وسط انتشار كثيف للقوى الأمنية في محيط قصر العدل في بيروت، بالقرب من واقعة الطيونة-عين الرمانة، يوم الخميس الفائت، تجمع العشرات وانطلقوا في مسيرة إلى ساحة الشهداء، تتقدمهم لافتات تدعو "لاستعادة الوطن وبناء دولة واستقلالية القضاء"، وهتافات داعمة للقاضي طارق بيطار في التحقيق بانفجار المرفأ.
في الموازاة انطلقت مسيرة أخرى من ساحة ساسين تتقدمها لافتة "المقاومة اللبنانية ضد الاحتلال الإيراني"، قوامها نحو عشرين شخصاً. ومثلها مسيرة من المرفأ، إلى ساحة الشهداء.
إلى ذلك حضر بعض المتظاهرين من مناطق طرابلس وصيدا والنبطية والبقاع. لكن عدد المتظاهرين كله في ساحة الشهداء لم يرق حتى إلى حشد لائق لمراسم وداع "الثورة"، إذ لم يصل عدد المشاركين، بكل توجهاتهم وتناقضاتهم، إلى أكثر من مئتي مشارك.
صراع على الهواء
كانت الساحة شاحبة مثل هذا الطقس الخريفي في 17 تشرين. وكانت عبارة عن لوحة تعبر عن التناقضات اللبنانية الحالية. طغى عليها الشعار المندد "بالاحتلال الإيراني" والداعي إلى الفدرالية، والشعار النقيض الذي يتهم القائلين بهذه الشعارات أنهم تابعون للقوات اللبنانية والسفارات الغربية، التي تريد تدمير البلد. وراحت هذه المجموعات المتناقضة تختلف وتتصارع على الهواء، من دون أن تلتفت إلى أن الساحة خالية من اللبنانيين الذين فضلوا ربما مشاهدة مراسم وداع 17 تشرين على الشاشات، أو ربما هم منهمكون في أمر أخر.
وبين هذه المجموعات السيادية والمجموعات غير السيادية، وقف بعض الناشطين من بعض المجموعات "اليسارية"، التي ميزت خطابها ضد حزب الله وضد كل المنظومة السياسية، بما فيها تلك السيادية، يتفرجون على هذه اللوحة، وربما قال أحدهم: 17 تشرين مرت من هنا. وانتهى اليوم "التشريني" بانسحاب العديد من المتظاهرين حتى قبل إكمال تلك المراسم التي انتهت بمسيرة جامعة إلى المرفأ لإضاءة شعلة 17 تشرين بالقرب من تمثال المغترب.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها