 عضواً، حيث من الممكن أن يصل عدد الاستقالات إلى 11. وجاءت هذه الاستقالات على خلفية ملفات متعدّدة منها ملف مطمر النفايات وارتباطه بمشاريع سياسية مشبوهة كالإثراء غير المشروع والاختلاس وخلافهما".

طموحات مخفيّة
في سياق حديثه، يشير جبارة إلى أن "الجهة التي تقف وراء الحملة الممنهجة ضدّي باتت معروفة، وهدفها ضرب سمعتي وشلّ العمل البلدي في منطقة الجديدة- البوشريّة لغاية في نفس يعقوب"، معتبراً أنّ "ما يحصل إن كان يدل على شيء، فإلى حقد البعض وطمعه، مع أن الراغبين بالجلوس مكاني أنا من أوصلتهم إلى هنا، ولكن يبدو أنّ 5 منهم قرّروا مسح معروفي لهم ولا أعارضهم، فهذا حقّهم الدستوريّ ولكن عليهم تحصيله ضمن الأطر القانونيّة والوطنيّة الصحيحة. ولستُ بحاجة إلى شهادة أحد بعملي ومسيرتي البلديّة، وإن كانوا يتوعدّون باللجوء إلى القضاء، فأقول لهم عبر "المدن" إنّني سأتقدّم أيضاً بدعوى قضائيّة بجرم القدح والذمّ والتشهير الإثنين، وما حدا يهدّدنا".

خلال حديثه مع "المدن"، يقول جبارة: "أعمل في هذا المجال منذ أكثر من 60 سنة ولست "ابن اليوم"، كما عملت مع دولة الرئيس المرّ لأكثر من 20 سنة، وخضنا سويّاً انتخابات بلديّة عدّة، وكنت دوماً أسانده في المرّة قبل الحلوة، ولم أخنه قطّ، إنّما في أيّامه الأخيرة وتحديداً في انتخابات 2018، أصرّ المرّ على الترشح شخصياً للانتخابات البلديّة، وعارض رئيس الجمهوريّة ميشال عون هذه الفكرة نظراً لوضعه الصحيّ، فكنتُ والنائب هاغوب بقرادونيان نعمل على خطّ الوفاق بينهما للتوصل إلى صيغة تُرضي الطرفين، واقترحنا وقتها ترشيح ابنته ميرنا المرّ، غير أنّ والدها هو مَن عارض الأمر لا الرئيس عون. ووقتها أُدرج اسم ميشال المرّ على اللائحة بإتفاق مع عون، وبالتالي كنتُ أعمل على ترسيخ هذه المصلحة لما فيه من خير لدولة الرئيس الراحل وليس العكس. غير أن حاشيته حرّضته ضدّي، والدليل على ذلك أنّه حصّل فقط 1300 صوت في انتخابات 2018 بعدما كان يحصد أكثر من 5500 صوت عندما كنتُ معه".

المرّ يردّ ع: تفاهات وكذب
يرفض النائب ميشال المرّ بشكل قاطع ما يُنقل عن لسان جبارة فيعتبره "هرطقات لا تمّت للواقع بصلة"، موضحاً أنّه "لا علاقة للخلافات الشخصيّة أو السياسيّة بدعمه لتحرّك الأعضاء الأبطال -كما يسميهم- ضدّ أعمال رئيس البلديّة المشبوهة، وأنّ موقفه ينبع من قناعاته الشخصيّة والوطنيّة وتقييمه الموضوعيّ للأحداث".

ويُضيف لـ"المدن": "باعتباري نائباً مؤتمناً على مصلحة أهالي بلدي عموماً ومنطقتي خصوصاً، أقف إلى جانب الأعضاء الأبطال في ثورتهم ضدّ الفساد، انطلاقاً من قناعتي الشخصيّة بوجوب محاربته، وبناءً على المراجعات والشكاوى التي تلقيتها حول الإهمال الحاصل في البلديّة. أمّا بالنسبة لمواضيع جريدة الجمهوريّة التي أثارت بمحتواها غضب جبارة وغيره، فهي مبنيّة أساساً على عقود وأوراق قانونيّة تُثبت موقفنا، ومع هذا أدعو رئيس البلديّة الذي هاجمنا من دون أيّ وجه حقّ ومن دون أدلّة ملموسة ممّا يندرج تحت خانة القدح والذمّ والتشهير، إلى إبراز أوراقه ومستنداته التي يُهدّدنا بها، فنحن لا نخافه وتحت سقف القانون، ولكن قبل أن يفتح هذه الملفات، فليُجبنا جبارة، من أين أتى بأمواله وعقاراته؟ لا أظن بأنّه ورثهم عن والده، فنحن وكلّ أبناء المتن ننتظر توضيحه بفارغ الصبر".

بالنسبة إلى اتهامات "التخوين" أو الانشقاق البلديّ، يُشدّد النائب المرّ على أن "تحرّكه القانونيّ مبني على أُسس موضوعيّة تماماً، وأهالي المنطقة يشهدون لنا، وضميرنا مرتاح ونضع كلّ ما لدينا بعهدة القضاء الذي ستكون له الكلمة الفصل، ونرفض الانجرار وراء هذه الحملة التافهة، ولن نسمح بذلك".

أمّا بخصوص كلام جبارة حول ملفات الفساد في اتحاد البلديات، فاكتفى المرّ بالردّ قائلاً: "حكي بلا طعمة وما منردّ على تفاهات"، معتبراً أنّ "اتهامات جبارة كاذبة، ولو كان يملك الملفات المفبركة التي يُجاهر بها، فأبواب القضاء مفتوحة أمامه، وننصحه باللجوء إليه عوضاً عن الطرق الملتوية التي يتبعها والتي أصبحت مكشوفة".

تخبط سياسيّ وحزبيّ
تبعاً للأوساط المواكبة في البلديّة، فإن نجل جبارة، المحامي سيزار، يُفكّر جدّياً بالترشح إلى الانتخابات المقبلة، ممّا أثار غضب عدد من الأعضاء الرافضين لمبدأ الوراثة. وبناءً عليه، تُشير مصار "المدن" إلى أنّه "جرت سلسلة اجتماعات في هذا الإطار مع النائب ميشال المرّ وعدد من فعاليات المنطقة، كما ممثلين من حزب الكتائب اللبنانيّة، الذي يبدو أنّه يُعارض إعادة انتخاب جبارة ويسعى إلى ترشيح وجوه جديدة، خلافاً لحزب القوات اللبنانيّة الداعم له".

وتتحدث الأوساط لـ"المدن"عن "عمليات توظيف وصفقات مشبوهة  تتمّ بالسرّ في البلديّة مؤخراً كانت القشّة التي قصمت ظهر البعير، لا سيّما وأنّ جبارة لم يعد يتمتع بالغطاء السياسيّ الذي كان يمنع الأعضاء من مواجهته وفضح المستور، على عكس اليوم، حيث لم يعد باستطاعتهم السكوت عن تجاوزاته والمشاركة في ملفات الفساد بالبلديّة، في حين أن الملف وصل إلى خواتمه أساساً، وجبارة يُحاول كسب الوقت فقط".

والسؤال الأبرز اليوم، هل تُنهي الخلافات الراهنة "امبراطوريّة جبارة"، وهل تفضح الخلافات ما تواطأ الجميع على إبقائه لسنوات طي الكتمان والمصالح؟ 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها