هذه ليست مزحة ثقيلة. أو تركيب صور لتناول الجامعة الوطنية بالسوء. هذه حقيقة واضحة وجلية. حقيقة فاضحة تعري السلطة التي حاولت طوال السنوات الفائتة تحطيم الجامعة الوطنية، والتي وصلت اليوم إلى حد عدم تزويدها بالأوراق والحبر لطباعة أسئلة الامتحانات.
"ما في شي بالجامعة". أي لم يعد لدى الإدارات أي مقومات للصمود في المرحلة المقبلة، كما قال أحد العمداء، تعليقاً على التعميم الذي أصدره ضو، والذي طلب فيه من الأساتذة الاقتصاد والتقنين في استعمال الأوراق، بسبب النقص الحاد بها، وعدم توفر العدد الكافي منها لتحضير أسئلة الامتحانات.
سيضطر الأساتذة، الذين وصل راتب أقدم واحد فيهم إلى نحو 500 دولار، إلى دفع ثمن أوراق الأسئلة للامتحانات، كما قال ضو في تعميمه. يجب أن تكون الامتحانات عبارة عن ورقة واحدة فقط. وأي امتحان يكون أكثر من ورقة على الأستاذ تصويره على نفقته الخاصة. ومن لا يعلم، فـ"ماعون" الورق بات ثمنه أكثر من ستين ألف ليرة، بعدما كان لا يتخطى الـ8 آلاف. وهذا ما دفع بكلية الآداب في صيدا إلى استخدام أوراق مستعملة، أعادت جمعها من المهملات لتصوير الامتحانات على الجهة غير المستعملة منها.
لكن، وفق معلومات "المدن"، المشكلة الكبرى ستأتي في الأيام المقبلة، عندما ينفذ الحبر من محابر آلات التصوير. حينها لن يتمكن الطلاب حتى من إجراء الامتحانات على أوراق مستعملة من إحدى جهاتها. وذلك بسبب عدم توفر الحبر وارتفاع أسعار المحابر وفق سعر الدولار في الأسواق.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها