الثلاثاء 2018/05/08

آخر تحديث: 09:30 (بيروت)

هذه أخطاء المستقبل في البقاع الغربي وراشيا

الثلاثاء 2018/05/08
هذه أخطاء المستقبل في البقاع الغربي وراشيا
ازدواجية خطاب المستقبل فرملت الاندفاعة السنية إلى صناديق الاقتراع (مصطفى جمال الدين)
increase حجم الخط decrease

عندما قرر تيار المستقبل استثناء المرشح الشيعي نزار دلول من توزيع أصواته التفضيلية في زحلة، خرج من بين قاعدته من يعتبر أن ثمة تسوية جرت على "ظهر" زحلة، قضت بإراحة حزب الله فيها مقابل إراحة المستقبل في البقاع الغربي وراشيا. لكن هذا الكلام سقط أمام نتائج صناديق الاقتراع في البقاع الغربي وراشيا، التي تصدرها عبدالرحيم مراد للمرة الأولى منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

ووفقاً للأرقام، تقاسم كل من مرشحي لائحتي الغد الأفضل وتيار المستقبل، الأصوات التفضيلية من دون أن تنجح لائحة المجتمع المدني التي نالت مجتمعة 1433 صوتاً في إحداث تغيير كبير في الحاصل النهائي.

في لائحة مراد، نال الأخير 15111 صوتاً، ونال الفائزون الآخرون أي محمد نصرالله 8297 صوتاً، وإيلي الفرزلي 4399 صوتاً، في مقابل 2041 صوتاً لفيصل الداود، و838 صوتاً لناجي غانم، اللذين لم يحالفهما الحظ.

في لائحة المستقبل تصدر وائل أبو فاعور أرقام المرشحين بنيله 10677 صوتاً، ونال الفائز السني في اللائحة محمد القرعاوي 8768 صوتاً والماروني هنري شديد 1584، فيما خسر زياد قادري بـ8392 صوتاً، وأمين وهبي بـ741 صوتاً، وكذلك خسر المرشح الأرثوذكسي غسان سكاف.

من المبكر بالتأكيد الحديث عن تحليل موضوعي لهذه الأرقام في البقاع الغربي وراشيا، لكن ثمة مؤشرات منطقية يرى القيمون على الماكينات الانتخابية أنها أوصلت إلى هذه النتيجة.
فالمستقبل عملياً وزع صوته التفضيلي على مرشحيه، إلا أنه رغم كل العناوين السياسية التي حملها لمعركته، لم ينجح في رفع نسبة التصويت إلى مستوياتها السابقة، بل بقيت دون الـ50%. ما خفض عدد الأصوات التي نالها كل منهما. في المقابل، استفادة مراد من كل صوت تفضيلي للسنة في فريقه.

المعركة المحسومة لمرشحي اللائحتين، الشيعي والدرزي، لم تخفف من حماوة التصويت، التي وصلت إلى نحو 55% عند الطرفين. وهو ما وضع كل من أبوفاعور ونصرالله في موقع متقدم بين الفائزين، وقبل المرشح السني الفائز محمد قرعاوي، الذي استفاد من هامش أصوات إضافية وفرتها له حيثيته الانتخابية، فتقدم على "صقر" المستقبل زياد قادري، بعدما تخلى المستقبل طوعاً عن ترشيح جمال الجراح، مريحاً حزب الله بفوز غير مستفز له، خصوصاً أن القرعاوي كان قد خاض معاركه الانتخابية السابقة بالتحالف مع مراد.

مؤشرات أخرى جعلت النتيجة متوقعة أيضاً، بسبب البلبلة التي تسبب بها المستقبل عند انتزاعه من حليفه الحزب التقدمي الاشتراكي الترشيح الأرثوذكسي، الذي أدى إلى نفور دام طويلاً بينهما، حاسماً المعركة لمصلحة الفرزلي، الذي لم ينجح ترشيحه ومنافسه، كما هو الحال بالنسبة للترشيح الماروني، في تحفيز المسيحيين على الاقبال الكثيف إلى صناديق الاقتراع. فبقيت نسبة الاقتراع المسيحية دون 30%، رغم كل محاولات التيار الوطني الحر لرفعها.

ازدواجية خطاب المستقبل في معاركه الانتخابية، هي أيضاً من المؤشرات التي تعتبر الماكينات الانتخابية أنها فرملت الاندفاعة السنية إلى صناديق الاقتراع، ليبقى الخلل الأهم، وفقها، في قانون الانتخاب الذي لا يأخذ في الاعتبار خصوصية التنوع الموجود في البقاع ودوائره، ويشرذم أصوات أهلها طائفياً ومذهبياً أياً كانت توجهاتهم السياسية، بدلاً من أن يحفز على التصويت الوطني.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها