الجمعة 2019/09/20

آخر تحديث: 13:59 (بيروت)

الحريري وماكرون: سيدر والأمن والإصلاحات في سلة واحدة

الجمعة 2019/09/20
الحريري وماكرون: سيدر والأمن والإصلاحات في سلة واحدة
ماكرون: أعتمد على التزام الرئيس الحريري (Getty)
increase حجم الخط decrease
وصل رئيس الحكومة سعد الحريري من السعودية إلى باريس، وتوج زيارته إلى فرنسا بلقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه. وما بين الرياض وباريس هناك ترابط سياسي وأمني واقتصادي، خصوصاً بعد حديث سعودي عن تقديم مساعدة مالية على شكل وديعة في مصرف لبنان إضافة إلى الاكتتاب بالسندات.
ويعول لبنان على نجاح زيارة الحريري إلى فرنسا، للاطمئنان على مصير سيدر ومقرراته، وتأمين الدعم للجيش والحكومة.

الجنوب واليونيفيل
الرئيس ماكرون كان صريحاً في كلامه: "أنا سعيد للغاية بأن ألقاكم هنا، كصديق قبل كل شيء، في ظرف حساس للبنان، الذي يعلم جيدا أنه يمكنه أن يعتمد على التزام فرنسا تجاهه. والحقيقة أنه خلال مداولاتنا السابقة، أكدنا في اتصالاتنا الهاتفية خلال الأسبوع الماضي حرصنا على أمن واستقرار لبنان. فتبادل إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل في نهاية شهر آب المنصرم أثار الخوف من تمدد الصراعات الإقليمية باتجاه لبنان، وقد تدخلت شخصيا في هذا الوقت لدى مختلف الأطراف لتفادي التصعيد، بالتنسيق الوثيق مع الرئيس سعد الحريري. يبقى اليوم أن يظهر الجميع ضبط نفس كامل".

أضاف: "كذلك أؤكد للرئيس الحريري أن فرنسا ستبقى ملتزمة بأمن واستقرار لبنان، ضمن إطار قوات اليونيفيل، كما في إطار التعاون الوثيق الذي أطلقته والذي يربطها بالجيش والقوى العسكرية اللبنانية. كما سنثير أيضا الأجندة التنفيذية للالتزامات التي اتخذناها سويا بروما في آذار 2018 لتزويد الجيش اللبناني بالعتاد اللازم".

الإلحاح على الإصلاحات 
الرئيس الفرنسي شرح بالتفصيل: "أؤكد في النهاية للرئيس الحريري أن فرنسا ملتزمة بالكامل بتطبيق القرارات التي اتخذناها في مؤتمر سيدر بباريس في نيسان 2018. إنها مسألة إعطاء لبنان الوسائل للقيام بالإصلاحات الطموحة لكي يستعيد وضعه الاقتصادي، بدعم شركائه الدوليين، وبثقة كاملة. فقد تم تخصيص 10 مليار يورو، وأنا سعيد لكوننا أقمنا اتفاقا مع الحكومة اللبنانية لإطلاقها بأسرع وقت ممكن. آمل أن يسمح ذلك لمجلس الوزراء ورئيسه أن يتقدما في المشاريع، ولا سيما في قطاع الكهرباء والبنى التحتية والإصلاح الإداري، لما فيه مصلحة مباشرة لكل اللبنانيين".

اللاجئون والمجتمعات المضيفة
وتطرق ماكرون إلى آخر تطورات الوضع في الشرق الأوسط وأثرها على لبنان: "فرنسا تقف هنا أيضا إلى جانب لبنان لمواجهة التداعيات الكبيرة للأزمة السورية، كما سنواصل تقديم دعمنا الكامل لملف اللاجئين السوريين، مع مراعاة كاملة لاحتياجات المجتمعات المضيفة. كما ستواصل فرنسا العمل على حل دائم للأزمة السورية يسمح للاجئين بالعودة إلى بلدهم. إنه الهدف الأسمى، ويجب ألا يكون هناك لدى أي طرف سطحية في التفكير بأن هذا الأمر يمكن حله في غضون أسابيع ونسيان الأسباب العميقة خلف هذا النزوح".

وختم ماكرون: "أنا أعتمد على التزام الرئيس الحريري في كل من هذه المواضيع، بقدر ما يمكنه أن يعتمد على التزامي، وهو يعرف ذلك. كما سأبقى إلى جانب رئيس الوزراء اللبناني ورئيس الجمهورية اللبنانية، لنعمل معا من أجل الصداقة التي لا تتزعزع والتي تجمع بلدينا، لكي تسمح للبنان بمواجهة تحدياته المختلفة. ففي مثل هذه الظروف يعرف أين هم الأصدقاء. فرنسا هي صديقة لبنان، وأنتم تعرفون ذلك".

سيدر والاستثمار
ومن الواضح أنه جرى في اللقاء بحث في الملفات المشتركة بين لبنان وفرنسا، وتطرقا ماكرون والحريري إلى بحث تطورات المنطقة، وسبل تهدئة التوتر في الخليج. وأكد الحريري بعد لقائه الرئيس ماكرون أن "لبنان ملتزم بالقرار الدولي 1701، وتحقيق الإصلاحات الاقتصادية التي حان وقت إطلاق الاستثمارات فيها".

وقال الحريري إن "الأمور بالنسبة لسيدر ماشية، وعلينا إنجاز الإصلاحات التي تحدثنا عنها في الحكومة. والأمور لا يمكن أن تستمر كالسابق. وماكرون حريص على لبنان واستقراره ومستعد لمساعدته بأي وسيلة. والمهم عنده أن يكون الأفرقاء السياسيين حريصون على الإصلاح، ورجال الأعمال الفرنسيون متحمسون للاستثمار في لبنان".

السعودية والشركات الفرنسية
وتطرق إلى الوضع الاقليمي قائلاً: "ماكرون يعمل على التهدئة في المنطقة بعد التصعيد الأخير"، لافتاً إلى أن "لديه ملاحظات حول الإصلاحات، فأخذناها في الاعتبار. ولو قمنا بها قبل التصنيفات الدولية لما كنا هنا اليوم. عندما ذهبنا الى روما كان هناك دعم للجيش، ولدينا دراسة بمليون دولار حول تجهيزالجيش. و400 مليون دولار لشراء طرادات لحماية البحر".

وعن الهجوم على منشآت آرامكو النفطية السعودية، اعتبر الحريري أن "أزمة أرامكو خطيرة ولا يجب استسهال ما حدث، ولا أخذ الأمور إلى مرحلة تصعيدية كبيرة. السعودية لها حق الرد والهجوم وقع على أراضيها وسيادتها، وفرنسا تتابع الموضوع للجم التصعيد".

وكشف عن "أننا نعمل على لجنة عليا مع السعودية، وانتهينا من 19 اتفاق للتوقيع، وسنبحث في كيفية مساعدتنا بخصوص الوضع المالي، وللمرة الأولى لدينا لجنة عليا لتسهيل الاتفاقيات".

وكان الرئيس الحريري قد استهل لقاءاته في باريس باجتماع عقده عند الثامنة والنصف صباحا بتوقيت فرنسا مع وزير المالية والاقتصاد الفرنسي برونو لومير في مقر وزارة المال، تم خلاله عرض العلاقات الثنائية بين البلدين، ولا سيما على الصعيد الاقتصادي وسبل الدعم الفرنسي للبنان. بعد ذلك التقى الرئيس الحريري أصحاب الشركات الفرنسية الكبرى على فطور عمل، ضم شركات Total S.A ، Group ADP - Aéroports De Paris، General Electric France ، Bouygues S.A، CMA CGM Group وSuez S.A.

وحضر الاجتماع الوزير لومير، السفير الفرنسي في بيروت برونو فوشيه، الموفد الرئاسي الفرنسي المكلف متابعة تنفيذ مقررات مؤتمر سيدر، السفير بيار دوكان، والسفير اللبناني في فرنسا رامي عدوان، وعدد من مستشاري الرئيس الحريري.

وخلال الاجتماع أكد الحريري أنه "بالرغم من الصعوبات التي يمر فيها لبنان والمنطقة، لا يزال لبنان محطة أساسية للاستثمار في محيطه"، وعرضنا مع أصحاب هذه الشركات فرص الاستثمار الحالية على صعيد برنامج الانفاق الاستثماري والنفط والغاز والمشاريع المشتركة.
وأتى هذا الاجتماع في إطار التواصل مع القطاع الخاص الفرنسي المهتم بالعمل على إعادة تأهيل البنى التحتية في لبنان. لا سيما وأن مؤتمر سيدر يلحظ دوراً للقطاع الخاص بحدود 5 إلى 8 مليار دولار على مدى السنوات الثمانية المقبلة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها