ينهض ليحضّر فنجان قهوة جديد ويقول: "ما يفكرون به ويعبرون عنه يشاركهم فيه، على الأرجح، 80 بالمئة من الشعب اللبناني. تجربة الأمس لم تكن مشجعة كثيراً. أظن أن المدخل الوحيد للوصول إلى الحلول التي نطمح جميعاً إليها هو تضامن كل السياديين والتغييريين والمعارضين. يجب أن يعرف التغييريون أننا لسنا ضد بعضنا البعض. الاختلاف صحي ومطلوب لكن من الضروري التوافق على العناوين العريضة.
فتى الكتائب
على خطى والده كريم درس جهاد في مدرسة سيدة الجمهور ودخل لاحقاً، سنة 1992، إلى حزب الكتائب أيام رئاسة جورج سعادة.
كان صديقاً للشهيد بيار الجميّل وميشال مكتّف وعمل معهما على إعادة الروح الكتائبية للحزب. بعد إغتيال بيار انسحب من العمل الحزبي وانصرف إلى الأعمال. أسس سلسلة مطاعم في مصر، هو الذي كان قد تخصص بالعلوم الاقتصادية في باريس.
في الاسبوع الماضي، وبعد نجاحه في الانتخابات تقدم باستقالته من حزب الكتائب ليتفاجأ بـ"حملة على وسائل التواصل الاجتماعي تتناقل كتاب فصلي من الحزب، قيل أن تاريخها يعود إلى نحو شهر ونصف الشهر، مع العلم أنني لم أتبلغ شيئاً في هذا الصدد". ببرودة يضيف: "شحطوني أو شحطت نفسي، أنا اليوم خارج الحزب".
وهل يمكن أن ينتسب إلى "القوات اللبنانية"؟ يرد "ممكن، لم أفكر بالموضوع. لكن الأكيد أنني مؤمن بالعمل الجماعي".
ابن أبيه
إلى هنا قد تتشابه مسيرة الأب والابن. لكن الخلاف يبدأ من رأي جهاد بـ"التيار الوطني الحر". يقول "لم أنسجم معهم يوماً. قد يكون من السهل الآن قول ذلك. لكن هذا كان رأيي من 1988. لا أحد كان مهتماً بمعرفة رأيي يومها، فأنا لست سياسياً".
يعبر عن حبّه وإعجابه بوالده مراراً في الحديث. "هو تاج راسي، لكننا نختلف في السياسة ولا ننجح في إقناع بعضنا". يقول "على أي حال هنالك من يحبون والدي وهنالك من لا يحبونه، لكنّ أحداً لا يمكنه القول أنه ليس ذكياً ولا يملك رؤية ومنطقاً. وهو لم يقتل أو يسرق أو يشارك في الفساد".
ما هي أكبر خطيئة ارتكبها والدك في السياسة؟
يطلب وقتاً للتفكير قبل أن يضيف "لا أظنه ارتكب خطيئة. الأكيد ارتكب أخطاء ككل من يمارس الشأن العام. ولكن لا أتذكر موقفاً أو خياراً محدداً لأقول هذا هو".
ولكن هل ينزعج جهاد بقرادوني من مقارنته بوالده؟
"أتشرف بالمقارنة" قبل أن يضحك قائلاً "بطلع خسران".
تنتهي المقابلة. يتذرع بقرادوني بمرافقتي إلى موقف السيارات. يصعد على دراجته النارية وينطلق في موقف بداً مكرراً لمرافقَيه اللذين أسقط بأيديهما فوقفا متذمريّن.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها