السبت 2023/05/06

آخر تحديث: 10:29 (بيروت)

تململ داخل"الجماعة"رفضاً للتماهي مع الممانعة:هل يستقيل نائبها؟

السبت 2023/05/06
تململ داخل"الجماعة"رفضاً للتماهي مع الممانعة:هل يستقيل نائبها؟
الالتصاق السياسي مع حزب الله وحلفائه يهدد وحدة الجماعة وتماسكها (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

كباقي المكونات السنية التي تعيش ارباكاً وتململا سياسياً وداخلياً، تستمر الجماعة الإسلامية في لبنان في أزماتها، ربطاً بنتائج انتخاباتها الداخلية والتي افضت لوصول قيادة سياسية جديدة على ارتباط وثيق بحزب الله.

هذا الالتصاق السياسي مع الحزب وحلفائه في لبنان بات يهدد وحدة الجماعة وتماسكها ، في ظل الصرخة الداخلية التي باتت تتحدث عن "رفض كلي لحالة التماهي مع خطاب حزب الله واحياناً المزايدة عليه في المواقف".

تحالف مع الممانعة ومصالحة مع السرايا
منذ أيام انتشرت صورة وخبر عن زيارة لوفد من سرايا المقاومة الى الجماعة، حيث ضم الوفد مسؤول السرايا في بيروت الحاج أبو رضا والحاج أبو حوراء والحاج ابوعلي جهاد والحاج صادق. فتحت هذه الصورة سجالات وسط الجماعة على اعتبار أن "سرايا المقاومة جزء من مشروع ميليشيا مسلحة تمارس أفعالاً خارجة عن القانون في مناطق ذات "نفوذ سني" وكانت على خصومة مع معظم المكونات السنية في المناطق اللبنانية بسبب أدائها خلال مرحلة الصراع السياسي وخاصة في بيروت وصيدا والاقليم".

وتشير المعلومات أن هذا التواصل والتعاون يعود إلى مصالحة أجراها حزب الله بين السرايا والجماعة منذ فترة شهرين من خلال مسؤول ملف السرايا والقوى الحليفة في الحزب أبو قاسم عياد مع مسؤول الأمن في الجماعة مقداد قلاوون ومسؤول السرايا أبو رضا، كذلك اللقاءات المستجدة بين الجماعة ومسؤولين في الحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب التوحيد العربي.

بالتوازي فإن حالة الاستفزاز داخل الجماعة ليست وليدة اليوم، بل تعود لأشهر، ولها أسباب عديدة وهي انفتاح الجماعة على قوى 8 آذار حصراً من خلال:

أولاً: الزيارات والمباركات لمسؤولي قوى 8 آذار لمقر الجماعة واهمهم رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب، ومسؤولين من حزب الله وحركة أمل وحزب الاتحاد وتيار المردة والحزب الديمقراطي اللبناني، إضافة للملحق الثقافي في السفارة الإيرانية والذي أدى صلاة الجمعة في مقر الجماعة ما أثار حفيظة المشاركين.

ثانياً: المواقف السياسية للأمين العام للجماعة محمد طقوش وحديثه المستمر عن التلاقي والتشابه بين حزب الله والجماعة، في صحف ومواقع ولقاءات داخلية وخارجية، وهو ما يزعج الصف الداخلي والبيئة المحيطة والتي باتت تعتبر أن الجماعة تتجه للتحالف مع الحزب في استحقاقات مقبلة.

ثالثاً: التواصل بين الجماعة ومسؤولين في النظام السوري عبر فصائل فلسطينية وحزب الله. وتكرر هذا التواصل عبر زيارات مسؤولين في الجماعة لدمشق لمرات عديدة، الأمر الذي سبب ارباكاً داخلياً ونقمة تنظيمية على اعتبار أن الجماعة وخلال سنوات الربيع العربي انحازت ومؤسساتها للثورة واللاجئين السوريين.

هل يستقيل الحوت؟
بالمقابل، يبدو نائب الجماعة الوحيد الدكتور عماد الحوت بعيداً عن الصورة الداخلية، حيث يغيب نائب بيروت عن لقاءات وزيارات الجماعة ومكتبها السياسي، باستثناء مشاركته في زيارة مفتي الجمهورية عبداللطيف دريان. وتتحدث المصادر الداخلية في الجماعة أن الحوت بات أكثر ميلاً للإنكفاء عن الواقع التنظيمي، لمجموعة أسباب يجري الحديث عنها:

يعتقد الحوت أن اقصاءه مع الأمين العام السابق عزام الايوبي ورئيس هيئة علماء المسلمين أحمد العمري عن المشهد التنظيمي هدفه الحقيقي هو جر الجماعة بقوة الامر الواقع الى التحالف والتماهي الكلي مع الحزب وحلفائه، وهذا ما يجري مؤخراً في المواقف المعلنة واللقاءات والاجتماعات.

كذلك فإن الحوت وفريقه بات ممتعضاً من السيطرة الكاملة "لجهاز الأمن" على مفاصل الجماعة وآخرها تعيينات المكتب السياسي والجمعيات الرديفة، وتوزيع المهام الحساسة على هذا الفريق غير الخبير في متاهات المشهد السياسي وتفصيلاته الأمنية.  وهذا المسار سيؤدي الى اسقاط خطاب الممانعة تدريجياً على ادبيات التنظيم.

يترجم الامتعاض المشار إليه، بالحركة اليومية للحوت برلمانياً وسياسياً مع مكونات أخرى ومشاركته في لقاء خلدة واجتماعات الصيفي النيابية عند حزب الكتائب، وتنسيقه اليومي مع النواب نبيل بدر ووضاح صادق وفؤاد مخزومي، إضافة لنواب عكار والشمال، واعلانه المسبق رفض التصويت لمرشح الثنائي الشيعي.

أدار الحوت يزعج بشكل كبير الأمين العام محمد طقوش، ورئيس المكتب السياسي علي أبو ياسين إضافة لمسؤول الأمن مقداد قلاوون. ويجري الحديث داخل الجماعة عن توجيه كتاب لوم للحوت بحجة عدم تنسيق مواقفه وتحركاته مع القيادة الداخلية.

وتشير المعلومات أن حالة النزاع الحاصل بين القيادة الحالية المتكئة على علاقتها بحزب الله وحركة حماس، وبين القيادة السابقة الأكثر ميلاً للحضن العربي والتركي قد تؤدي الى استقالات أخرى مستقبلية خصوصاً لدى الشريحة الرافضة للحزب والنظام في سوريا، فيما الفريق الممسك حالياً يعتقد أن المصالحة السعودية-الإيرانية والانفتاح العربي على الأسد مناسبة للتوافق مع الحزب والاستفادة من مناخات التقارب الحاصلة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها