نوّاب "التغيير" يعبرون إلى المجلس برفقة أهالي ضحايا المرفأ

انطلقت صباح اليوم الثلاثاء مسيرة شعبية بدأت من مرفأ بيروت وصولاً إلى مجلس النوّاب، وذلك مرافقة للنواب "التغيريين" الجدد، الذين عبروا إلى البرلمان النيابي وعددهم 15، ويعتبرون جزءًا من الثورة التي اندلعت في 17 تشرين 2019.

المسيرة
من مرفأ بيروت، حيث وقع الانفجار الكارثي، كانت نقطة انطلاق المسيرة، وذلك للإضاءة على رمزية وأهمية هذا المكان، ولتذكير النواب الجدد بضرورة رفع هذه القضية، وإحيائها من جديد داخل مجلس النوّاب. وانضم إلى الحشد النوّاب، ومنهم ميشال الدويهي، مارك ضو، إبراهيم منيمنة، نجاة صليبا، لينضم اليهم لاحقاً فراس حمدان.

قبل التوجّه إلى المجلس، توقّف النوّاب عند تمثال الشهداء في ساحة الشهداء ووضعوا إكليلاً من الورد بجانبه تحيّة لأرواح ضحايا الرّابع من آب. كلّ ذلك، وسط حشد شعبي كبير خالٍ من المرافقين وقوى الأمن.

بعد ذلك، كانت الوجهة إلى ساحة سمير قصير، تلك السّاحة الصغيرة التي باتت رمزاً لثورة الحريّة وتحتضن التجمّعات الشبابية والسياسية. هناك تجّمع كلّ النواب، لتكون نقطة الانطلاق نحو ساحة النجمة حيث البرلمان النيابي.

"افتحوا البواب، وصلوا النواب"، مع هذه الهتافات تجمّع الجمهور أمام مدخل المجلس، مطالبين القوى الأمنية بإزالة الحواجز لتسهيل مرور "نوّاب الشعب". ووسط كلمة "ثورة" التي نادى بها الحاضرون بأعلى صوتهم، عبر فراس حمدان الحاجز إلى ساحة النجمة برفقة زملائه الجدد.

نوّاب الناس
مع هذه الحماسة كان هناك وجهتا نظر لهذه المسيرة. فمنهم من احتفى برمزيّتها، ومنهم من اعترض عليها خوفاً من أخذ الأمور إلى منحى "تأليه" النوّاب الجدد، والوقوع في فخّ المدح التقليدي. أمّا النائب المنتخب ميشال الدويهي، فقال لـ"المدن" إنّ لهذه المسيرة رمزيّة كبيرة تتمثّل بسيْر النوّاب إلى جانب الشعب لأنهم من رحم هذا الشّعب. وعبّر قائلاّ: "في أحلى من هيك؟"

وتوافق النائب المنتخب عن دائرة بيروت الثانية إبراهيم منيمنة مع زميله الدويهي، فشدّد على أنّ السياسة ملك الناس وأن الشعب هو من أوصلهم لهذا المنصب، وبالتّالي هم من اختاروهم ومن حقّهم السيْر معهم ومحاسبتهم.

نائب المجلس
وعن سبب عدم طرح مرشّح آخر لرئاسة المجلس بدلاً من النائب نبيه برّي، وكذلك طرح مرشّح لنيابة رئاسة المجلس كالنائب المنتخب ملحم خلف أو النائب المنتخب الياس جرادي، اكتفى كلّ من الدويهي ومنينمة بالصّمت تحفّظاً وقالا لـ"المدن" إنّ الجواب سيكون في صندوق الاقتراع.

وأكّد منيمنة لـ"المدن" على أنّه اتفق مع زملائه على اسم، ولكنهم يفضّلون التكتّم عن الموضوع لتكون المفاجأة داخل المجلس.

أهالي الضحايا
كان في طليعة المسيرة أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت، رافعين صور ذويهم. وفي حديث مع زوجة الضحيّة محمّد دمج، أوضحت رندا أنّها تأمل بأن يحرّك النوّاب الجدد ملف التفجير، لأن لا تغيير برأيها من دون تحقيق العدالة، مشدّدة على أنّهم لن يعطوا النوّاب أكثر من فرصة، فهم تحت مجهر المراقبة والمحاسبة.