الأربعاء 2014/11/26

آخر تحديث: 12:52 (بيروت)

حزب الله بعد التبادل: محاولات هدنة في القلمون!

الأربعاء 2014/11/26
حزب الله بعد التبادل: محاولات هدنة في القلمون!
حزب الله يفاوض على تهدئة والمعارضة المسلحة تتمنّع
increase حجم الخط decrease

 

طغى خبر إنجاز المقايضة بين حزب الله والجيش السوري الحر في القلمون على كل الأخبار، تقدّم هذا التطور بكثير عن المفاوضات التي تخوضها الحكومة اللبنانية مع خاطفي العسكريين في جرود القلمون منذ ثلاثة أشهر ولم تسفر عن أي تقدّم، أوحى إنجاز الحزب في إستعادته لأحد مقاتليه بأن هناك دولتين في لبنان، كل دولة تفاوض على معتقليها بشكل منفصل عن الأخرى. منذ أسابيع ويفاوض الحزب مع الجيش الحرّ على مواضيع عدّيدة عالقة بينهما، في تكتيكه التفاوضي استثمر حزب الله في إختلاف التوجهات بين جبهة النصرة والمسلّحين المتطرفين وبين الجيش الحرّ، نجح هذه المرّة بعد أن أخفق في السابق.

 

في تفاصيل صفقة المقايضة ووفق ما علمت "المدن" من مصادر متابعة أن الإفراج عن الأسير عماد لبنان عيّاد تمّ بمقابل إطلاق سراح حزب الله لأحد قادة الجيش الحرّ البارزين الملقب بأبي محمد المارعي، وهو مسؤول العمليات السرّية في الجيش السوري الحرّ في القلمون، أتى من بلدة مارع في ريف حلب لنصرة يبرود سابقاً وبقي مشرفاً على العمليات العسكرية للجيش الحرّ هناك، أما الشخص الثاني فهو أحد مساعديه. وتضيف معلومات "المدن" أن المقايضة لم تقتصر فقط على هذين العنصرين بل شملت أيضاً إمرأة وإبنتيها كانت قد اعتقلتهم قوات الدفاع الوطني منذ حوالى أسبوعين وتسلّمهم الحزب في ما بعد، وتشير المعلومات إلى أن النساء الثلاث هم عائلة أحد وجهاء معلولا الملقب "بالعمدة" والذي لديه علاقات واسعة جداً مع الجيش الحر.

 

ولا تنفصل هذه المفاوضات عن أخرى يجريها حزب الله مع مسلّحي القلمون من أجل تسوية الأوضاع في الجرود بعد تكبده خسائر كبيرة، إذ منذ فترة دخل الحزب في مفاوضات مع الجيش الحر حول بلدة عسال الورد، وتمحورت المفاوضات في حينها حول إمكانية دخول الجيش الحر إلى البلدة مع بعض العائلات التي تقطن الجرود في مقابل تمركز حزب الله في جرود البلدة مع إتفاق على وقف لإطلاق النار، لكن ذلك أفشل من قبل الفصائل الأخرى في المعارضة السورية التي رفضت هذا الموضوع وأرادت أن تبقى متمركزة في الجرود وتتخذ منها منطلقاً لشن عملياتها ضد مواقع الحزب والنظام.

 

اليوم، عادت المفاوضات وتفعّلت حول البلدة عينها لكن الأمور لا تنذر بأي تقدّم على هذا الصعيد خصوصاً أن مسلّحي جبهة النصرة والمجموعات الأخرى يشنون ضربات موجعة على مواقع الحزب في مختلف قرى القلمون، وتؤكد مصادر لواء تحرير الشام المؤلف من  مجموعات مقاتلة أن الضربات ضد مواقع الحزب ستستمر وبوتيرة أعلى، ويقول أحد القادة العسكريين لـ"المدن": "نحن نستخدم البرد والثلوج لصالحنا في هذه المعركة، ومنذ بدء العواصف ونحن نركز الضربات على مواقع الحزب وقد حققنا إصابات مباشرة في صفوفه". وتؤكد مصادر مسلّحة أخرى لـ"المدن" أنه الآن بدأ القتال الحقيقي لتحرير قرى القلمون.

 

قد تكون هذه المعارك الأكثر ضراوة في تلك المنطقة بعد أن دخل حزب الله والجيش السوري إلى قرى القلمون وسيطر عليها، وبالأمس نفذت عناصر مسلّحة من جبهة النصرة عملية إنتحارية بأحد مواقع الحزب في جرود فليطا أدت إلى مقتل ستة من عناصره، وتؤكد المصادر أن المسلّحين المعارضين يحققون تقدمأ واسعاً في القرى القلمونية في مقابل إنسحابات يجريها الحزب وقوات الدفاع الوطني.

 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها