الأربعاء 2020/08/05

آخر تحديث: 14:28 (بيروت)

لبنان بلد منكوب: الضحايا والخسائر والمساعدات

الأربعاء 2020/08/05
لبنان بلد منكوب: الضحايا والخسائر والمساعدات
حجم الأضرار في بيروت يتراوح بين 3 و5 مليارات دولار (علي علّوش)
increase حجم الخط decrease
كميّة كبيرة من مادة نترات الأمونيوم (2750 طنّاً) كانت مخزّنة في المرفأ، بعد مصادرتها منذ العام 2014، وحُجزت في العنبر 12. وتفجرها تكفل بأن يكون بقوة قنبلة وصل دوي انفجارها إلى المناطق اللبنانية كلها، بل إلى قبرص. 

الضحايا والجرحى
الحصيلة الأولية لعدد الضحايا أكدها الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة: نحو 100 قتيل، وأكثر من 4000 جريح. وعملت أكثر من 75 سيارة إسعاف على إجلاء المصابين أمس. والكارثة غير مسبوقة وكبيرة جداً. وبفعل اكتظاظ مستشفيات العاصمة بالجرحى، أكد كتانة نقل بعض الضحايا وعدد كبير من الجرحى إلى مستشفيات خارج بيروت.

بدوره أشار وزير الصحة حمد حسن إلى أن عدد الضحايا حتى الآن هو بحدود المئة، متوقعاً تزايد الأعداد لأن الاتصالات تصل بالمئات الى غرفة العمليات في وزارة الصحة. ولا يمكن تحديد ما إذا كان هناك مفقودين أو ضحايا أو جرحى لم يعلن عنهم بعد، والمعلومات متضاربة.

المستشفيات والمساعدات
وتفقد حسن مستشفى الكرنتينا مطلعاً على الأضرار التي لحقت به. وأعلن عن وضع المستشفى الميداني الذي سيصل من قطر في تصرفها. وأكد أن مستشفيات الجعيتاوي والروم والوردية باتت خارج العمل بسبب الأضرار التي لحقت بها. وكذلك مستشفى الكرنتينا وما له من أهمية في التقديمات الطبية، خصوصا قسم الاطفال. وكان من المقرر افتتاح قسم كورونا الوحيد المخصص لمعالجة الاطفال اليوم في هذا المركز. 
وأعلن حسن عن أنه سيُوضع في الكرنتينا مستشفى تقدمة قطر، خاص للأطفال ويتضمن 500 سرير. وهناك مستشفيات أخرى في ستوضع في الحدث والبيال وبرج حمود، إضافة إلى  مستشفى عسكري يقدمه الأردن، وتحدد وزارة الدفاع مكانه.

وأكد أن الأطقم الطبية في كل المستشفيات الخاصة والحكومية تعمل على إسعاف الحالات الحرجة، مع عدم إهمال الحالات المتوسطة. ولكن الأولوية للحالات الحرجة. وأوضح أن "خطة الطوارئ الآن تتكل أكثر على المستشفيات الميدانية التي ستصل تباعاً، بعد اتصالات، من قطر وإيران والكويت وعمان. وهناك 6 إلى 8 مستشفيات ميدانية ستصل. وأول طائرة ستصل هي الكويتية، تتبعها القطرية لتلبية النقص الحاصل بالأسرة والتجهيزات الضرورية، ولاحقا سيصار إلى وضع خطة بالتنسيق مع الهيئة العليا للإغاثة.

من ناحيته، كشف نقيب الأطباء شرف أبو شرف أن مستشفيات بيروت امتلأت، والكارثة لا توصف. وتمنى وضع خطة طوارئ صحية وإيجاد مستشفيات ميدانية. وأشار إلى أن أعداد الجرحى بلغ نحو 4 آلاف، والأكثرية الساحقة عادوا إلى منازلهم، لكن هناك حاجة إلى المعدات الطبية للعمليات، بالإضافة إلى أدوية الأمراض التي تلفت بسبب الحادث في الكرنتينا، وخصوصاً أدوية أمراض السرطانية والمستعصية. 

بدورها أكدت نقيبة مستوردي المستلزمات الطبية، سلمى عاصي، العمل على إحصاء ما ينقص من أدوات ومستلزمات، وقالت: "نحن بحاجة ماسة إلى المستلزمات الطبية اليومية البسيطة مثل الكفوف والخيوط والشاش، وسنصدر لائحة بما يحتاجه لبنان". 

إلى ذلك أرسل نقيب المستشفيات الخاصة سليمان هارون تعميماً إلى كل المستشفيات في المناطق لمعرفة عدد الأسرة الفارغة لديها لنقل المصابين اليها. ولفت إلى أن "مخزون المستلزمات الطبية للمستشفيات استنفد، وهناك حاجة إلى الأدوات والمستلزمات الطبية".

الخسائر والإعانات
وكحصيلة أولية للخسائر أكد محافظ بيروت، مروان عبود، أن حجم الأضرار في بيروت يتراوح بين 3 و5 مليارات دولار. 

من ناحيته أعلن رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني رصد مبلغ 30 مليار ليرة فورية، كمبلغ أولي لإغاثة المواطنين. وأكد "أن العمل على رفع وإزالة الأنقاض مستمر، وتقرر العمل على آلية لتأمين سكن للمواطنين الذين تضررت منازلهم، إضافة إلى المساعدة في الاستشفاء".

وجال الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء الركن محمد خير على المرفأ ووسط العاصمة ومنطقة الجميزة ومار مخايل وشركة الكهرباء، وتفقد الاضرار معلناً أن "شركات الهندسة بدأت الكشف على الأضرار للقيام بالخطوات اللازمة". 

وأدى الانفجار إلى أضرار بالغة في القاعدة العسكرية للجيش اللبناني بجانب المرفأ. ووقع عدد كبير من الجرحى والضحايا للجيش، إضافة إلى عدد كبير من المفقودين في صفوف عناصره في المنطقة، وفق مصادر عسكرية.

وأدى الانفجار إلى غرق باخرة "أورينت كوين" السياحية التابعة لمجموعة "أبو مرعي لاينز"، وسقط على متنها ضحيتان وسبعة جرحى من طاقمها. 

إلى ذلك أكد مصدر رفيع المستوى في قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان اليونيفيل لـ"المدن" أن الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت أدى إلى تضرر سفينة عسكرية تابعة للقوات البنغلادشية وسقط فيها 18 جريحاً، بينهم ثلاثة في حالة الخطر. 

ومن ضمن الضحايا الأجانب، أعلن رئيس الوزراء الأوسترالي سكوت موريسون عن سقوط مواطن أسترالي في الانفجار، مؤكداً أن السفارة الأسترالية في بيروت تأثرت بشكل كبير جراء الانفجار، لكن جميع موظفيها بخير. إلى ذلك، أكدت سفارة تركيا إصابة اثنين من المواطنين الأتراك نتيجة الانفجار.

وتحركت المبادرات المدنية وأعلن عن تشكيل فريق إغاثة مركزي في ساحة الشهداء يعمل على تأمين المستلزمات الطبية من أدوية، حفاضات، حليب، وكمامات. وسيتولى فريق تنظيف البيوت ومساعدة الناس برفع الأنقاض وتأمين حاجياتهم.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها