السبت 2024/03/16

آخر تحديث: 16:08 (بيروت)

كلام باسيل عن اقصاء المسيحيين يستفز خصومه:هو المسؤول الأول

السبت 2024/03/16
كلام باسيل عن اقصاء المسيحيين يستفز خصومه:هو المسؤول الأول
"المدن" تكشف عن اجتماعات في بكركي بحثاً عن توافقات حول ورقة مكتوبة
increase حجم الخط decrease

على عادته، يُتقن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل رمي الحجارة في مياه السياسة الداخلية الراكدة.

وقف بالامس، في عشاء للتيار، ليعلن عدداً من المواقف، لعل أبرزها استمراره في توسيع المسافة بينه وبين حزب الله  مؤكداً أن "التيار لم يخرج من التفاهم ولكن الحزب هو من خرج عندما تخلّى اولاً عن بناء الدولة، وبعدها عن الشراكة، واخيراً تخطّى سقف حماية لبنان".

ووسط كم المواقف التي قد يبدو بعضها متناقضاً، دعا بكركي إلى "أن تجمع القيادات لرفع الصوت بمواجهة عملية الاقصاء المتعمّد الذي يتعرّض له المكوّن المسيحي".

فهل فعلا يتعرض المسيحيون للإقصاء؟ وهل من إمكانية للقاء جديد يجمع القيادات المسيحية في بكركي؟

 

لقاء بكركي
علمت "المدن" ان كلام باسيل عن اجتماع مطلوب في بكركي لا يأتي من فراغ. فقد عُقد في الصرح البطريركي، مؤخراً، لقاء بمبادرة من مطران انطلياس أنطوان أبي نجم ضمّ النائب جورج عطالله وانطوان قسطنطين عن التيار الوطني الحر، النائب فادي كرم عن القوات اللبنانية، ساسين ساسين عن الكتائب وحبيب شارل مالك عن "وطن الانسان"، بحضور البطريرك بشارة الراعي والمطارنة بولس الصياح، سمير مظلوم وابي نجم الذي حضّر مسودة أفكار للنقاش والتوافق عليها، وقد طُلب من المشاركين تدوين ملاحظاتهم وتسليمها لبكركي. اجتماع لم يخرج باي جديد أو تقارب، إنما فتح قناة تواصل بين القوى المسيحية المختلفة، وأكّد على الحيوية السياسية لهذه الجماعة، على أمل الوصول إلى تفاهمات على نقاط محددة.

 

افرام: مسؤولية باسيل
كلام باسيل عن اقصاء المسيحيين يستفز معظم القوى المسيحية التي تعتبره، بطريقة أو بأخرى "مسؤولا اساسيا عن هذا الاقصاء"، كما يؤكد كلّ من النواب نعمة افرام ، سليم الصايغ وكميل شمعون وفادي كرم.

يقول افرام لـ"المدن" ان "الكلام عن اقصاء المسيحيين وكأن احداً يتقصد اقصاءهم، خطأ. فالمسيحيون هم من أقصوا أنفسهم بالأخطاء التي ارتكبوها، وتحديداً جبران باسيل. فاخطاؤه تتحمل جزءاً كبيراً مما وصلنا إليه".

لا ينفي ذلك، بالنسبة إلى افرام، أننا "وصلنا إلى مكان خطير يهدد البلد والكيان. فإذا دخلنا في حرب واسعة فإن وحدة البلد مهددة . ونحن لن نقبل بهذا الواقع".

ويؤكد افرام أن "القصة ليست فقط في رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، إنما في الدولة العميقة وسياسات التفرد والأولويات الخاطئة التي مُورست لأكثر من 20 سنة. أوصلنا كل ذلك إلى سياسة الانتحار والافلاس. وباسيل في طليعة المسؤولين ". ويتوقف عند "ما يحصل في الدوائر العقارية المعطّلة منذ نحو سنة ونصف وعند ضرب القطاعات الانتاجية واحدة تلو أخرى وعند منطق الزبائنية والشعبوية" ، ليخلص إلى أنه "لا بد من تغيير المسار الاستراتيجي للبنان الحالي لأنه لا يؤدي الا إلى الانهيار، وما زال بامكاننا اليوم تجنّبه".

ويؤكد افرام:"انا دائما مستعد لتلبية الدعوة إلى بكركي. لكن التوقيت مهم. فهل نلتقي لان باسيل طلب ذلك أم لأن الجميع على استعداد لتخطي الحسابات الفردية وصولا إلى تغيير الواقع السائد؟".

 

شمعون: اقصاء منذ اتفاق مار مخايل
ينتقد رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب كميل شمعون النائب باسيل بشدّة . وهو يعتبرأن "اقصاء المسيحيين بدأ منذ اتفاق مار مخايل المشؤوم. أعطى حزب الله ميشال عون وجبران باسيل رئاسة الجمهورية وهدموا ما تبقى من الجمهورية. وبسبب باسيل وأمثاله وصل المسيحيون اليوم إلى هذا التهميش بعد أن قسّموا الصف المسيحي".

وحول الدعوة إلى اللقاء في بكركي قال: "قام البطريرك بأكثر من مبادرة. حتى أنه دعا النواب إلى التوبة والصلاة في بكركي، ولكن يبدو ان هذه الصلوات لم تصل إلى السماء. بالتالي فقدت الكثير من القوى، تحديدا التيار الوطني الحر، المصداقية وتحتاج إلى جهد كبير لاستعادة الثقة بها.  فان كان لدى التيار صحوة ضمير يجب أن يبدأ بالاقرار بأخطائه ووقف الشعبوية، وقول الكلام وعكسه، وصولا إلى التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية سيادي ولديه مصداقية وقادر على الاصلاح. رئيس لم يخذل احداً ولم يأخذ مال أحد، وهي مواصفات تسعى إليها بكركي".

 

كرم: إقصاء للبنان واللبنانيين
بكركي التي يحرص الجميع على مظلتها، "ليست مقصّرة"، بحسب عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي كرم. وهو يؤكد لـ "المدن" أنها "تقوم بمبادرات ولقاءات سواء مع كل فريق على حدة أو مع الافرقاء المسيحيين للوصول إلى تفاهمات حول الثوابت الوطنية التي لا نقاش حولها كالسيادة والقرار الوطني الحر وهوية لبنان والشراكة الوطنية ".

ولا يرى كرم اقصاءً للمسيحيين. "هناك اقصاء للبنان واللبنانيين مسيحيين ومسلمين. هو موضوع وطني وليس طائفيا. والمعركة هي لتحرير القرار اللبناني واسترداده من محور الممانعة الذي يمعن في إغراقه في الصراعات والأزمات".

ويؤكد كرم ان "ما يهدد لبنان ودوره ليست الأخطاء الحكومية -وهناك أخطاء ومخالفات قانونية ودستورية- انما ممارسات محور الممانعة من رئيس مجلس النواب الذي لا يدعو إلى جلسة مفتوحة لانتخاب رئيس ويشترط طاولة الحوار، إلى حزب الله الذي يخرق السيادة ويصادر القرار الوطني".

وعما اذا كانت القوات يمكن ان تتوافق مع التيار على ورقة مشتركة يؤكد "لسنا بوارد ورقة تفاهم مع التيار الوطني الحر. لكن أي ورقة تُجمع عليها المعارضة أو عدد من الأفرقاء وتطالب بما ذكرته آنفاً نحن نوافق عليها ونشجعها، وهذا ما أوردناه في الورقة التي قدمناها منذ يومين إلى البطريرك كخطة إنقاذية للخروج من الوضع الشاذ الذي نعيشه، ومن أي اقصاء يتم الايحاء به".

 

الصايغ: صراع الخيارات
لا يرتاح النائب عن حزب الكتائب سليم الصايغ إلى الكلام عن "اقصاء المسيحيين"، وهو يسأل النائب باسيل"ماذا فعلتم أنتم لمنع هذا الاقصاء؟ أم إنه موضوع نستذكره "على القطعة؟". يضيف"الصراع في لبنان اليوم بين خيارات سياسية كبرى:خيار الممانعة وخيار لبنان أولاً. فلا يجوز أن يكون باسيل في الحكومة والمعارضة، مع المنظومة ومع الثورة، والأهم مع سلاح حزب الله وضد استخدامه اليوم. هذه ليست تفاصيل بل خيارات تقرر مصير البلد".

يؤكد الصايغ أن "ما يجري من لقاءات في بكركي، سواء العلنية أو البعيدة عن الإعلام هي لارساء قيم مشتركة، من دون اقحام بكركي في تفاصيل واسماء، خصوصاً في موضوع رئاسة الجمهورية. فالتجارب السابقة، منذ زمن البطريرك نصرالله صفير كانت مسيئة لبكركي وللرئاسة. المهم اليوم ليس فقط انتخاب رئيس إنما مهمة الرئيس المنتخب وأولوياته. هذا هاجس اللبنانيين: استعادة الدولة وليس مواقع في الدولة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها