السبت 2022/11/05

آخر تحديث: 17:25 (بيروت)

قراءة لبنانية في الزيارة البابوية إلى البحرين

السبت 2022/11/05
قراءة لبنانية في الزيارة البابوية إلى البحرين
البابا لا يزور دولة لا رئيس جمهورية لها (رويترز)
increase حجم الخط decrease
 

ينظر اللبنانيون، تحديداً المسيحيون منهم، إلى زيارة البابا فرنسيس إلى البحرين بعين الإعجاب والحسرة معاً. فـ "بابا الإنفتاح" يزور ثالث دولة عربية ليخوض غمار"الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني"، وهو عنوان ملتقى الحوار الذي نظمته البحرين.

في عيون هؤلاء ووجدانهم، لبنان هو أرض هذا الحوار والعيش المشترك. هو المؤتمن على "الرسالة" طالما أن "التنوع الطائفي، من صميم تكوين البلد وأهله، في حين أن معظم المسيحيين في دول الخليج هم من العمال والموظفين الوافدين والمقيمين في تلك البلدان"، على ما يقول مسؤول كنسي، قبل أن يسارع إلى التوضيح إلى "ان زيارة البابا للمرة الثانية إلى دولة خليجية بعد الإمارات هو تاكيد لسعيه الحثيث إلى الحوار واعلاء لغة المحبة والسلام بين البشر. والبابا أفضل من يتكلم عن نفسه. فهو قال في كلمته أمام مجلس حكماء المسلمين:"جئت إليكم مؤمنا بالله وأخا وحاج سلام. جئت إليكم لنسير معا".

في رحاب 11 دولة مسلمة
جاءت زيارة البابا إلى البحرين استكمالا لخطوة اعلان "وثيقة الاخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك" التي وقعها مع شيخ الأزهر أحمد الطيب عام 2019 في الإمارات. وهي تأتي في سياق انفتاح الفاتيكان على العالم الاسلامي تغليباً للغة الحوار والوحدة في التنوع. وبذلك يكون فرنسيس قد زار 11 دولة ذات غالبية اسلامية هي تركيا، مصر، الاردن، البوسنة والهرسك، العراق، المغرب، بنغلادش وكازاخستان.

وها هو اليوم السبت 5 تشرين الثاني\نوفمبر، يترأس قداساً في ملعب البحرين الوطني بحضور نحو 30 ألف شخص من المسيحيين أتوا من البحرين ومن دول مجاورة. وهو القداس الثاني له بعد الصلاة في كنيسة "سيدة العرب"، اكبر الكنائس في الخليج.

استمع إلى الأصوات الشاكية للتمييز في البحرين فطالب ب"احترام حقوق الإنسان" منتقداً الاعدام قائلا باسلوبه "أفكر قبل كل شيء في الحق في الحياة، وضرورة ضمانه دائماً، حتى عند فرض العقوبات على البعض، حتى هؤلاء لا يمكن القضاء على حياتهم". مشددا على "الحريات الدينية الكاملة والتي لا تقتصر على حرية العبادة، وعلى وجوب أن يتم الاعتراف، لكل جماعة ولكل شخص، بكرامة متساوية، وفرص متكافئة وحتى لا يكون تمييز ولا تُنتهك حقوق الانسان الاساسية، بل يتم تعزيزها".
وعلى عادته، لم ينسَ البابا فرنسيس اللقاء مع الشبيبة قبل اختتام زيارته إلى البحرين.

ماذا عن لبنان؟
حضر لبنان في استقبال البابا في البحرين من خلال مشاركة البطريرك الماروني بشارة الراعي ووفد كنسي مرافق، كما من خلال عدد من اللبنانيين المقيمين في البحرين والدول المجاورة. فهل يحضر فرنسيس إلى لبنان؟

يؤكد مصدر مطلع لـ"المدن" أن "زيارة البابا التي تأجلت إلى لبنان ممكنة في كل حين بعد انتخاب رئيس للجمهورية طبعا. فالبابا لم يسبق له أن زار دولة لا رئيس جمهورية لها".

وعن مدى دقة الكلام الذي قيل عن تأجيله الزيارة بسبب "الخفة اللبنانية" ومحاولات إدخاله في التجاذبات السياسية، يجيب بأن "أحد أسباب تأجيل زيارة البابا سابقاً تأتى من الخطأ الديبلوماسي، من خلال الإعلان عن الزيارة من القصر الجمهوري. فالفاتيكان صارم جدا في موضوع البروتوكول. لكن ذلك لم يكن السبب الوحيد. فالوضع الصحي للبابا كان في بداياته ولم يكن قد اتخذ قرار بعد في شان استخدامه الكرسي المتحرك في أسفاره. بالتالي، انتهى الأمر إلى تأجيل زيارة لبنان وكذلك زيارة الكونغو وجنوب السودان".

ويصر المصدر على التأكيد "أن لبنان على جدول الأعمال اليومي للفاتيكان. وهو كان الملف الثاني الذي تم بحثه مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بعد الحرب في اوكرانيا. وقد تم التداول في تفاصيل الوضع اللبناني مع أمين سر دولة الفاتيكان  بياترو بارولين ووزير خارجيتها بول ريتشارد غالاغر. لكن أحداً لا ينوب عن اللبنانيين في تقرير مصيرهم والطرقات التي سيسلكونها".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها