الإثنين 2022/12/12

آخر تحديث: 08:40 (بيروت)

"نحن حالمون" أغنية فرنسا والأرجنتين وكرواتيا والمغرب

الإثنين 2022/12/12
"نحن حالمون" أغنية فرنسا والأرجنتين وكرواتيا والمغرب
بدا وكأن أغنية "نحن حالمون" وجدت خصيصاً لـ "أسود الأطلس"(Getty)
increase حجم الخط decrease
 

انتهت الأحلام الكبيرة لمنتخبات كبيرة ونجوم كبار ولم تعد أغنية مونديال قطر "نحن حالمون" في البال والآمال وصارت مشاهد النجوم الباكين هي الذكرى، واستحوذ النجم البرازيلي نيمار المشهد الأبرز، وهو الذي كان يحمل لواء البرازيل لخطف النجمة السادسة، فصار الباكي الأكبر بعد الإقصاء أمام كرواتيا في ربع النهائي وخُيل للناظرين أن دموعه نهر موازٍ لمياه الأمازون!!

أحداث مونديال قطر حتى قبل الدورين نصف النهائي والنهائي، قلبت الموازين وغيبت الأعراف والمعادلات، فصار اللعب متقارباً للغاية، ولم تعد هناك منتخبات كبيرة ومنتخبات صغيرة، ولأول مرة في تاريخ كأس العالم تتأهل منتخبات من جميع القارات، وهذا ما لاحظه جياني إنفانتينو رئيس "الفيفا"، الذي غاب عن اجتماع هام للاتحاد الدولي مع الاتحادات الأوروبية، ربما لأنه حوّل اهتمامه إلى تدوين الاحداث والظواهر التي تدعم رهاناته بأن مونديال 2022 الأعظم والأجمل على الإطلاق!!

يوم بعد يوم يؤكد مونديال العرب انه استثنائي، ففي دور المجموعات خرج بطلان للعالم ألمانيا والاورغواي، وفي الدور ثمن النهائي خرج بطل عام ثالث اسبانيا، وفي ربع النهائي خرج بطل عالم رابع البرازيل، علاوة على مفاجآت الصغار أمام الكبار مثل فوز السعودية على الأرجنتين وتونس على فرنسا واليابان على ألمانيا واسبانيا وكوريا الجنوبية على البرتغال والمغرب على بلجيكا والكاميرون على البرازيل.

ميسي بأربع عيون ونيمار البكّاء الأكبر!!
نيمار الراقص الأول في فرقة السامبا خرج أعرج منذ المباراة الأولى أمام صربيا، وبدأ المونديال باكياً وأنهاه باكياً أمام كرواتيا، وكأنه "البكّاء الأكبر" بعدما كان في مونديال روسيا "المتدحرج الأكبر" لكثرة ما تعرض للإصابات ومبالغته في حركات السقوط، بينما انقذته الاصابة في مونديال 2014 على أرضه من تبعات "العار" بعد الهزيمة التاريخية أمام الالمان 1-7. ولكن نيمار حقق انجازاً شخصياً بمعادلة رقم الملك بيليه بالهدف 77 الذي سجله في مرمى كرواتيا ليفك شيفرة الحارس ليفاكوفيتش فما كان منه أن تخلى عن التسديد متخطياً المدافعين وكذلك الحارس مسجلاً هدف البرازيل الوحيد في المرمى الخالي، ليعود "الحارس القفل" ويغلق المرمى في الركلات الترجيحية، ويرمي أبطال العالم خمس مرات خارج المونديال، ويطلق بالتالي على نيمار لقباً جديداً: "رجل المعارك الخاسرة".

إذا كانت ظروف الإصابة المبكرة حرمت نيمار من لعب دوره كاملاً، فان ميسي تخطى احباط خسارة الافتتاح أمام السعودية، فبعد تسجيل هدف حفظ ماء الوجه ولو من بنالتي، أنهى سكون الارجنتين في المباراة الثانية بتسجيله الهدف الأول وصناعته الثاني أمام المكسيك. ثم سجل هدفه الأول في الأدوار الإقصائية بمرمى أستراليا مفتتحاً التسجيل في الفوز 2-1 في ثمن النهائي، وكرر التسجيل أمام هولندا في ربع النهائي بعدما كان صنع الهدف الأول لمولينا، ليحسم الحارس العملاق مارتينيز التأهل بالركلات الترجيحية، فيما حسم ميسي تفوقه على مارادونا وعادل رقم غابريال باتيستوتا كأفضل هداف أرجنتيني في نهائيات كأس العالم بالهدف العاشر والتمريرة الحاسمة السابعة.

ويسعى ميسي للثأر من الكرواتي لوكا مودريتش بعد فوز الأخير على "البرغوث" الصغير في مونديال روسيا 3-صفر في دور المجموعات، عندما يتواجهان في نصف نهائي قطر.

ولعل أبلغ وصف لحالة ميسي كان للاعب الدولي المصري السابق محمد أبو تريكة من خلال تحليله الفني: ميسي عنده أربع عيون، اثنتان في الوجه واثنتان في القدمين، وإلاّ لما أرسل الكرة الحاسمة إلى مولينا من دون مشاهدته!!

مونديال قطر مقبرة لنجومية رونالدو
وميسي بأهدافه الأربعة يستمر في ترديد أغنية "نحن حالمون" في سعيه للقب العالمي الذي ينقصه، وفي تكريس نفسه أفضل لاعب في العالم وربما هداف المونديال أيضاً، في وقت تضاءل عدد منافسيه على لقب بطل المونديال وآخرهم البولندي ليفاندوفسكي والبرتغالي رونالدو، وهذا الأخير كان مونديال قطر مقبرة نجوميته، بالنزول في حفرة "حفاري القبور" المغاربة،  وقد أنساه ذل الجلوس على مقاعد الإحتياطي في المباراتين الاقصائيتين، الانجاز في  قطر بتفرده في التسجيل خلال خمسة مونديالات متتالية، ومعادلة الرقم القياسي لأكثر اللاعبين خوضاً للمباريات الدولية متساوياً مع الكويتي بدر المطوّع (196 لكل منهما)، وقبل أن ينزل بديلاً مرتين كان استبدل مرتين في الدور الأول أمام كوريا الجنوبية والاوروغواي.

ولم يسجل رونالدو إلا هدفاً ومن علامة الجزاء في مرمى غانا، فيما تسبب بهدف في مرمى فريقه أمام كوريا حين تحولت الكرة من ظهره، ولم يحتسب "الفيفا" له الهدف في مرمى الاوروغواي بل لبرونو فرنانديش، فكان "سي آر 7" المحبط الأكبر، فحبس دموعه حتى الرواق الموصل لغرف الملابس لينضم إلى النجوم الباكين وفرقة خاسر الاحلام والفرصة التاريخية بنهاية تعيسة لمسيرة دولية حافلة  مع رقم قياسي في الأهداف (118 هدفاً في 196 مباراة)، وقد ازدادت تعاسته حين سجل بديله في مباراة سويسرا بالدور ثمن النهائي راموس أوّل "هاتريك" في المونديال فكان عبوسه على الشاشة معبراً، فيما انفجر فرحاً حين سجل صديقه بيبي هدفاً!!

الحلم العربي أنشودة المغرب
وبالفوز الكبير للمغرب على البرتغال وفي الوقت الأصلي، بدا وكأن أغنية "نحن حالمون" وجدت خصيصاً لـ "أسود الأطلس" فالفوز على البرتغال جاء ضمن سلسلة نتائج رائعة بعد الإطاحة ببلجيكا وكندا واسبانيا وتعادل مع كرواتيا. وكان الوحيد الذي وصل إلى الدور نصف النهائي وليس في مرماه سوى هدف واحد وكان من نيران صديقة أمام كندا. هذا ما يؤكد صلابة الدفاع المغربي ومن خلفه الحارس العملاق ياسين بونو (إشبيلية الاسباني) الذي صد ركلتين ترجيحيتين أمام اسبانيا وانضم إلى ليفاكوفيتش حارس كرواتيا وتشيزني حارس بولندا ومارتينيس حارس الأرجنتين كأصحاب "القفاز الذهبي".

استحق بونو لقب رجل المباراة بصده كل الكرات الّتي سددها البرتغاليون إلى الخشبات الثلاث ومن بينها تسديدة لرونالدو، فيما كان لهدف الفوز بطلان: يحيي عطية ممرر الكرة ويوسف النصيري مسجل الهدف بطريقة اعجازية مرتقياً 2.78 مترين ومسدداً بالرأس ليصبح أول مغربي يسجل في مونديالين ورابع عربي يسجل 3أهداف في نهائيات كأس العالم (سجل هدفاً في مونديال روسيا) بعد السعودي سامي الجابر ومواطنه سالم الدوسري والتونسي وهبي الخزري، وليصبح المغرب أول منتخب عربي وافريقي يصل إلى نصف النهائي.

الديوك تخشى الأسود
الحلم المغربي الإفريقي يصطدم في نصف النهائي مع فرنسا ونجمها كيليان مبابي، هداف المونديال حتى الآن بخمسة،  السائرين بنجاح في الدفاع عن اللقب، خاصة بعد تخطي العقبة الإنكليزية في اول اختبار جدي لمنتخب "الأسود الثلاثة" الذي شهد قائده كاين انتكاسة بتسجيله هدفاً من "بنالتي" تسبب بها تشواميني صاحب الهدف الفرنسي الأول، ولكنه فشل في تحقيق التعادل الثاني ومن علامة الجزاء أيضاً لينام الحلم الإنكليزي سنوات إضافية منذ تحقيق اللقب 1966 ولينضم كاين إلى النجوم الباكين، فيما احتفل جيرو بتكريس تصدره لائحة هدافي فرنسا التاريخيين بالهدف 54، وبهدفه الرابع في قطر، وفي حين غاب مبابي عن التهديف احتفل غريزمان بصناعته هدفي الفوز.

وهكذا تأهل فريقان من مربع 2018 (البطل والوصيف فرنسا وكرواتيا) وكسرت فرنسا لعنة خروج البطل من الدور الأول وحافظ المدرب ديشان على واقعيته حين حذّر من قوة المغرب مخالفاً كل من اعتبر أن المغرب مفاجأة، "فعندما تتخطى فرقاً قوية بدون خسارة وبتعادل واحد وبهدف واحد في مرماك، فهذا أمر مدهش!!"

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها