الإثنين 2024/03/04

آخر تحديث: 11:48 (بيروت)

باسيل يجاهر بانتقاد "الحزب": فتش عن الرئاسة و..المزاج المسيحي

الإثنين 2024/03/04
باسيل يجاهر بانتقاد "الحزب": فتش عن الرئاسة و..المزاج المسيحي
الحزب المنشغل بمعاركه العسكرية، لم يعلق سابقاً ولا اليوم، على مواقف باسيل (عباس سلمان)
increase حجم الخط decrease
لم يُفاجئ رئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل، أحداً وهو يجاهر، مساء أمس الأحد، بانتقاده لحزب الله وأدائه، قائلاً "من هو حريص على الانتصار بوجه العدو عليه أن يحصّن نفسه في الداخل قبل أن يحصّن جبهته الخارجية. وعليه أن يدرك أن هناك شعباً، ليستطيع التضامن معه، يجب أن يكون حياً وليس مكسوراً ومهدداً كل يوم بلقمة عيشه".

فالتيار، من خلال "رئيسيه" العماد ميشال عون والنائب باسيل، جاهر باعتراضه على "وحدة الساحات" ورفض توريط لبنان بالحرب. وقد سبق لعون أن وضع نقاط التباعد على حروف "تفاهم مار مخايل" حين أكد "لسنا مرتبطين بمعاهدة دفاع مع غزّة".

كلام باسيل العالي النبرة، الذي أكد فيه أن "صوتنا أعلى من صوت المدفع، ولا أحد يسكتنا مهما كانت الظروف"، جاء تتويجاً لمسار من التباعد، شكّل تبني الحزب لترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية حجر الزاوية فيه.

المزاج المسيحي
موقف باسيل، القديم-الجديد، يقرّبه خطوة إضافية من فك التحالف نهائياً بين التيار والحزب. هذا التحالف الذي صار "عبئاً" على التيار، من وجهة نظر بعض نوابه.

فالمزاج المسيحي العام في البلد ضد "حرب الإسناد"، وضد أي حرب بالمطلق.

والعبء الاقتصادي هاجس مقيم في يوميات المسيحيين. و"الطبقة الوسطى" المفترضة، التي كانت تشكل عصب التيار الوطني الحرّ، تدنو من الفقر وتبتعد أكثر فأكثر عن "الخيارات المتطرفة".
صحيح أن لجبران باسيل القدرة على أخذ تياره إلى خيارات متناقضة أحياناً، لكنه يخسر، في كل مرّة، على الطريق "رأياً عاماً" مسيحياً كان يؤيده من دون أن يكون ملتزماً حزبياً.
في حرب التضامن مع غزّة يصعب إيجاد من يدافع عن خيار حزب الله، بمنطق يخاطب هواجس المسيحيين وقناعاتهم ويقنعهم بـ"المصلحة الوطنية" لهذه الحرب.

فتش عن الرئاسة
أبدى باسيل في بداية حرب الإسناد تفهماً و"احتضاناً" لحزب الله وموقفه، سرعان ما انقلب عليه. يعزو خصومه موقفه الأولي "إلى محاولاته المستمرة للربح على كل الجبهات. فهو قدّر أن حزب الله قد ينتصر ويكافئه على الدعم كما حصل مع الرئيس عون بعد حرب الـ2006. لكن، حين طالت هذه الحرب وراحت تستنزف لبنان واللبنانيين، وتهدد البلد بالدمار وتعلو في الأوساط المسيحية الأصوات المعترضة عليها، تراجع عن دعمها ودعم حزب الله".

الحزب المنشغل بمعاركه العسكرية، لم يعلق سابقاً ولا اليوم، على مواقف باسيل. وهو الذي يعرف أن الأيام الذهبية لتفاهم مار مخايل قد مضت إلى غير رجعة. حاول الحزب سابقاً ترميم بعض التصدعات في العلاقة سواء من خلال إيفاد مسؤولين فيه للقاء باسيل، أو من خلال تشكيل لجنة للحوار حول النقاط الخلافية، مثّله فيها النائب علي فياض ومثّل التيار النائب آلان عون. لكن تجمّد عمل اللجنة من دون أن تتوصل إلى حلول... وعلى الأرجح، أقفل باسيل وراءه كل أبواب الحلول ليلة خرج من لقائه الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، رافضاً دعم ترشيح فرنجية، ليفتح في اليوم التالي حملة سياسية وإعلامية ضد فرنجية بالمباشر، وضد الحزب ضمناً وبالتلميح، وقد آن أوان التصريح في تقديره.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها