السبت 2023/06/03

آخر تحديث: 13:47 (بيروت)

خلافات "الجماعة" تنتقل إلى تركيا.. وانقسام حول فرنجية وأزعور

السبت 2023/06/03
خلافات "الجماعة" تنتقل إلى تركيا.. وانقسام حول فرنجية وأزعور
اعتبر النائب الحوت أن فرنجية لا يعبر عن المواصفات الرئاسية المطلوبة (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

يستمر واقع الصراع الداخلي في الجماعة الإسلامية بين فريقين مضادين، الأول بات ينزلق باتجاه التماهي الكلي مع حزب الله والانفتاح على النظام السوري، والثاني بات أقرب إلى تركيا والمحيط العربي. وكلا الطرفين وصل الأمر بعلاقتهما حد التحريض الداخلي، خصوصاً بعد إعلان الأمين العام للجماعة محمد طقوش ترحيب الجماعة بعودة سوريا للحضن العربي، خلال ندوة فكرية في مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي، وحضرها عدد من الوجوه القريبة من حزب الله وممثلون عن السفارة الإيرانية. وهذا الموقف تبعه توتر داخلي، خصوصاً أن القاعدة التنظيمية للجماعة لاتزال مؤيدة للمعارضة السورية في وجه النظام.

الصراع في مكتب تركيا
بالمقابل، فإن الجناح المحسوب على حزب الله نقل الصراع التنظيمي الداخلي إلى مكاتب الخارج، بأشكاله الفكرية والسياسية، وتحديداً إلى مكتب اسطنبول، والذي يشرف على أعضاء الجماعة المتواجدين في تركيا، بعد أن بات عددهم يسمح تنظيمياً بتشكيل مكتب خارجي. وهذا الصراع وجد مكاناً له في تركيا، ويهدف تواجد المكتب أيضاً فتح علاقات مع الحزب الحاكم، الأمر الذي استدعى لاحقاً تأسيس جمعية تابعة للجماعة أطلق عليها اسم "توليب"، بهدف توحيد الجالية اللبنانية تحت سقف الجماعة بكونها طرفاً سياسياً منظماً.

وآخر فصول هذا الصراع تجلى في أمرين:

الأول: عدم القدرة على انتخاب مكتب الجماعة في إسطنبول، وإدارة جمعية توليب، وذلك بسبب فقدان النصاب، خصوصاً أنه إذا جرت الانتخابات ستؤدي -وفقاً لمصادر متابعة- إلى وصول أعضاء محسوبين على الأمين العام السابق عزام الأيوبي والنائب عماد الحوت، لا سيما أن معظم الهيئة الناخبة المتواجدة في إسطنبول هي من طرابلس وبيروت. وهذا الأمر يرفضه الفريق المهيمن على الجماعة، حيث يسعى فريق طقوش الى إيصال محمد الرملاوي، الذي يعمل موظفاً في إحدى الجمعيات الفلسطينية. وهذا الأمر بات مرفوضاً من الهيئة الناخبة. وذلك لانشغال الأخير بمهام تنظيمية في الجماعة وحركة حماس، كما أن المسؤولين في بيروت أوفدوا القيادي بلال عثمان والذي يتولى منصب المسؤول الأمني في طرابلس، لإقناع الناخبين بانتخاب الرملاوي.

ثانياً: فاتح مسؤولون في حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم منذ أيام قليلة، قيادات الاخوان المسلمين في تركيا، بأن الرملاوي وفريقه في جمعية "توليب"، حرضوا الناخبين اللبنانيين والعرب الذين يحملون الجنسية التركية على عدم انتخاب أردوغان في الرئاسة، وإعطاء أصواتهم لتحالف المعارضة في الانتخابات العامة البرلمانية، وذلك لعلاقة هذا الفريق بحزب السعادة التركي (إخوان تركيا) وحزب المستقبل الذي يقوده أحمد داوود أوغلو. فحزب السعادة يقدم دعماً مالياً مفتوحاً للجمعيات الإسلامية العربية ويستضيف مؤتمرات دورية عن القضية الفلسطينية واليمنية، الأمر الذي تسبب بانزعاج رسمي، على الرغم من ضآلة الأصوات اللبنانية والعربية وعدم تأثيرها في مسار الانتخابات.

وعليه فإن فصول هذا الصراع تستكمل طريقها مع اشتداد حماوة الصراع الداخلي على الجمعيات والمؤسسات، والتي تعتبر أبرز نقاط الصراع، باعتبار وجود وفرة مالية لديها وإمكانياتها الواسعة وامتلاكها عشرات المدارس والمؤسسات الطبية والخيرية، على الرغم من وقف التمويل العربي والخليجي للجمعيات الإسلامية منذ سنوات.

الحوت يحرج طقوش
بالتوازي يستمر الافتراق في المواقف السياسية بين نائب الجماعة عماد الحوت والقيادة المركزية، وذلك على خلفية الاستحقاق الرئاسي اللبناني. وتشير المعطيات الى أن وفداً من الثنائي الشيعي زار الأمين العام للجماعة، محمد طقوش، والتقاه بحضور مسؤولين في المكتب السياسي. وذلك سعياً لحصول على أصوات النواب السنّة لصالح سليمان فرنجية. وعلى ما يبدو كان اللقاء "إيجابياً".

ثم يتفاجأ الجميع بمشاركة الحوت التلفزيونية الأخيرة، ليعلن رفضه التصويت لمرشح يمثل تحدياً لجزء من اللبنانيين، ويعتبر أن فرنجية لا يعبر عن المواصفات الرئاسية المطلوبة. الأمر الذي فاقم الهوة بين الحوت وقيادته الجديدة، والتي تتهمه بالتفرد بالمواقف والقرارات.

وحسب المعلومات، فإن الحوت يميل مع جزء من النواب السنة للتصويت لجهاد أزعور، كونه مرشحاً يحظى بدعم الأطراف المسيحية واللقاء الديموقراطي وجزء من التغييرين والمستقلين وبعض النواب السنّة. وهذا الموقف مرهون بالمشاورات التي يجريها الحوت مع زملائه في تكتل الاعتدال الوطني والتكتل النيابي المستقل ونواب من البقاع وطرابلس. لذا، فإن هذا السياق أدى لإحراج طقوش داخلياً وخارجياً، وتحديداً في ظل ترميم العلاقة مع حزب الله والحوارات القائمة مع النظام السوري.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها