الجمعة 2022/06/03

آخر تحديث: 17:12 (بيروت)

غياث يزبك الذي تفوق على باسيل.. بالألم والقلم

الجمعة 2022/06/03
غياث يزبك الذي تفوق على باسيل.. بالألم والقلم
في خلال أربعة أشهر، التقيت بـ12860 شخصاً وسجلّ عداد السيّارة 17500 كلم (مصطفى جمال الدين)
increase حجم الخط decrease
يدخل غياث يزبك إلى النيابة من باب عريض. نجح الإعلامي العامل في الكواليس التلفزيونية، وحائك أخبارها وبرامجها، في أن يتفوق في دائرة الشمال الثالثة على رئيس "التيار الوطني الحر" في البترون. نال 11094 صوتاً، في حين حصل جبران باسيل على 8922 صوتاً.
"ما بسْكَر من زبيبة"، مثل يردده في أكثر من مناسبة. ينسحب ذلك على قراءته لنتائج الانتخابات، كما على يوم طلب منه رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع الترشح. يقول "التيار تراجع. أنا قمت بـ"فرضي" بافضل طريقة أعرفها. لكن الأهم أن أبناء الدائرة الثالثة، تحديداً أبناء البترون، وجدوا في خطاب القوات اللبنانية ما ينسجم مع تطلعاتهم. هم يعرفون تداعيات الإمعان في استباحة السيادة، واستمرار حزب الله و"التيار" في السيطرة على البلد وعلى المجلس النيابي".
ماذا يعني أن يقوم مرشح بـ"فرضه"؟
يبتسم شارحاً "في حالتي، وفي خلال أربعة أشهر، التقيت بـ12860 شخصاً. سجلّ عداد السيّارة 17500 كلم في بلدات القضاء وقراه".
وكم كلفت هذه الحملة الانتخابية؟ يجيب "فقط وقود سيارتي". قبل أن يضيف: "موازنة الإعلانات والماكينة الانتخابية تولاها الحزب".

"فقراء نعاشر أغنياء"
لا يخجل يزبك من أن يقول مبتسماً "قد أكون من قلة لم تخسر أموالها في المصارف، لأنني لا أملك أموالاً فيها. أنا معدم. ربما هذا قدر عزيزي النفس في هذا البلد. لكنه خيار. كنت أعيش حياة كريمة من راتبي الجيد. لكننا نحن معشر الصحافيين "فقراء نعاشر أغنياء"، على ما كان يقول ميشال أبو جوده، وفي ذلك إيجاز بليغ".
باكراً صادق غيّاث الكلمة. "والدي ميشال كان أستاذ أدب وشاعر وصحافي قديم. عمي نسيم كان من كتّاب الصفحات الأولى في صحف الاستقلال. وكان منزلنا يجمع شعراء وأدباء ذلك الزمن، فيتداخل التربوي بالثقافي بالوطني". لذا بدا طبيعياً أن يلتحق بكلية الإعلام. لكن سبق الكلية وتلاها التزامان مختلفان. شارك في الحرب اللبنانية منذ بداياتها مقاتلاً، وعمره 15 سنة، في صفوف "الجبهة اللبنانية"، كما اختار التسمية، لينتسب لاحقاً إلى "القوات اللبنانية" عند تأسيسها. وبعد التخرج، تزوج من إيلين حايك، المرأة "التي صارت كل حياتي"، وهو لم يتجاوز الرابعة والعشرين من العمر. يقول أنه "يريد أن يشكر زوجته وأولاده الأربعة على دعمهم و..."، تغلبه العاطفة والتأثر، فيخفي غصة ودموعاً نفهم دلالاتها من مسار حياة لم تكن سهلة.

"الدكنجي الفاشل"
غيّاث القواتي الملتزم، والذي يفصل المهنة والموضوعية عن الالتزام السياسي، ساهم بالاشراف والتحضير لإطلاق "المؤسسة اللبنانية للإرسال". عمل مراسلاً وسكرتير تحرير في تلفزيون لبنان. و"يوم رأيت نُذُر الشؤم تضرب لبنان وشبح الموت يرفرف فوق مناطقه، كنت أمام خيارين: إما أن التحق بالمؤسسة اللبنانية للإرسال وإما أن أبقى حيث أنا. وفي الحالتين عليّ أن اشتم القسم الثاني مما كان يسمى "الشرقية"، وأنا لن أفعل. انسحبت. توافقتُ وزوجتي اننا لا يمكن أن نعيش في الغربة، فكان الخيار المتوفّر للعيش بكرامة استثمار "ميني ماركت" في بيت مري. تركت زوجتي عملها كمساعدة اجتماعية وجلست وراء الصندوق وأنا صرت "دكنجي" أقص الجبنة والجمبون".
لم يطل نجاحه كـ"دكنجي" في بيت مري. سرعان مع تحوّل "الميني ماركت" إلى ملتقى صباحي لفنجان قهوة مع غسان تويني حيناً وجبران تويني أحياناً، ولاحقاً لطلاب الجامعات الذين يطلبون مساعدة دراسية. وتولى "الجيش السوري الذي دخل المنطقة عام 1990 إفراغ الميني ماركت من موجوداته".
لاحقاً عمل في الـICN والـMTV ليهاجر بعد إقفالها للعمل في الكويت. "ضعفت في شهر ونصف شهر 28 كيلو"، يقول شارحاً "لست معدّا للغربة ولا قدرة لي على تحمّلها".

غابة تماسيح
لم يكن غياث بعيداً عن الشأن العام: "خضت غماره بالألم والقلم" يقول.
وكيف يرى أولى التجارب في المجلس النيابي وموقف المعارضة؟ "يجب أن تتوحد المعارضات لتكون الأكثرية. التجربة الأولى لم تكن جيدة، لكنها ليست آخر المطاف. في المجلس اليوم مجموعة من التغييريين غير مجرّبة بعناوين صادقة وشفافة، قد تصلح لنظريات أكاديمية، والمطلوب اليوم تطبيق هذه النظريات على أرض الواقع في غابة من التماسيح، تضم حزب الله والتيار الوطني الحر وأمل". يضيف: "إذا تعذّر علينا تشكيل جبهة سيادية موحدة، كما اقترح وليد جنبلاط، أقله التوافق على المواقع والمواقف السيادية".
ماذا عن الاستحقاق الآتي بتسمية رئيس حكومة؟
يجيب "لم تُعدم الطائفة السنيّة من خيرة الرجال الوطنيين القادرين على لعب دور في هذه الظروف الصعبة. نتمنى أن نصل إلى توافق واسع مع السياديين على تسمية شخصية تلبي طموحات اللبنانيين بوضع البلد على سكة التعافي".
يتشعب الكلام في السياسة والإعلام مع غياث يزبك وتكثر الأفكار والتطلعات، على أمل أن يكون لناخبيه من اسمه نصيب.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها