الثلاثاء 2020/12/01

آخر تحديث: 16:51 (بيروت)

إشكال حزب الله والقوات بـ"اليسوعية": صوابية التصويت للنادي العلماني

الثلاثاء 2020/12/01
increase حجم الخط decrease
في محيط مجمّع هوفلان، حيث أهم المعارك الانتخابات الطلابية في جامعة القديس يوسف، وقع إشكال بين طلاب حزب القوات اللبنانية وآخرين تابعين لثنائي حركة أمل وحزب الله. سيناريو متكرّر ومستنتسخ كل عام، وفي كل موعد انتخابي: "هذه جامعة بشير الجميّل"، "شتم لبشير"، ثم "شتم لحسن نصر الله"، فيشتعل وقود الاقتتال الطلابي، وحفل الشتائم ومحاولات الضرب المتبادل. صبية الأحزاب الطائفية، لم يعدّلوا في أدائهم. لم يغيّروا منطقهم، ولن يبدّلوا سيناريو الاقتتال الداخلي الذي خاضته قياداتهم قبل أربعة عقود.
إثر الإشكال انتشرت العناصر الأمنية في محيط المجمّع الجامعي، في سيناريو متكرّر يعّزز الأجواء الانتخابية التي تريدها أحزاب السلطة بمختلف ألوانها. وقد حاولت عناصر من قوى مكافحة الشغب توقيف مفتعلي الإشكال.

شدّ عصب.. فاشل
في مجمّع هوفلان، وأمام هذا المشهد المتكرّر، يمكن للطلاب المستقلين وطلاب النادي العلماني أن يجلسوا مرتاحي البال، فيما أحزاب السلطة في الخارج تقدّم عراضاتها السياسية الطائفية المعتادة. هؤلاء الطلاب غير معنيين باشتباكات طلاب الأحزاب، يتابعون نشاطهم الانتخابي داخل المجمّع بهدوء، ولو أنه في الإشكال المفتعل هدف لشدّ عصب طائفي ومذهبي في مختلف الكليّات. ويأتي الإشكال اليوم مع استمرار العملية الانتخابية، بينما تشير قراءة أولية للأرقام المسجّلة في اليومين السابقين إلى تقدّم مبدئي للمرشحين المستقلّين على أحزاب الطوائف. فأسوة بقياداتهم، تمّ إشعال فتيل الإشكال في محاولة لإعادة ردّ جمع الطلاب إلى الحظائر الطائفية، وهو ما لم يحصل فعلياً على اعتبار أنّ الاشتباك والسباب بقيا حيث هما خارج أسوار الجامعة.

حملة تخوين
وتستمرّ الانتخابات في الجامعة اليسوعية حتى يوم الخميس المقبل، ولا نتائج ستصدر قبل هذا الموعد. فتستمرّ معها موجات التشويش الحاصلة على حملة النادي العلماني والطلاب المستقلّين. إذ يتعرّض هؤلاء لاتهامات مشتركة من أحزاب السلطة مجتمعة. تصنّفهم القوى المحسوبة على الثنائي الشيعي كمخلّفات لمشروع 14 آذار، ويدخلون إلى المعركة الانتخابية الجامعية المفاهيم السياسية العامة مثل موضوع السلاح وغيره. أما بقايا 14 آذار، وأولهم القوات اللبنانية، فتتّهم النادي العلماني بأنه حصان طروادة فريق 8 آذار وحزب الله. وبين جبهتي الاتهام، يسير النادي العلماني في معركته الانتخابية تحت عناوين واضحة وصريحة بعيدة عن المواربة وتتمثّل بعناوين أساسية: حقوق الطلاب والعدالة الاجتماعية والديموقراطية التشاركية والعلمانية.

وقعت أحزاب السلطة في فخّ شدّ العصب الاعتيادي، في حين أنّها قدّمت نموذجاً حياً جديداً على كيفية تعاطيها مع المواضيع والأزمات في لبنان، من خلال العنف والصدامات وأبهى حلل الخطاب الطائفي. هذا ما استخلصه عدد من طلاب الجامعة اليسوعية، الذين لم يروا في الإشكال الذي وقع ما يعنيهم وما يخصّ حياتهم الطلابية ولا العامة. لم يجدوا أنّ شيئاً تغيّر في سلوك الأحزاب الطائفية ولا المنتمين إليها. وهو ما قد يحثّهم على تجربة التغيير من خلال طرف ثالث سبق أن أثبت جدارته في جامعات أخرى.  

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها