سقوط طوافة طيّاح وكريدي تنكأ جراح اللبنانيين

وقال افرام "كم صعب علينا يا طارق وشادي أن نصدّق أننا خسرناكم. كيف نفعل وقد كنتم رمزا للحياة والإندفاع والتفاني بالعمل. كل فرد من عائلة إندفكو موجوع ومصدوم للخسارة". أضاف" وجعنا أكبر مع عائلاتكم التي لم تُبلسم جراحها بعد من خسارة زوجتك هلا يا طارق بانفجار بيروت، وشقيقك صخر يا شادي بحادث مؤسف. نصلي ليعطينا الله جميعا القوّة والصبر".

وكانت "مجموعة اندفكو الصناعية" قد نعت ايضا مديريها التنفيذيين، كما نعت مؤسسة كهرباء لبنان كريدي، وهو عضو في مجلس إدارتها.

 تراجيديا العائلتين
وقد ضجّت مواقع التواصل الإجتماعي بخبر المأساة والأقدار الظالمة التي تلاحق اللبنانيين. وتجلت "تراجيديتها" بعد معرفة أن هالة، زوجة طيّاح، كانت قد قتلت في إنفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب. ومن جديد نُكء الجرح العام الذي لم يندمل. وحين نشرت إبنتهما تمارا بالامس صورة تجمعها مع والدها وكتبت "أبي أحبك كثيرا، لست أدري ما فعلت كي أستحق كل هذا. أرقد بسلام يا أبي. أحبك كثيرا"، شعر كثيرون أن مصاب هذه العائلة يطالهم، فتداخل العام بالخاص. وانبروا لابداء التعاطف مع ابناء طيّاح الثلاثة وقلوبهم التي كسرها اليُتم والفُقد.



هو الشعور نفسه عند عائلة كريدي ، الذي بدوره يتّم أولاده الأربعة وترك أما ثكلى بعد أن خسرت ابنا قبل نحو سنة. وكان شادي يهتم بعائلته وعائلة أخيه.

 اختفاء المروحية
وكان فُقد أثر المروحية التي واجهت عاصفة شديدة، مساء الخميس 9 حزيران.  واستمرت عمليات البحث حتى أمس السبت عندما تم العثور على المروحية المفقودة في منطقة جبل CUSNA ، في مقاطعة ريدجيو إميليا، لتبين أن المروحية سقطت على جبل في تلك المنطقة من الغابات الوعرة، ما أخر الوصول إليها لانتشال الضحايا. 
وكان على متن المروحية 7 أشخاص بينهم طياح وكريدي، وأربعة رجال أعمال اتراك اضافة إلى الطيار الايطالي كورادو ليفورين، البالغ من العمر 33 عاما.

التحقيقات
وفتحت النيابة العامة في مقاطعة اميليا رومانيا، والتي تقع ضمن صلاحياتها المحميات والغابات حيث تحطمت فيها المروحية، تحقيقاً سيشمل مسائل منها قرار الطيار تغيير مسار الطيران المفروض اتباعه (ليس إلزامياً)، وغيابها عن شاشات الرادار، وتوقف نظام التعقب في حالات الطوارئ عن العمل (شبيه بالصندوق الأسود للطائرات)، إضافة إلى تحقيقات مع الفندق الذين أقام فيه الضحايا قبل إقلاع المروحية. كما فتحت الوكالة الوطنية لسلامة الطيران الإيطالية تحقيقاً بهذا المجال.

وذكرت الصحف الإيطالية نقلاً عن قائد الوحدة الجوية التي كانت تعمل على مسح الأرض الجنرال دانييلي غامبا أن المسح الجوي كان صعباً في منطقة غابات وعرة، وعاد وتركز البحث في جبل CUSNA ، عندما أبلغ أحد رواد المشي في الجبال عن وجود حرائق وبعض الحطام. 

 نعي وسيرة
وأعرب رئيس الجمهورية ميشال عون عن "ألمه" لوفاة رجلي الأعمال معزيّا "عائلتي الفقيدين وأقربائهما والقطاع الصناعي الذي فقد إثنين من روّاده الناجحين، اللّذين لاحقتهما المأساة الى سماء ايطاليا ، فيما كانا يعملان على تعزيز الصناعة اللبنانية ورفدها بكل جديد ومتطور".

كذلك أسفت وزارة الخارجية والمغتربين "لتبلغها من سفيرة لبنان في ايطاليا ميرا الضاهر تأكيد وفاة المواطنيّن اللبنانييّن بعد العثور على حطام الطوافة".

وكانت مجموعة "إندفكو" أعلنت فقدان الاتصال بمديريها التنفيذيين الخميس بعيد إقلاع طائرة مروحية بهما مع آخرين في رحلة عمل من مطار تينيغانو في إيطاليا لزيارة مصنع في مودينا، إثر انتهاء مشاركتهما في معرض دولي سنوي للصناعات الورقية في منطقة لوكا. وعادت "المجموعة" ونعتهما يوم أمس السبت، عارضة نبذة عن سيرتهما المهنية والعلمية.

طارق طياح من مواليد العام 1962. انضم إلى المجموعة منذ تخرجه من الجامعة الأميركية حاملا شهادة بكالوريوس في إدارة الاعمال العام 1985، ومتنقلا في العديد من المهام في إدارة المصانع والمشتريات العامة، ليتولى مسؤولية إدارة المشتريات التقنية العامة للمجموعة منذ العام 2020. وهو زوج هلا مصممة المجوهرات التي قضت في انفجار مرفأ بيروت.

أما كريدي فمن مواليد العام 1975 وانضم إلى المجموعة العام 2005 حاملا شهادة ماجستير في الهندسة الميكانيكية وأخرى في الإدارة الهندسية من جامعات باريس. خدم في فروع شركات "اندفكو" في لبنان والخارج، إلى حين توليه مسؤولية الإدارة العامة في واحدة من شركات مجموعة "سانيتا" منذ العام 2018.