نائبة جزين المنتخبة غادة أيوب: يستفزني خطاب التقية والخوف

لا ترتبك غادة أيوب، الفائزة عن المقعد الكاثوليكي في دائرة الجنوب الأولى-جزين، وهي تُعبّر عن معظم آرائها من دون أي تحفظ أو تردد.

فابنة كفرفالوس، التي عاشت طفولتها في مغدوشة، لتتزوج وتستقر في عبرا منذ 22 عاماً، يستفزها خطاب الخوف والتقية، أو سياسة الخطابين. كان يصدمها أن تسمع في الغرف المغلقة "شكاوى الناس واعتراضهم على كثير من السلوكيات والمواقف، فلا تجد ما يعكسها أو يضيء عليها في خطاب نواب المنطقة ومنطقهم".

أستاذة القانون
تزعجها تسمية "مسيحيّو الأطراف"، وكأن لهم خصوصية بالمعنى السلبي. ولا تخفي أن "حذر" والدها في اختيار أسماء أبنائه لتكون بلا هوية طائفية دفعها إلى تسمية ولديها الشابين: جان-بول وكارل.

لم تفعل ذلك على خلفية طائفية بل من باب نقيضها تماماً: "فوحده الإنسان الحر والصادق قادر على الانفتاح ومدّ الجسور وبناء الصداقات والعيش معاً بكل غنى التنوع مع الحفاظ على الندّية في العلاقات".

حين سكنت في عبرا بعد زواجها من إيلي بو فاضل نسجا علاقات صداقة كثيرة في المنطقة حتى صارا من نسيجها. هو ابن المتن الذي قصد والده المنطقة للعمل والاستثمار فاستقر فيها وكبرت العائلة هناك.

قبل زواجها نالت أيوب إجازة في الحقوق من الجامعة اللبنانية -الفرع الأول في الصنائع. لاحقاً حازت على دكتوراه دولة في الحقوق من الجامعة اللبنانية أيضاً، وهي أستاذة محاضرة فيها. لذا، لا يبدو غريباً انفعالها عند الحديث عن واقع الجامعة. تقول "أنا أحب هذه الجامعة، ولا يمكنني أن أتقبل الانهيار المتواصل فيها. جامعتنا منسية ويتواصل تهميش دورها وأساتذتها وموظفيها و86 ألف طالب يدرسون فيها".

ستحمل أيوب ملف الجامعة اللبنانية معها إلى مجلس النواب. كذلك ستتابع "موضوع إقرار اللامركزية الإدارية الموسعة، وملف استقلالية القضاء". 

المالية العامة والضرائب
لكن ماذا عن واقع المالية العامة والحلول الممكنة لواحدة من أقسى الأزمات المالية والنقدية التي يختبرها لبنان، وهل على اللبنانيين توقع ضرائب موجعة، وهي الخبيرة في هذا الملف، كونها أستاذة محاضرة في الموازنة العامة والقانون الضريبي؟

تجيب أيوب "الإجراء الأول المطلوب هو تفعيل دور أجهزة الرقابة وإدارة الدولة وفق القانون. ما يعني وجوب إجراء قطع حساب للموازنات السابقة لنتبين النفقات والواردات، ونعرف واقع الدولة المالي. يصار بعدها إلى إصلاح المالية العامة. فماذا تنفع زيادة الضرائب إن لم تترافق مع ضبط الانفاق والهدر؟ وفي هذا الإطار، عندما نشدد على السيادة وضبط الحدود فإن له أيضاً تداعيات اقتصادية، تماماً كما ضبط الجمارك ووقف التهرب الضريبي. المطلوب سلة إصلاحات متكاملة، وليس حلولاً مجتزأة، يجب أن تُقرّ وتنفذ خلال ستة أشهر، قبل أي حديث عن زيادة الضرائب. نحن نملك نظاماً ضرائبياً تصاعدياً، لكن ضرائبنا متدنية، لأنه في الموازاة تقصير الدولة كبير في الخدمات التي تقدمها لدافعي الضرائب".

"القوات" و"الثورة"
تتهيأ أيوب للاجتماع الأول اليوم الخميس ضمن تكتل "الجمهورية القوية". ومع تكرار توضيحها أنها مستقلة ولم تنتسب يوما إلى حزب، إلا أنها تصرّ على إبداء إعجابها واحترامها لـ"القوات"، و"كيفية إدارة الانتخابات واحترامها لخصوصية كل مرشح ومنطقة. وأنا مؤمنة بدور الأحزاب في الإنجاز وتطوير العمل السياسي والضغط والعمل لإقرار المشاريع التي تخدم البلد. لذلك، لم أشارك يوماً في أي نشاط للثورة. لكنني لم أتردد في الترشح للانتخابات حين عرضت عليّ القوات اللبنانية ذلك".

تسارع إلى التوضيح: "أعرف أن ما يجمعنا مع من يمثلون الثورة أو حزب الكتائب أو آخرين من المستقلين كثيرٌ، لذلك أكرر دعوتي لمن فاز منهم في الندوة البرلمانية إلى العمل على استراتيجية سيادية نتوحد من خلالها، كل قوى المعارضة، حول مبادئ وثوابت تحقق أهدافنا وما يطمح إليه اللبنانيون".

لا ترتبك غادة أيوب في الكلام. لكن حين تتحدث عن "الماضي" تتأنى في اختيار الكلام: "فالحرب صفحة طويناها مع اتفاق الطائف بكل أوجاعها وأهوالها. نحن أبناء اليوم والغد. وكم هو معبّر اسم لائحتنا: وحدتنا بصيدا وجزين. وأتمنى أن نتوحد جميعاً من أجل لبنان، لنستطيع أن ننظر في عيون أبنائنا ونقول لهم: صدقاً لقد حاولنا. صدقاً لقد حاولت، ويجب أن ننجح".