الإثنين 2022/05/09

آخر تحديث: 15:54 (بيروت)

بيروت: تكثيف الضغط العربي على الحريري لتحرير الصوت السنّي

الإثنين 2022/05/09
بيروت: تكثيف الضغط العربي على الحريري لتحرير الصوت السنّي
"بيروت التغيير" باتت تنافس بزخم في الآونة الأخيرة (الأرشيف، غازي غريب)
increase حجم الخط decrease
مع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي، لا تزال الصورة في دائرة بيروت الثانية غير واضحة المعالم. فقد "ضاعت الطاسة" في الدائرة بين ارتفاع نبرة البعض بالمقاطعة في الطائفة السنيّة التي تشكّل قاعدة رئيسية في هذه الدائرة، وفق شعارات الوفاء للرئيس سعد الحريري من جهة، وتعدّد اللوائح وشرذمة الأصوات من جهة أخرى.

المملكة تضغط
لم تبد المملكة العربية السعودية رضى عن دعوة الحريري لأهل السّنة في بيروت ولبنان إلى مقاطعة الانتخابات النيابية، ممّا لذلك من تأثير سلبي على التوازن السياسي الذي يُعتبر السنّة ركناً أساسياً فيه كطائفة مؤسسة للدولة الوطنية اللبنانية. إذ تعتبر السعودية أن المقاطعة تساهم في تسليم العاصمة بيروت أولاً، وباقي لبنان ثانياً لحزب الله على طبق من ذهب.

تشير المعلومات لـ"المدن" إلى أنّ السعودية تضغط على سعد الحريري للتراجع عن المقاطعة وتحفيز الطائفة السنيّة في بيروت للإدلاء بصوتها في صناديق الاقتراع، لرفع نسبة التصويت. وما يؤكّد ذلك هو خطاب مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في عيد الفطر، عندما شدّد على ضرورة المشاركة بكثافة في الانتخابات المتوقّع حصولها في 15 أيار 2022.

كما يؤكّد مصدر لـ"المدن" على أنّه في حال تراجع الحريري عن مبدأ المقاطعة وتشجّع المؤيّدون على التصويت، تصب الأصوات في مصلحة لائحة "بيروت تواجه" المدعومة من الرئيس فؤاد السنيورة. والسبب وراء ذلك يعود إلى مشروع مواجهة حزب الله سياسياً، كونها من أبرز اللوائح العالية النبرة بوجه سلاحه غير الشرعي.

بالتوازي تشير مصادر دبلوماسية عربية لـ"المدن" إلى أن حراكاً سياسياً تقوده دولتان عربيتان عبر مسؤولين دبلوماسيين وأمنيين مع الحريري، لإقناعه بالدعوة للمشاركة الكثيفة في هذا الاستحقاق للإبقاء على الصيغة اللبنانية التي كرسها اتفاق الطائف. وتؤكد المصادر أن الحريري لم يعطِ حتى اللحظة أجوبة على المطالبات العربية بالتجاوب مع المشاركة. لذا فإن حالة من الترقب تسود الصالونات السياسية بانتظار موقف الحريري الإيجابي المتماهي مع الموقف العربي والخليجي الرافض على تسليم البلاد لحزب الله.

بيروت التغيير تتقدّم
في المقابل يبدو أنّ خيار المقاطعة لم تصل أصداؤه إلى دول الاغتراب، اذ اعتبرت دائرة بيروت الثانية من أعلى نسب التصويت، فحصدت ما لا يقلّ عن 40 في المئة من نسبة الاقتراع. ومن المتوقّع أن ينعكس ذلك على مشاركة أهالي بيروت في البلد يوم الأحد المقبل.

وتفيد المعلومات لـ"المدن" أنّ "بيروت التغيير" باتت تنافس بزخم في الآونة الأخيرة لتزداد حظوظها في الدائرة. ولكن اللافت هو أن من المتوقّع أنّ تحصل هذه اللائحة على حاصل واحد مع كسر كبير. والمرجّح أن يكون من نصيب ابراهيم منيمنة الذي سبق أن ترشّح في العام 2018، ولكن لم يحالفه الحظ. ولو ارتفعت نسبة التصويت فمن المرجح فوز نقيب المحامين السابق ملحم خلف بمقعد آخر ما يقلل حظوظ لوائح أخرى.

وعن إمكانية الخرق، أوضح مصدر لـ"المدن" أنّ يبقى ذلك صعباً بسبب وجود لوائح الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل)، وجمعية المشاريع الإسلامية (الأحباش). لكن في حال نجحت بيروت التغيير في خرق أحد المقاعد، فسيكون ذلك على حساب مقعد الأقليّات لصالح المرشّحة نهاد يزبك.

"هيدي بيروت" متأرجحة والحوت يتراجع
لا يزال المشهد ضبابياً للائحة "هيدي بيروت" التي يرأسها نبيل بدر. فالتوقّعات متأرجحة بينه وبين رئيس المكتب السياسي في الجماعة الإسلامية عماد الحوت. ويذكر أنّ الحوت حصد في انتخابات العام 2018 ما يقارب 3800 صوت، وحينها كان يحظى بدعم من الجمعيات الإسلامية والبيئة المحافظة في العاصمة بيروت. أمّا في هذا الاستحقاق، فيغيب الدعم من معظم الجمعيات الإسلامية التي تنقسم أصواتها بين ابراهيم منيمنة ولائحة "بيروت تواجه" التي يدعمها السنيورة والاشتراكي والقوات. وكذلك قد تذهب الأصوات لصالح بدر، ومن المتوقّع أن يسبق الحوت بحوالى 1500 صوت، ممّا يضع لائحته أمام حاصل واحد.

وعليه، تشير المعلومات أن الماكينة الانتخابية للحوت باتت تتحدث في الكواليس عن صعوبة في تحقيقها الفوز، طالما أن رئيس جمعية بيروت للتنمية أحمد هاشمية يقوم بتحشيد الأصوات لصالح بدر من بيئة المستقبل وعبر المفاتيح الانتخابية في المناطق الشعبية في بيروت، فيما الجماعة الإسلامية تعيش تراجعاً ملحوظاً منذ سنوات. فجزء كبير من مناصريها وأعضائها السابقين حسم قراره بالتصويت للائحة بيروت التغيير، وتمظهر ذلك في انتخابات المغتربين.

أمل مخزومي وراحة الثنائي
أمّا النائب فؤاد المخزومي الذي يحاول إقناع أهل بيروت بضرورة انتخابه، وعمل على تأمين الحصص الغذائية إضافة إلى الأموال الانتخابية، فلا يزال أمامه تأمين حاصل واحد لصالحه. لكنه يعوّل على ثلاثة حواصل. وتشير الإحصاءات إلى أنّه من الصعب جدّاً حصوله على حاصليْن.

في خضّم اللوائح المتعدّدة والأصوات المشتّتة في بيروت، يبدو الثنائي بصحبة الأحباش أكثر ارتياحاً، ومستفيد من انكفاء الحريري ومقاطعة بعض الطائفة السّنية للانتخابات النيابية. وتشير الاستطلاعات إلى أنّ لائحة الثنائي في بيروت، وفي حال تدنّي نسبة التصويت في الدائرة الثانية، تحصد ما لا يقل عن حاصليْن، مع ضمان مقعد على الأقل للأحباش. ومن المرجّح أن يكون للمرشّح عدنان طرابلسي، ضمن ثلاث مقاعد في بيروت الثانية مجاناً ومن دون مجهود يذكر.

المعركة في بيروت محتدمة ومناخها مختلف عن السنوات الانتخابية السّابقة، إذ يحدد مصير المعركة المقاطعة أو المشاركة السنية الكثيفة. كلّ المعطيات تعتبر حتى اللحظة حبراً على ورق، لتكون كلمة الفصل يوم الأحد 15 أيار.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها