الجمعة 2022/11/11

آخر تحديث: 13:09 (بيروت)

البرازيل مرشحة طبيعية والأرجنتين منطقية وألمانيا تقليدية

الجمعة 2022/11/11
البرازيل مرشحة طبيعية والأرجنتين منطقية وألمانيا تقليدية
نيمار على بعد هدفين فقط من معادلة رقم الأسطورة بيليه في الأهداف(Getty)
increase حجم الخط decrease

ثمة مرشحون طبيعيون لكأس العالم في النسخة الأخيرة بقطر كما في النسخ السابقة، في مقدمهم المنتخب البرازيلي، انطلاقا من كونه الوحيد الذي لم يغب عن أية بطولة منذ الأولى عام  1930، والوحيد الذي انتزع اللقب خمس مرات. ومن هنا تكون الأعباء مضاعفة على "راقصي السامبا" ولاسيما أنّ البرازيليين يعتبرون المونديال قضية حياة أو موت ويتعاملون مع كرة القدم كوسيلة أخرى للعيش كما الخبز.

نيمار ورفاقه جيل بجينات هجومية
يورغن كلينسمان اللاعب الألماني الدولي السابق وأحد مدربي "المانشافت" لم يكن يعتمد طريقة المرحوم الشيخ فهد الأحمد الصباح رمز الرياضة الكويتية، في ترشيح الفريق الأكثر تهديداً لفريقه، حيث أكد في أكثر من مناسبة على اعتبار البرازيل فائزة بمونديال قطر، عازياً ذلك الى متابعة "السيليساو" مدى العامين الماضيين، وخاصة في تصفيات المونديال، حيث عمل المدرب تيتي على تطويره واستقراره فنيا وجعله أكثر نضجاً برغم أن جلّ عناصره من الشبان. ولم يغفل كلينسمان منتخب الارجنتين، ولا منتخب فرنسا الذي يبقى مرشحاً دائماً ولكن التاريخ دلّ أن بطل اخر نسخة لن يحقق التي بعدها. وكذلك لم يستبعد الألماني منتخب بلاده من المنافسة فأداؤه جيد جدا، ولكن الجيل الحالي عليه أكثر من علامة استفهام، فهل يملك الرغبة والطموح في الذهاب الى أدوار بعيدة ؟؟

وتأكيداً لدلالات التاريخ، فالبرازيل وقبلها إيطاليا تمكنتا من الاحتفاظ بلقب كأس العالم، فيما فرنسا فازت في 1998 وخرجت من الدور الأول في 2002، وهذه كانت حال ثلاثة ابطال قبل فرنسا: إيطاليا واسبانيا وألمانيا.

صربيا:المفاجأة الكبرى؟
البرازيليون لا يرشحون غير منتخبهم، ولكن مع التحفظ والحذر، فالدولي السابق وأحد رموز الكرة البرازيلية في العصر الحديث كاكا وضع بلاده على رأس الفرق المرشحة، معتمداً على المدرب تيتي الذي يمتلك الخبرة ويمكنه التحكم في الأوقات الصعبة، وهيأ تشكيلة تضم المفاجآت الكبرى. ولكن النجم البرازيلي رأى أن صربيا شريكة فريقه في المجموعة السابعة ستكون المفاجأة الكبرى!!

أما البرازيلي "الظاهرة" رونالدو بطل مونديال 2002 فيرى أن فريقه جيد للغاية والمرشح الأقوى مع نيمار الجريء الذي يمتلك قدرة هائلة على التنوع ومهارة كبيرة وسرعة وتسجيل الأهداف، ولكن هذا لا يضمن أي شيء، ففي 1982 لعبنا جيداً للغاية ولم نفز، وفي 1994 لم نكن كذلك ولكن فزنا باللقب، فمن يهتم بالأداء إذاً؟؟

البرازيل مرشحة أولى حقاً، فهي انهت تصفيات أميركا الجنوبية الصعبة متصدرة مع 45 نقطة من 14 فوزاً و3 تعادلات بلا خسارة، وسجلت في آخر 7 مباريات (وهي سلسلة من 15 مباراة بلا خسارة مع تيتي) 26 هدفاً مقابل هدفين في مرماها، ونجمها نيمار في أفضل فترات مسيرته مع سان جرمان وهو على بعد هدفين فقط من معادلة رقم الأسطورة بيليه في الأهداف مع المنتخب (75-77). وهو ضمن جيل يتمتع بجينات هجومية وسيلعب الى جانب فينيسيوس جونيور ورودريغو نجمي ريال مدريد ورافينيا مهاجم برشلونة. علاوة على كتيبة مهيبة من أبرز لاعبي فرق المقدمة الأوروبية، وليس في التشكيلة سوى ثلاثة لاعبين محلين أبرزهم بيدرو نجم فلامنغو الذي تقدم بطلب الزواج من خطيبته لحظة سماعه نبأ تحقيق حلم الطفولة باللعب في المونديال.

ميسي جاهز بقوة والأرجنتين هجومية سلسة
المنطق أيضاً يضع الأرجنتين (ثالثة التصنيف العالمي) كمنافسة رئيسية لجارتها اللدودة البرازيل ووصيفتها في التصفيات، فهي تخوض المونديال بسلسلة من 35 مباراة بلا هزيمة خلال السنوات الثلاث الماضية. ومع نجم هو الأفضل في العالم ليونيل ميسي صاحب الكرات الذهبية السبع، والذي يقدم مع سان جرمان مستويات استثنائية، ويعتبر مونديال قطر ختام مسيرته المونديالية مع خمس مشاركات بدون لقب (خاض مباراة واحدة في 2006 وخاب مرتين في 2010 و2018 وخاض نهائي 2014 وخسر أمام ألمانيا)، ويخوض المونديال بانتصاره الدولي الرقم 100 مع 90 هدفاً في 164 مباراة، ولكنه إضافة إلى باقي أفراد الجيل الرائع للمواهب الهجومية الاستثنائية، بدأ يتقدم في السن، غير أن المدرب ليونيل سكالوني الذي شكّل فريقاً جديداً للعودة إلى الأمجاد، يعتمد على الكرة الهجومية السلسلة.

ميسي جاهز بقوة للمونديال، ولكن سكالوني يحذر بألاّ نحمّله فوق طاقته، وقد حقق "البرغوث الصغير" ارقاماً مميزة مع فريقه الفرنسي والمنتخب، مسجلاً 15 هدفاً في آخر 20 مباراة مع صناعة 14 هدفاً و68 مراوغة وخلق 51 فرصة. ومن ضمن الأهداف ثلاث ثنائيات أما مكابي حيفا وهندوراس وجامايكا، وقد تجاوز ميسي إصابة في وتر أخيل خلال احدى مباريات الدوري الفرنسي.

ألمانيا بروحية بافاريا
المنتخب الألماني بألقابه الأربعة آخرها في مونديال البرازيل 2014 مع 8 نهائيات (الرقم القياسي) بات المرشح التقليدي للفوز، كيف لا وهو المسيطر على الكرة العالمية في الألفية الثالثة إلى جانب المنتخب الإسباني بطل مونديال 2010، وبوجودهما معاً في المجموعة الخامسة سيجعلان منتخبي اليابان وكوستاريكا من المنتخبات المغادرة باكراً.

ألمانيا التي خاضت مونديال روسيا 2018 كمدافعة عن اللقب، خرجت من الدور الأول لتخفق للمرة الأولى في بلوغ ربع النهائي في بطولتين كبيرتين متتاليتين، بعد خروجها من ثمن نهائي كأس أوروبا الأخيرة. ثم تزايدت الشكوك بعدما خسرت على أرضها أمام المجر في الجولة ما قبل الأخيرة لدوري الأمم الأوروبية، حيث عانى المنتخب من ثغرات دفاعية جدية ومشكلة متجددة في إنهاء الهجمات، علماً أن هانز فليك الذي خلف يواكيم لوف الفائز بمونديال 2014 مع هزيمة صارخة للبرازيليين أصحاب الأرض 7-1 في نصف النهائي، لم يخسر في 15 مباراة سوى واحدة مع 9 انتصارات وخمسة تعادلات.

وهذا المدرب الذي قاد بايرن ميونيخ من 2019 إلى 2021 يعتمد على ثلاثي الفريق البافاري الحارس مانويل نوير الذي شارك في كأس العالم 4 مرات وأكثر حارس ألماني مشاركة في المباريات الدولية (113)، والمدافع نيكولا سولي والمهاجم لوروا سانيه، إضافة إلى أنطوني روديغر نجم ريال مدريد، وكاي هافيرتز (تشلسي). كما يعوّل على الموهوبين جمال موسيالا وسيرج غنابري ويوزوا كيميش والنجم المخضرم توماس مولر (32 عاماً) لاعب وسط بايرن ميونيخ الذي حقق معه رقماً قياسياً بالفوز بالدوري 11 مرة وكان بطل مونديال 2014 إضافة إلى دوري أبطال أوروبا مرتين.

اسبانيا بقيادة فتى كاتالونيا
إسبانيا التي شهدت حالة الاستقرار مع المدرب ديل بوسكي بين 2008 و2016، وبعد لقب المونديال 2010، عاشت دراما مونديال 2018 الذي ودعته في نصف النهائي، وفي 2019 أعادت "لا روخا" بناء نفسها مع لويس أنريكه، مع جيل جديد بقيادة الثنائي الكاتالوني بيدري وغافي مع زميليهما المهاجم أنسو فاتي ومع بقاء بوسكيتس في مركز الارتكاز.

بيدري صاحب جائزة الفتى الذهبي (20 عاماً) قاد إسبانيا للدور قبل النهائي في بطولة أوروبا العام الماضي، يعتبره أنريكه لاعباً فريداً وانه امر خارق للمنطق. بل انه العقل المدبر للجيل الجديد و"إنييستا الجديد" أحد أبرز لاعبي خط الوسط في العالم، فيما يعتبره تشافي فرنانديز مدرب برشلونة الأفضل في العالم، وقد فاز في 2021 بجائزة كوبا لأفضل لاعب يافع والموهبة الشاملة.

وتفرض إسبانيا نفسها مرشحة في قطر بمزيج من الشباب والخبرة مع العتيق بوسكيتس وجوردي ألبا وكافرخال وموراتا وكوكي.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها