وأضافت: "أين نحن اليوم؟ إن هذا الدعم الطارئ كان وما زال ضرورياً. ولكنه لا يمكن أن يحل مكان القيام بالإصلاحات التي ينتظرها اللبنانيون اليوم ليكون لهم دولة تضمن حقوقهم كمواطنين، وتستجيب لتطلعاتهم المشروعة بالعيش بكرامة في بلد موحد وسيد وينعم بالسلام. لقد قطعت فرنسا وعداً على اللبنانيين بأن تبقى إلى جانبهم، وهي فعلاً إلى جانبهم. كما أنها مستعدة لمواكبتهم في خياراتهم المستقبلية. الآن، تبدأ عملية النهوض بتشكيل حكومة من دون تأخير، تكون مستعدة للعمل بجدية. إن الوضع الطارئ على الصعيد الصحي والاقتصادي والاجتماعي يتطلب يقظة كما يستوجب أن يتحمل أخيراً جميع الأفرقاء السياسيين مسؤولياتهم".
ثلاثة مجالات
ولفت البيان إلى أن "فرنسا تستمر عبر خطوات ملموسة بالوفاء بتعهداتها بطريقة تتكيف مع احتياجات اللبنانيين. لذلك، بعد ثلاثة أشهر من المؤتمر الذي انعقد في شهر كانون الأول، تتواصل مساعدتنا حيثما يمكن لها أن تحقق فائدة مباشرة. لذا سوف تتجسد هذه المساعدة، في الأيام المقبلة، في ثلاثة مجالات:
أولاً، سوف يتم تقديم مساعدة إستثنائية بقيمة 1،1 مليون يورو إلى منظمات تؤمن مساعدة مباشرة لسكان طرابلس وجوارها، لا سيما في عكار، في مجالي المساعدة الغذائية والصحية. عندما ذهبت إلى طرابلس، صدمت بالتهميش الذي تعاني منه ثاني مدن لبنان، مع أنها غنية جداً بتنوعها وتاريخها، في حين أنه يمكنها بفضل قدراتها ومواهب شبابها بشكل خاص أن تقدم الكثير لتنمية لبنان وإشعاعه.
ثانياً، الحالة الطارئة الأخرى تبقى بطبيعة الحال الوضع الصحي. في الأيام القليلة المقبلة، ستقدم فرنسا هبة جديدة وهي كناية عن معدات طبية أساسية من أجل مكافحة جائحة كورونا. سوف تسمح هذه المعدات، التي يمولها مركز الدعم والأزمات التابع لوزارة أوروبا والشؤون الخارجية والتي تؤمن نقلها شركة CMA-CGM، بدعم مستشفيات لبنانية ومراكز رعاية صحية أولية ومنظمات مشاركة في هذه الاستجابة الطارئة للأزمة، مثل الصليب الأحمر اللبناني.
ثالثاً، ستستمر المشاركة الفرنسية في إعادة بناء بيروت، وسأوقع يوم الإثنين الواقع فيه 8 آذار إتفاقية مع اليونيسف، لدعم إعادة تأهيل مستشفى الكرنتينا الحكومي، الذي تضرر بشكل كبير من جراء انفجار مرفأ بيروت".
وختمت بالقول: "أصدقائي اللبنانيين، فرنسا وفية. فرنسا عزمها ثابت وراسخ. فهي كانت ولا زالت وستبقى دوماً هنا، إلى جانبكم. فليكن هذا الثبات، في هذه المرحلة الصعبة، بارقة أمل، ولو أنه لا يحل مكان الإصلاحات الضرورية للتغيير التي تنتظرونها. غير أنه دليل تعلقنا بكم الذي لا يتزعزع".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها