السبت 2020/02/22

آخر تحديث: 18:47 (بيروت)

يوم "الكورونا": خلية أزمة لتهدئة اللبنانيين وتهديد للإعلام

السبت 2020/02/22
يوم "الكورونا": خلية أزمة لتهدئة اللبنانيين وتهديد للإعلام
الوزير حمد حسن في مستشفى رفيق الحريري (عباس سلمان)
increase حجم الخط decrease
نام اللبنانيون ليلة الجمعة 21 شباط الجاري على خبر وصول فيروس كورونا إلى بلدهم، بعدما كانوا يظنون أنهم بمنأى عنه. لكنهم استفاقوا على نفاد الكمامات الواقية منه من الصيدليات، ولم ينتقل الوباء إلى لبنان من مركز تفشيه في الصين، بل حملته إليه سيدة لبنانية تنظّم رحلات دينية إلى المقامات الشيعية في إيران. 

وزير الصحة
أمام الذعر الذي أصاب اللبنانيين عن وجود حالات أخرى من المصابين، وبعد الدعوات لفحص جميع ركاب الطائرة الإيرانية، أجرى وزير الصحة حمد حسن جولة مكوكية على مناطق الجنوب، وعقد مؤتمراً صحافياً في مستشفى رفيق الحريري، فاعتبر أن المواطنين يعيشون حالة من "الهلع المبرّر"، داعياً إلى عدم الوصول إلى "الهلع الهستيري الذي يرتد سلبياً على الجميع".

وأضاف أنه في 20 شباط تبيّن وجود أوّل مريضة بفيروس كورونا في لبنان، لكن ليس المطلوب إجراء فحوصات لجميع ركاب الطائرة الإيرانية، داعياً من يشعر بأي عوارض إلى الاتصال لإجراء الفحوصات. فالحجر الصحي "مش لعبة. والموضوع لا يعود إلى إرادة المريض. والمسؤولية تحتم علينا التعامل بكل جدية مع الفيروس".

وأوضح أن حالتين من الحالات الـ11 التي كان مشتبهاً بها كانتا على الطائرة الإيرانية والـ8 الآخرين كانوا في زيارات دينية في إيران منذ أسابيع. 

ورداً على سؤال عن إمكان وقف السفر إلى إيران، تساءل الوزير عن دافع منع السفر إلى دولة سُجلت فيها 11 إصابة، ولا نطبق الأمر على دول فيها إصابات أكثر. وأضاف: "أكبر وأوسع انتشار للاغتراب هو الاغتراب اللبناني، وأي إجراء متعلق بإغلاق الخطوط الجوية يجب أن يستند إلى معطيات. ومنظمة الصحة العالمية لم تطلب منع الملاحة الجوية". ولفت إلى قرار اتخذ اليوم بالكشف على كل المسافرين إلى لبنان من إيران قبل الصعود إلى الطائرة. 

من ناحيتها، أوضحت رئيسة مصلحة قسم التمريض في مستشفى رفيق الحريري الجامعي، في المؤتمر الصحافي، أنهم أخذوا 27 عينة من ركاب الطائرة وسواهم، للكشف عليها، فتبين أن واحدة منها فقط إيجابية، أي مصابة بفيروس كورونا، وتعود للسيدة التي أعلن عنها الوزير يوم 21 شباط الجاري. وتحدثت عن إجراءات خاصة في المستشفى، بحسب توصيات منظمة الصحة العالمية.

نفاد الكمامات
نفاد الكمامات حصل بعدما عمدت شركات تستورد المستلزمات الطبية إلى تورديها إلى دول حل بها الوباء. فخرج من لبنان نحو 4.5 طن من الكمامات، ما استدعى إصدار وزير الاقتصاد، راوول نعمة، قراراً قضى بمنع "تصدير أجهزة أو أدوات أو معدات الحماية الشخصية الطبية الواقية من الأمراض المعدية. وذلك تداركاً لأي أثر سلبي قد يصيب صحة المواطنين، ونظراً لارتفاع حركة تصدير هذه المعدات في الآونة الاخيرة. ومنها: القفازات المطاطية، كمامات الوجه أو أجهزة التنفس، الأقنعة الواقية للوجه". وأكد نعمه أن "مديرية حماية المستهلك تجول لمراقبة أسعار هذه المعدات في الصيدليات، وتتشدد في وجه المخالفين، منعاً لأي استغلال وتحقيق أرباح غير مبررة على حساب اللبنانيين". 

خلية الأزمة
واستدعى وصول الوباء إلى لبنان انشاء "خلية أزمة" في السرايا الحكومية، لاتخاذ إجراءات تعالج دخول الفيروس إلى البلاد وتداعياته. وترأس رئيس الحكومة حسان دياب اجتماعا للخلية الوزارية التي تضم نائب رئيس مجلس الوزراء، وزيرة الدفاع زينة عكر عدره، وزراء الصحة حمد حسن، والبيئة والتنمية الإدارية دميانوس قطار، والاقتصاد راوول نعمه، والداخلية والبلديات محمد فهمي، والطاقة ريمون غجر.

وناقشت الخلية الموضوع، فاتخذت إجراءات صارمة في المطار ومحطات العبور، وتخفيف الرحلات الجوية، من وإلى البلاد التي شهدت إصابات بالفيروس. في كل محافظة استحدثت أقسام في المستشفيات الحكومية لاستقبال أي إصابة، لعزلها وحصرها. إضافة إلى منع تصدير الكمامات الواقية ومنع التجار من احتكارها. وشددت الخلية على تلافي الهلع والتضخيم الإعلامي. 

وكان وزير الصحة قد أكّد قبيل الاجتماع أن حال السيدة المصابة بكورونا تتحسّن. وهو يتابع الحالتين المشتبه بإصابتهما في منطقة النبطية. وقال الوزير: "تواصلنا مع السلطات الإيرانية، وهي تتخذ الإجراءات عشية وصول طائرة جديدة من طهران إلى بيروت الإثنين 24 المقبل". 

وزيرة الإعلام
من ناحيتها عقدت وزير الإعلام منال عبد الصمد مؤتمراً صحافياً، أعلنت فيه المعركة مع الوسائل الإعلامية بذريعة "نشر الأخبار الكاذبة". ولفتت إلى ضرورة التنسيق بين الوزارات المعنية لمواكبة الوضع المستجد، وشددت على ضرورة التحرك سريعا لمكافحة الأخبار الكاذبة والتي تحدث هلعاً في المجتمع، ودعت لمساءلة "كل من تسوّل له نفسه نشر أخبار غير صحيحة، أو الترويج لها أو مشاركتها مع الآخرين". وقررت "حصر الأخبار الرسمية عن فيروس كورونا بالوكالة الوطنية للإعلام، تلافيا لأي بلبلة قد يحدثها بث معلومات خاطئة أو غير مكتملة، هنا وهناك". 

ثم أجرى وزير الصحة جولة مكوكية في الجنوب بعد انتشار خبر إصابة شخصين في النبطية. ومن هناك أكد الوزير في جولته في مستشفى النبطية الحكومي أن "الحالتين المشتبه بهما هناك لا تعانيان من فيروس كورونا ولا من عوارضه، وهما حاليا في حجر منزلي وقائي".

الصيدليات والتجار
أما نقيب الصيادلة غسان الأمين، فأكد أنّ الكمامات "ليست مفقودة، ولكنّ هناك إقبال شديد عليها قبل وصول الكورونا إلى لبنان". وأوضح أنّ الصيدليات ملتزمة بأسعار موحدة وأرسل تعميماً من النقابة إلى الصيدليات في هذا الصدد. ولكن "من يقوم بالتلاعب بالأسعار هم التجار الذين يستغلون الظرف". وأشار إلى أنّ "الكمامة ليست أولوية في عملية الوقاية من الفيروس".
وعن أدوية علاج عوارض الكورونا طمأن الأمين أنها "متوفرة بكثرة في الصيدليات ولا داعي للهلع أبداً".

طائرة الإثنين المقبل
يبلغ عدد الرحلات الأسبوعية بين بيروت وإيران ثلاثاً أسبوعياً، حسبما أعلن رئيس مطار رفيق الحريري الدولي فادي الحسن، الذي كشف "أن الاثنين 24 الجاري هو موعد وصول طائرة جديدة من إيران إلى بيروت. وقد اتخذت إجراءات للكشف على القادمين من إيران بالطائرة. وفرق المطار في جهوزية تامة".

إرشادات وزارة التربية 
إلى ذلك عممت وزارة التربية خطة عمل وطنية للوقاية من مخاطر انتشار فيروس كورونا. وطلبت من هيئات التدريس إرشاد الأهل، من خلال قيام المسؤول الصحي بتنظيم لقاءات توعوية معهم. وكلفت أفراد الهيئة التعليمية تكريس 20 دقيقة من أول حصة تعليمية كل يوم لتوضيح المعلومات والإجراءات التي تقي من كورونا، والتشديد على السلوكيات الصحية الصحيحة. وطلب منهم عدم مشاركة الأغراض الشخصية في ما بينهم، وتطبيق السلوكيات السليمة كتكثيف الجهود لتأكيد تنفيذ التلامذة/الطلاب أصول غسل اليدين بالماء والصابون وبالطريقة الصحيحة. وتأمين نظافة البيئة في المؤسسة التربوية بما في ذلك طاولات الطلاب وكل المرافق الصحية، من خلال التنظيف والتعقيم اليومي لعدة مرات في اليوم. وتأمين الماء والصابون والمناديل الورقية في مختلف مرافق غسل اليدين، وتأمين عبوات تحتوي سائل التعقيم في الممرات و/أو داخل الصفوف والتشديد المستمر على ضرورة تكرار غسل اليدين، من خلال الإشراف والمتابعة".
وطلبت الوزارة من الأهل عدم إرسال أي تلميذ/طالب يشكو أي عارض كحرارة مرتفعة (38 درجة مئوية وما فوق) أو سعال أو ضيق أو صعوبة في التنفس. ويراقب كل من أفراد الهيئة التعليمية تلامذة/طلاب صفه وإحالة كل من تظهر عليه أحد هذه الاعراض إلى المسؤول الصحي في المؤسسة لإبقائه في غرفة الصحة، ريثما يتم الاتصال بالأهل لاصطحابه ومتابعة وضعه الصحي بحسب الحال. على أن يتابع المسؤول الصحي الحال الصحية لهؤلاء التلامذة/الطلاب، من خلال التواصل الدوري مع الأهل".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها