لم تقبل شقير بهذه الحجة، عارضة على الموظف إبراز سياسة المسبح التي تعلن هذا الإجراء، فتمنع بداية. ثم عاد ورضخ لإصرارها واتهامها بأن المنع مرده أن والدتها مسلمة تضع منديلأ على رأسها. فطبع الموظف ورقة غير موقعة من المسبح، مدون عليها أن الإدارة تمنع دخول كل شخص لا يرتدي المايوه!
لكنها حاججته مجددا: كثيرون يدخلون إلى المسبح مرتدين ثياب عادية تغطي كامل الجسم، ليس لأسباب دينية حصراً، بل لأسباب طبية. لكنه تلعثم أكثر فأكثر عندما واجهته بحقيقة أن المسبح في هذا يمارس التمييز العنصري، من منعه العاملات في الخدمة المنزلية من السباحة، إلى منع سيدة الدخول إلي المسبح لتناول فنجان قهوة، لأنها تضع منديلاً على رأسها.
تعاطف الموظفين
واعتبرت شقير أن هذا المسبح له سوابق في التمييز العنصري، وكان آخرها المنديل الذي يشير إلى الانتماء الديني لولدتها. فهي سمعت من قبل عن منع سيدات أفارقة من مجرد السباحة، رغم ارتداء ثياب البحر. حتى أن بعض الموظفين تعاطفوا معها، عندما قفلت مغادرة المسبح، ودانوا تصرف إدارتهم المتكررة مع زبائن ولمواضيع شبيهة بما حصل معها، كما قالت.
احتجت شقير على هذا التصرف. فهي متزوجة من رجل مسيحي، ووافقت والدتها على عقد قرانها مدينياً، في إشارة منها إلى انفتاح والدتها. لكن إدارة المسبح لا تفتش في خلفيات الأشخاص بل تلاحقهم على "شبهة" اعتمار المنديل، بما يشبه ملاحقة السحرة في القرون الوسطى، لمنعهم من تدنيس أرض المسبح.
مزرعة 2020
وكتبت شقير على صفحتها الفيسبوكية احتجاجاً قالت فيه: "مسبح السبورتينغ لم يسمح لي ولابنتي الدخول، لأن والدتي المحجبة معنا. والدتي التي رحّبت بعلاقتي الغرامية مع لبناني (صودف أنه مسيحي) وبزواجي منه مدنيا، لم يسمح لها بالدخول للجلوس في مقهى المسبح. هذه بيروت ٢٠٢٠. هذا لبنان ٢٠٢٠: مزرعة مفتوحة لكل العنصريين والطائفيين. لا شيء يوضح في لائحة المعلومات في هذا المسبح المقيت أن هذه سياستهم. أحكام عشوائية وسياسة عنصرية. وبنتي اللي عمرها ٣ سنين حضرت أول ماتش عنصرية اضطريت اشرحلها فيه ليه ستها ممنوع تفوت!"
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها