الثلاثاء 2019/08/20

آخر تحديث: 14:29 (بيروت)

مأساة الراحل أنطوان الخوري حرب مع التيار العوني

الثلاثاء 2019/08/20
مأساة الراحل أنطوان الخوري حرب مع التيار العوني
تناسى العونيون مأساة الراحل مع قيادتهم الجديدة التي راحت بالتسلق والوصولية تسيطر على التيار (أنترنت)
increase حجم الخط decrease

غيّب الموت صباح اليوم الثلثاء أنطون الخوري حرب، القيادي السابق وأحد مؤسسي "التيار الوطني الحر" في مطالع تسعينات القرن العشرين، أثناء غيبة الجنرال ميشال عون في فرنسا.
ونعى رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل، المناضل والقيادي السّابق، فغرّد على حسابه عبر "تويتر" أنه "بعد ٢٢ سنة من النضال والصداقة والاحترام، فقدت اليوم صديقاً عزيزاً وأحد رموز المقاومة الطلابية" اللبنانية.  

أما أمانة سر التيار العوني - الباسيلي فأصدرت بياناً ذكرت فيه أن "حياة الراحل كانت مسيرة نضالية من أجل لبنان الحر السيد المستقل، وتشهد ساحات النضال الشبابي والطالبي في زمن الوصاية على مواقفه ووقفاته في طليعة صفوف الناشطين". وتناسى مصدرو البيان مأساة الراحل مع القيادة العونية الجديدة التي راحت بالتسلق والوصولية تسيطر على مواقع ومناصب "التيار" الذي"طهّرته" من حرب وأمثاله منذ عودة العماد عون إلى لبنان في العام 2005.
ومتناسيةً أيضاً ماكان يسميه قدامى "العونيين" المناضلين "الاحتلال السوري" للبنان، والذي التحق "العماد المخلص" بقيادته الأسدية - الحزب اللهية، ويسعى اليوم مع صهره إلى تجديد صيغة "حلف الأقليات" في الشرق، لتضم الأسد ونظامه بعد قتله وتشريده أكثر من نصف الشعب السوري.

وكانت المخابرات الأسدية قد اعتقلت الخوري حرب في التسعينات، و"استضافته" لأكثر من أسبوع في وكر قيادتها في البوريفاج - الرملة البيضاء البيروتية. ليخرج بعدها أنطوان الشاب من المعتقل، من دون أن يتعرف على نفسه بأسمال بيجامته المهترئة على جسمه، لينقله سائق سيارة أجرة بيروتي إلى أهله وبيته في الدكوانة، فلم تتعرف إليه أمه لدى وصوله.
وبعد جلاء الجيش السوري ومخابراته من لبنان في 2005، روى حرب ما جرى له في البوريفاج، حينما كان معذِّبوه يقولون له: "بدكم حرية وسيادة واستقلال في لبنان؟، ألا تعرفون أن سوريا (الأسد) قدر لبنان؟".

وفي العام 2009 روى حرب أيضاً ما راح العماد عون يقوله ويردده في لقاءاته كوادر تياره: "الله يعطيكم العافية يا شباب، أنتو تعبتو كتير، بس اليوم خلص دوركم، ما عاد بدي مناضلين في التيار، بدي نواب ووزرا، هلقتنيي بدنا نفوت ع الدولة والحكم والحكومة، والمناضلين ما بينفعو للقيام بهذا الدور. الله يعطيكم العافية". والعافية التي أراد العماد عون أن ينعم بها قدامى تياره هي العزل والإقصاء، والبحث عن عمل آخر غير النضال، وترك العمل "النضالي" الجديد لصهره جبران باسيل وأمثاله وجماعته من الوصوليين، والذين شهد قدامى مؤسسي التيار أنهم نادراً ما عرفوهم وشاهدوهم طوال التسعينات، وحتى عودة الجنرال في 2005.

بعد ذلك كان على أنطوان الخوري حرب أن يبقى جاهداً وعبثاً في التيار، الذي لم يتعرف إليه. وعاش عزله وإقصاءه منه في ما يشبه مأساة دائمة، كمن سُلب شبابه وعمره وإرثه.  

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها