الأحد 2020/10/25

آخر تحديث: 13:59 (بيروت)

عودة: إهمال تربوي وصحي يتفشيان في إدارة البلاد

الأحد 2020/10/25
عودة: إهمال تربوي وصحي يتفشيان في إدارة البلاد
تراجع أحوالِ ذوي الطلاب، وعـدمَ قـدرةِ المدارس الرسميةِ على الاستيعاب، مأزق كبير (المدن)
increase حجم الخط decrease

ألقى متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده عظة الأحد 25 تشرين الأول، سائلاً الله: "ونحن على أبوابِ تأليف حكومةٍ جديدة، أن يُـلهمَ المسؤولين من أجـلِ العملِ على ولادتِها بأسرعِ وقــتٍ ممكن، لتتسلّمَ زمامَ الأمور وتوقفَ انهيارَ البلدِ بكلِّ ما فيه"، متمنياً أن "يكونَ أعضاؤها من ذوي الكفاءةِ والنزاهةِ والاختصاص، ممن انتماؤهم للبنان الوطن، وولاؤهم له وحده، لا لحزبٍ أو زعــيمٍ أو طائفةٍ أو مرجعٍ داخلي أو خارجي".

التربية ووزارتها
وأسف لأنّ التربية "في لبنان ليست في سُلّمِ أولوياتِ الحكّام، ووزارةُ التربية من الوزاراتِ الثانوية التي لا يتسابقون من أجـل الحصولِ عليها وإدارتِها بأفـضل الطرق، كونَها العمودَ الــفـقـري للدولة وصانعةَ الأجيال. وقطاعَ التربية يتراجعُ سنةً فسنة، والأسبابُ عديدة".


كورونا والإهمال
وتطرق إلى "إهـمالُ الدولة المزمن للقطاع التربوي. والتخـبّطُ في الـقــرار، والخططُ الارتجالية أو غـيـرُ القابلة للتنفيذ، وضرورةُ التعليمِ عن بُعْد، وتعطيلُ دور المركز التربوي، بالإضافة إلى الانهيارِ الاقتصادي والتفلُّتِ الأخلاقي وعـدمِ الـتنسيق بين الـوزارات (التربية والصحة). وقد زادتْ الأزمةُ الصحيةُ الأمورَ تعـقيـداً، بالإضافة إلى انفجارِ المرفأ، ما سبّبَ غموضاً في مصيرِ العام الدراسي".

وأضاف: "إنّ الاستثمارَ في التربيةِ استـثمارٌ في الإنسان وتـنميةٌ للمواردِ البشرية التي تــؤدي إلى نموِ الاقتصاد وازدهارِ البلد. لكـنّ التحـدياتِ الـتي تـواجهُ الأسرةَ التربوية من مؤسساتٍ تعليمية ومعـلّمين وذوي طلاب تهـدّدُ مصيرَ التعـليم في لبنان. إنّ ازديادَ الأعــباءِ عـلى المدارس الخاصة بشكـلٍ هـائـل، وتـراجعَ أحـوالِ ذوي الطلاب، وعـدمَ قـدرةِ الـمـدارس الرسميةِ على الاستيعاب، أمورٌ تجعلُنا في مأزقٍ كبير". وشدد على أنّ "التعليمَ الإلزامي ضروريٌ وهو حقٌ لكلّ طفل، ومن واجبِ الدولة تأمينُ هذا الحق في مدارسِها الرسمية التي يجب أن تكونَ مفخرةً لها ومقصداً لجميع أبنائِها. والمفارقة في لبنان أنَّ الدولةَ تُعطي أساتذةَ التعليم الرسميّ منحاً لتعليم أولادِهم في المدارسِ الخاصة".     

وتحدث عن "تخلّي الدولة عن واجباتِها بالإضافة إلى تجنّي لجانِ الأهلِ على المدرسةِ الخاصة وحملاتِ التضليل التي تقودُها ضدَّها سوف تؤدي إلى انهيارِ المؤسساتِ التربوية الخاصة، مع ما يستتبعُه ذلك من نتائج كارثية على الصعدِ التربويةِ والاجتماعيةِ والاقتصاديةِ".  

وباء الجهل
واعتبر أن "وباءُ الجهلِ أخطرُ من وباءِ كورونا. والخطران على الباب، وعلى الدولةِ تحمُّلُ مسؤوليتِها قبل فواتِ الأوان. نحن بحاجةٍ إلى قيادةٍ تربويةٍ مسؤولةٍ تعي أنّ التكاملَ بين التعليمِ الرسمي والخاص ضروريٌ من أجل القيامِ بالرسالةِ التعليمية والتربوية، وأنّ عليها حمايةَ التعليم من أجل حمايةِ الوطن وإنقاذِ أجيالهِ الطالعة. عسى أن يتِمَّ اختيارُ وزيرٍ للتربية من ذوي الإختصاص والخبرة، يعي المسؤوليَّة الكبيرة المُلقاة على عاتِــقِـه ويتصرّفُ بحكمةٍ ودرايةٍ، دون كيديَّةٍ أو انحياز".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها