السبت 2024/01/20

آخر تحديث: 16:34 (بيروت)

نصرالله يجدد التأكيد على "وحدة الساحات والدم ونصرة غزة"

السبت 2024/01/20
نصرالله يجدد التأكيد على "وحدة الساحات والدم ونصرة غزة"
نصرالله:"المؤسسات الدولية خارج الرهان لأنها مرتهنة لإرادة الإدارة الأميركية" (مصطفى جمال الدين)
increase حجم الخط decrease

قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إن عملية "طوفان الأقصى حفرت عميقًا في وجدان الصهاينة هزيمة لا يمكن أن تُمحى". مؤكداً أن "عهد المقاومة الإسلاميّة في لبنان أن تبقى في موقع النصرة لغزّة حتّى انتصار غزّة".
كلام نصرالله جاء في رسالة بعثها إلى الملتقى الدولي الثاني عشر "غزّة رمز المقاومة" وقد تلاها ممثل حزب الله في طهران السيد عبد الله صفي الدين.


خسارات اسرائيل
وقال "ما خسرته إسرائيل حتّى اليوم في غزّة من ضباط وجنود على أيدي مجموعات المقاومة الفلسطينية يتجاوز بأضعاف كثيرة ما خسرته في حرب الـ ٦٧، فالجيش الإسرائيلي الذي احتل في حرب الأيام الستة أكثر من ٦٩٠٠٠ كلم ٢، يُهزم اليوم على جزء من مساحة غزّة، ويعجز عن تحقيق هدف أو إعلان احتلال أو إقتراب من نصر، بل هو يتراجع وينكفئ تحت عنوان الانتقال إلى مرحلة جديدة".

وشدّد السيد نصرالله على أن "غزّة هي الرمز لأنها تعبّر بمقاومتها عن إباء وعنفوان وشموخ وطموحات وآمال شعوبنا المتعطشة للعزة والانتصار". وأكد أن "المقاومة هي التي تعزّ أهلها وحملة رايتها.. المقاومة هي سر العزّة وسر الكرامة ومفتاح النصر".

وأضاف"لقد عمل العدوّ وأسياده منذ احتلال فلسطين على مسارين إثنين، الأول مسار تشريع الاحتلال دوليًا وتلميع صورته وتظهيره ككيان نموذجي متحضّر يمكن أن يُحتذى كقدوة للمنطقة. لقد سجّلوا في المسار الأول نجاحات بارزة لما يمتلكونه من قدرات وهيمنة على المؤسسات الدولية الكبرى وعلى أنظمة الغرب وقواه الفاعلة والمؤثرة، أمّا المسار الآخر فكانت خُلاصته إضعاف وخنق مقاومة الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته وصولًا إلى إخراجها من ساحة التداول العالمي بالاعتماد على القوّة لشطب القوى المقاومة واعتمادًا على خيار التطبيع الذي كفل لهم إخراج أنظمة مؤثرة من ساحة المواجهة".



التطبيع: اللحظة القاتلة
وأردف نصر الله "لقد كان خيار التطبيع وما زال مشروع تطويع لإرادة الأمة، ومشروع تضييع لقضيتها المركزية، ومشروع تهشيم لوحدة خياراتها حتّى كادت أن تتحول قضية فلسطين التي هي قضية الأمة إلى قضية فلسطينية حصرية يتيمة غريبة بين أهلها وقومها وإخوانها. ولقد وضع خيار التطبيع مع العدوّ القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في أرضه في دائرة الاستهداف بل في دائرة الخطر المحدق، وفي مسار إنحداري يُنذر بكل خطر بما يحمله التطبيع مع العدوّ من تآمر وخذلان للشعب الفلسطيني وتخلٍّ عن حقه وقضيته ومقاومته ومستقبله".

واعتبر أنه "في هذه اللحظة القاتلة جاء طوفان الأقصى المقاوم ليخلط كلّ الأوراق وليبدل كلّ الحسابات وليحوّل التهديد إلى فرصة وجودية متقدمة وإلى محطة تحوّل في المسارات التي عمل عليها الأعداء طويلًا. لقد حفر الطوفان عميقًا في وجدان الصهاينة هزيمة لا يمكن أن تُمحى، لقد تهشمت الإسطورة، وتهشم النموذج، وتلاشت الهيبة، وتزلزل المشروع، وعادت القضية التي عملوا طويلًا على خنقها لتتصدّر كلّ جدارات العالم، ولتوقظ العالم من جديد وتعيد الزخم والحضور المدوي ولتظهر نفسها كقضية عالمية ممتدّة وحاضرة في كلّ جغرافيا العالم وأروقته".
وأكد أن "القضية التي تأمر عليها الكثير من الغرب والكثير من الشرق، والكثير من الأبعدين والكثير من الأقربين، ما كانت لتبقى على قيد الحياة لولا مقاومتها وبندقيتها وتضحياتها". 


هجمة الغرب
وقال نصرالله إن "الغرب في هجمته على منطقتنا وفي مقدمته الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا أنهك جسد الأمة وفكرها طولًا وعرضًا بمشاريع التجزئة والتضليل والخداع والتفتيت تساعده أدوات غاشمة وأقلام أثمة وأصوات مأجورة وعقول مستأجرة، فمزق بالطائفية والعنصرية والمذهبية كلّ موحد، وعمق شرذمة كلّ مُشَرذَمٍ، فغابت مشتركات الأمة الكبيرة لصالح اختلافاتها الصغيرة في مرحلة تتعرض فيها الأمة هوية وقدرات ودورًا ووجودًا لمخاطر عميقة عاصفة… لقد عملوا على تمزيق شعوبنا وإشغالها بقضايا التفتيت، ولكن بقيت فلسطين وحدها صمام وحدة، ومسار تلاق، وقاعدة استنهاض".



وحدة الدم والساحة

وتابع "بعد عقود من السعي المركز بدعم أميركي وغربي كامل لتقطيع قضية فلسطين وتجزئتها وتذويبها، جاءت النصرة لغزّة من ساحات لبنان وسوريا والعراق وإيران واليمن أوسع من توقعات العدو، وقد نجحت فصائل المقاومة في محاصرة الكيان الغاصب بالنار على مدى أكثر من ١٠٠ يوم وهو أمر غير مسبوق".

وأکد أن "دماء شهداء نصرة غزّة في لبنان، ودماء شهداء نصرة غزّة في سوريا ودماء نصرة غزّة في العراق، ودماء شهداء نصرة غزّة في اليمن، ودماء شهداء نصرة غزّة في إيران، والتي كان آخرها دماء اللواء السيد رضي الموسوي، كلّ هذه الدماء تتوحد وتلتحم وتتكامل مع دماء شهداء غزّة والضفّة الغربية. إنها وحدة الدم والبندقية والساحة والهدف، وهو ما يؤرق أعداءنا، وهو ما يجب أن نستمر به ونعمل على تزخيمه وتعميقه وتمديده. من يعتقد أن لدى هذه الأمة خيارًا غير المقاومة فهو مخطئ وواهم جدًا جدًا جدًا".


مهزلة إدانة اليمن
وأردف السيد نصرالله أن "المواجهة مع العدوّ ليست مواجهة يوم ويومين، وإنما هي مواجهة مستمرّة ومتواصلة ومتراكمة ويجب أن نبقى حاضرين في هذه المواجهة. وإن احتشاد أساطيل الدول المستكبرة دعمًا لإسرائيل إنما يؤكد وهنها وتزلزلها، وهو ما يجب أن يُصلّب إرادتنا بالتمسك بخيار المقاومة، فإذا لم تتوفّر ظروف تحرير فلسطين اليوم فعلينا أن نُعِدَّ ونستعد لغد وبعد غد".

وشدد على أن "المراهنة على المؤسسات الدولية وما يُسمّى بالمجتمع الدولي فهي كما شهدتم وشهدنا مرارًا إنما هي مراهنة فاشلة خائبة لم تُنتج سوى الحسرة والخسران والخيبة والمرارة"، مضیفا إن "هذه المؤسسات الدولية خارج الرهان لأنها مرتهنة لإرادة الإدارة الأميركية، وقد كان آخر مهازل وتواطؤ هذه المؤسسات هو القرار الذي أدان اليمن في استهدافه للسفن الإسرائيلية دفاعًا عن غزّة وشرع الاستهداف الأميركي البريطاني للأخوة أنصارالله، وتجاهل بكل وقاحة وخبث مليوني مواطن فلسطيني بين شهيد وجريح ومعتقل وجائع وعطشان ونازح في العراء، جراء المذابح والاعتداءات الإسرائيلية".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها