الخميس 2020/08/06

آخر تحديث: 15:30 (بيروت)

التلوث الناتج عن انفجار بيروت: سموم في هواء العاصمة

الخميس 2020/08/06
التلوث الناتج عن انفجار بيروت: سموم في هواء العاصمة
نتج عن الحريق والانفجار مواد خطرة وسامة (Getty)
increase حجم الخط decrease
تعقيباً على الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، وما رافقه من سحب دخان كثيفة غطت سماء بيروت، قالت منظمة غرينبيس الشرق الأوسط وشمال افريقيا: "يبدو أن الانفجار في مرفأ بيروت قد وقع في منشأة تخزن نحو 2750 طناً من نيترات الأمونيوم الكيميائية المستخدمة في صناعة الأسمدة والمتفجرات. هذا الانفجار هو الأحدث بين انفجارات أخرى مماثلة لنيترات الأمونيوم وقعت في العالم منذ مطلع القرن العشرين".

مواد خطرة
وأضافت في بيان: "تنبعث عن هذا النوع من الحرائق كميات كبيرة من الغازات الملوثة، وبشكل رئيسي غاز أوكسيد النيتروجين (NOx). واللون البرتقالي المتصاعد من الدخان هو ناتج من ثاني أوكسيد النيتروجين (NO2)، وقد لوحظ هذا اللون البرتقالي أيضا أثناء انتشاره فوق المدينة والمناطق المجاورة. وبالإضافة إلى ذلك، تنتج عن الحريق والانفجار مواد خطرة أخرى مثل الهيدروكربونات الأروماتية الحلقية (Polycyclic Aromatic Hydrocarbons - PAH) وجزئيات الدخان الأسود الملوث. هذه المواد الكيميائية والدخان الاسود تعد خطرة على الصحة".

وتابع: "من الممكن أن يتفاعل أوكسيد النيتروجين في الغلاف الجوي لتكوين غاز الأوزون، وهو غاز مضر أيضاً، في حين أن انتشار كميات كبيرة من أوكسيد النيتروجين في الجو قد يؤدي إلى ترسبات حمضية تنتقل مع اتجاه الرياح. وقد تنتج من الحريق كميات كبيرة من الملوثات الجزئية الأساسية والثانوية أيضاً. إن التأثير النهائي للتلوث يظهر بشكل أساسي في كميات الرماد السام المتناثر، وفي حجم التراكمات المكدسة على الأسطح التي قد يتطاير أثناء القيام بعمليات التنظيف.  

وبما أنه قد تم إخماد الحريق فمن المرجح انحصار النسب العالية من تلوث الهواء في الجو، لكن من المحتمل أن يكون تعرض بعض الأشخاص لنسب عالية من هذا الهواء الملوث في فترة الذروة.

الأطفال وكبار السن والمرضى
ووفق المنظمة، "في هذه المرحلة، وعلى المدى القصير، من المرجح أن يتم الإبلاغ عن أعراض صحية وتشمل صعوبات في التنفس، يرافقها تهيج العيون والجلد. في حال وجود أعراض جدية يجب طلب المساعدة الطبية. من المحتمل أن يكون الأفراد الأكثر عرضة هم الأطفال وكبار السن، وقد يكون أولئك الذين يعانون أمراض القلب أو أمراض الجهاز التنفسي عرضة للخطر خصوصاً". لذا "للوقاية من استنشاق هذه الجسيمات، يجب ارتداء أقنعة مناسبة (N95 أو من الأفضل من نوع FFP3) أو وضع أغطية للوجه في الخارج أو في أماكن يوجد فيها الغبار الكثيف".

وأوصت المنظمة طرق للحماية وإبقاء "الأطفال وكبار السن وغيرهم ممن هم عرضة، في بيئة نظيفة ومغلقة حيث أمكن. وفي حال تعذر وجود هذه الأماكن نتيجة للضرر الكبير، بحيث أن العديد من نوافذ المنازل قد تحطمت، يجب إرسال الأشخاص الأكثر عرضة إلى مكان أكثر أماناً بعيداً من المناطق المتضررة لإيوائهم وحمايتهم".

وفي الأماكن التي يمكن فيها معالجة الضرر في الممتلكات الخاصة، وحيث توجد الطاقة الكهربائية، يجب تنظيف المنازل جيداً وارتداء الأقنعة أو غطاء الوجه. ويجب الحفاظ على نظافة الوجه واليدين. تنظيف المكان وإغلاق النوافذ والأبواب. وضع قفازات سميكة عند رفع الحطام، والانتباه من الزجاج والأدوات الحادة. غسل جميع الأسطح بالصابون والماء والأقمشة الرطبة ثم تجفيفها لإزالة الغبار والجزيئات. تنظيف المفروشات بالمكنسة الكهربائية وغسلها في الغسالة إذا أمكن. غسل المناطق الخارجية مثل الشرفات والساحات. استخدام تكييف الهواء المنزلي إذا كان قابلاً للتشغيل وغير تالف، ولا يسمح بدخول الجسيمات السامة إلى الداخل. غسل جميع الفاكهة والخضروات بالماء النظيف قبل الاستهلاك، بما في ذلك الخضر التي يتم تقشيرها عادة، للحماية من ابتلاع الملوثات السامة. والمواظبة على التزام جميع الاحتياطات اللازمة ضد فيروس كورونا COVID-19، وخصوصاً في الأماكن المكتظة، عبر وضع الأقنعة الواقية، إذ أن المستشفيات مرهقة حالياً وقد تضاءلت قدرتها على علاج المرضى".

هكذا، تتضاعف مأساة اللبنانيين وعذاباتهم، من التلوث ومن كورونا ومن سموم الانفجار.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها