الأربعاء 2024/02/07

آخر تحديث: 15:17 (بيروت)

المطارنة الموارنة يصعّدون دفاعاً عن الراعي ويدينون "السياسات المتفرّدة"

الأربعاء 2024/02/07
المطارنة الموارنة يصعّدون دفاعاً عن الراعي ويدينون "السياسات المتفرّدة"
المطارنة الموارنة: نؤيد البطريرك في رفضٍ المتاجرة بحياة المواطنين في الجنوب اللبناني (موقع بكركي)
increase حجم الخط decrease
مرة جديدة تجد بكركي نفسها مضطرة إلى التأكيد بوضوح، "أسود على أبيض"، على ما يقول أحد المطارنة لـ"المدن"، على قناعاتها ومقاربتها للأحداث في لبنان، وتحديداً في الجنوب، ومخاوفها من نتائجها وتداعياتها.

منذ قرأ البطريرك بشارة الراعي كلاماً نقلاً عن رسالة وصلته من أحد أبناء الجنوب في عظة يوم 28 كانون الثاني الماضي، انهالت عليه الانتقادات والتخوين، وصولاً إلى اتهامات بالعمالة وتهديدات على وسائل التواصل الاجتماعي.

يومها قرأ الراعي بعض ما جاء في الرسالة. وفيها: "أرفض أن أكون وأفراد أسرتي رهائن ودروع بشريّة وكبش محرقة لسياسات لبنانية فاشلة، ولثقافة الموت التي لم تجّر على بلادنا سوى الانتصارات الوهميّة والهزائم المخزية".

واليوم، بعد ما طال بكركي وسيدها، وخلفه الكنيسة والكثير من المسيحيين، نزع المطارنة كفوف "الديبلوماسية اللبنانية"، وقالوا في بيانهم الشهري ما يرددونه في مجالسهم والكنائس، وما ينقلونه عن معظم المسيحيين. فدانوا "السياسات المتفردة" وطالبوا برفع "سيف القتل والتدمير" عن الجنوبيين.

و"ما نقله الراعي عن لسان أبناء الجنوب، تتبناه الكنيسة وتتفهمه وتحاول بلغتها رفع الصوت تحذيراً مما قد يودي إليه"، بحسب الأسقف نفسه.

ضاق الجنوبيون بالتصعيد
وكان المطارنة يتداولون منذ فترة وجوب رفع سقف الخطاب وعدم السماح باستهداف البطريركية والبطريرك. لذا، استهل البيان بـ"التأييد الكامل لما أعرب عنه صاحب الغبطة من رفضٍ للمتاجرة بحياة المواطنين في الجنوب اللبناني، الذين ضاقوا بالتصعيد الميداني المُهدِّد للأرواح والممتلكات. ويشجبون شجبًا تامًا محاولات التعريض بإعلان بكركي مُسانَدتها هؤلاء المواطنين ودعوتها إلى رفع سيف القتل والتدمير عنهم. ويُعبِّرون عن ألمهم البالغ أمام الأوضاع المُزرِية التي دفعتهم إليها السياسات المتفرّدة، فيما كان المطلوب السهر على المنطقة الحدودية، من خلال تعزيز الأجواء السياسية والديبلوماسية لتنفيذ القرار الدولي 1701، لا التمادي في تفجير أيامها ولياليها".

يؤكد أحد الاساقفة لـ"المدن" أن "الأوضاع في البلاد تفرض علينا كمسؤولين أن نجاهر بالحقيقة. نحن، ككنيسة، لا غاية أو مصلحة شخصية لنا سوى أن نرى ابناءنا يعيشون بسلام وطمأنينة. وأن نرى بلدنا وشعبنا ينعم بالأمن والاستقرار. فهل من الطبيعي أن يبلغ عدد النازحين أكثر من مئة ألف نازح من الجنوب، في ظل أزمة اقتصادية وظروف معيشية صعبة؟ أليست الحياة الكريمة والآمنة هي هدف كل الدول والحكومات؟".

وما لم يرد في بيان مجلس المطارنة، يسأله الأسقف "بأسف. أين دور الدولة وسط كل ما يجري؟ أين الحكومة؟ وأين المجلس النيابي؟ ألا يُفترض أن تكون، أقله شريكة في القرارات الاستراتيجية التي تطال البلد؟". ويستطرد "نسمع تصريحات مشككة بقدرات الجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية من مسؤولين في الدولة فنسأل، مع السائلين، إذا كان هؤلاء يشككون ويتحفظون على دور الجيش، فماذا نتوقع من العدو ومن سواه؟".

ترسيم مشبوه
وفي الإطار نفسه، وفيما يشدد االمطارنة الموارنة في بيانهم، كما في كل بيان منذ ما قبل الفراغ الرئاسي، على وجوب انتخاب رئيس للجمهورية يؤكدون أنهم "يتابعون تحرُّك اللجنة الخماسية مجددًا على خط تحقيق الاستحقاق الرئاسي، ويأملون بخاتمة إيجابية وسريعة له، تحدّ من معاناة لبنان واللبنانيين". مع تشديدهم أن "هذا لا يعفي السادة النوّاب من واجبهم الدستوريّ في الإسراع بانتخاب رئيس جديد للجمهوريّة".

ويحذّرون "من المحاولات الجارية، دوليًا ومحليًا، لتمريرِ ترسيمٍ مشبوه للحدود بين لبنان وإسرائيل، خالٍ من أيِّ ضماناتٍ دولية واضحة وثابتة. ويلفتون الإنتباه إلى أن التفاوض في هذا الشأن يبقى من اختصاص رئيس الجمهورية، وأن ما يتم خارج رعايته وإدارته وموافقته باطلٌ ولاغٍ".

يختم المطارنة الموارنة بالتذكير بعيد مار مارون يوم الجمعة 9 شباط، وببداية الصوم يوم الاثنين المقبل. وفي السياق، يشير الأسقف إلى أنه "سيكون للبطريرك الراعي رسالة في مناسبة الصوم الكبير، ستعيد التأكيد على مواقف الكنيسة الثابتة لخياراتها التاريخية الوطنية". ويجيب رداً على سؤال "المدن" عن ردود الفعل المتوقعة على بيانهم والاتهامات التي يمكن أن تُساق فيقول: "نحن نرفض كل تشكيك وتخوين واحتكار للوطنية. لا نرضاه للآخرين ولا ندّعيه. لكن من حفروا مجد لبنان على صخوره وفي قلوبهم ورفعوه على صلبانهم وقمم جبالهم وحملوه إلى العالم، يسألون ولا يُسألون في الوطنية وحب لبنان".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها