"أنا مش كافر". كتبها ورحل. القهر التام ورفض الذل أخذا علي الهق إلى الرصاصة المدوية في الرأس.
هناك، في قلب بيروت، بوضح نهار شارع الحمرا، عند باب المسرح المغلق.. كان المشهد الأخير، في يوم الجمعة 3 تموز.
مشهد بحجم مأساة كل اللبنانيين، الذين يصرخون منذ شهور رفضاً لما حل بهم من غدر تاريخي أخذهم إلى الفقر وشبح الجوع، وسلب طموحاتهم.
ليس لنا أن نعرف سيرته. هو فقط مواطن عمل بكدّ طوال سنوات في الخارج، وعاد كما يفعل أغلبنا، ليبني حياة مأمولة هنا في هذا البلد المخطوف، بما أدخره من رأسمال صغير.
أفلسوه، كما أفلسوا معظم اللبنانيين ورموه إلى مجهول العوز.
رفضاً لكل ذلك، أنهى علي السيرة، ختمها موتاً إرادياً بكل كبرياء.. وكل يأس.
هذا الفيديو، الذي لم نكن لننشره، لولا أنه يحفظ في صورته كرامة علي وحرمة موته من غير انتهاك.
ننشره، لأنه من دون أي صوت.. هو وثيقة صارخة بوجهنا. شهادة حقيقية وموجعة عن حال لبنان وأهله.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها