الإثنين 2018/10/08

آخر تحديث: 06:18 (بيروت)

الفرزل: الاشكال بين القوات والتيار.. تأجل؟

الإثنين 2018/10/08
الفرزل: الاشكال بين القوات والتيار.. تأجل؟
استفز مشهد الشبان الذين احضروا النصب برافعة ضاهر وفريقه (لوسي بارسخيان)
increase حجم الخط decrease

كادت محاولة من قبل القوات اللبنانية لتثبيت نصب تذكاري لشهداء بلدة الفرزل البقاعية، قرب منزل نجل النائب ميشال ضاهر، أن تعيد عقارب البلدة إلى زمن الاقتتال الداخلي في زمن الحروب الاهلية في البلدة، لولا الجهود التي بذلت طيلة يوم الاحد، في 7 تشرين الاول 2018، لاحتواء التشنج الذي خلفته الخطوة، والتي انتهت بمؤتمرات صحافية عقدتها الاطراف المعنية بالاشكال، تموضع من خلالها كل طرف خلف موقفه الاساسي من النصب وموقعه.

بدأت القصة مع إعلان النائب ميشال ضاهر موقفه الرافض إقامة النصب على مدخل منزل نجله، والذي اعتبره تحدياً مباشراً له "ومحاولة لكسر راس ميشال ضاهر في بلدته". حينها، أي قبل نحو شهر، رفعت البلدية التي كانت قد وافقت سابقاً على موقع النصب، كتاباً إلى محافظ البقاع تطالب فيه باتخاذ القرار لوقف الاعمال الجارية لاقامة النصب، فسحاً في المجال لحل يرضي جميع الاهالي. وفيما كان يفترض بالمحافظ أن يتخذ مثل هذا القرار صباح الاثنين، في 8 تشرين الاول، سارعت القوات اللبنانية إلى تثبيت نصب "رديف" في المكان بعيد منتصف السبت- الأحد، كخطوة كما شرحها منسق القوات اللبنانية في زحلة ميشال تنوري "تحافظ للقوات على حقها القانوني المثبت في قرار المجلس البلدي الموافق على إقامة النصب في الموقع المحدد قبل أن يطرأ عليه أي تعديل"، فيما رأى فيها ضاهر محاولة لفرض الامر الواقع، "خصوصاً إن إزالة النصب بعد تثبيته يمكن أن تكون أصعب بكثير من تثبيته منذ البداية".

نحو خمسين شخصاً تجمعوا في الموقع المحدد للنصب، وتحت جنح الظلام كما يقول النائب ضاهر، مستبدلين "تمثال الشهداء" الأصلي الذي تبرع بجزء من ثمنه، بنصب رديف اصروا على تثبيته في الموقع المحدد له سابقاً، خلافاً لما اتفق عليه في لقاء عقد في منزل نجله بتأجيل اقامة النصب إلى حين أن يستقر الرأي على قطعة أرض بديلة له، والتي يقول ضاهر إن البلدية أبدت استعداداً لتقديمها، وإذا لم تعجبهم العروضات عرض شراء قطعة أرض مناسبة له على نفقته.

استفز مشهد الشبان الذين احضروا النصب برافعة، ضاهر وفريقه. ووفقاً لرواية القوات اللبنانية، فإن أحد مناصري ضاهر بادر إلى اطلاق النار على "شبابنا"، مستدرجاً تدخل الجيش لوقف تثبيت النصب. الامر الذي تطور لاحقاً إلى مواجهة مع الجيش، أوقف على اثرها 6 شبان "قواتيين" أُفرج لاحقا عن خمسة منهم بمسعى من ضاهر نفسه والنائب سيزار المعلوف، فيما بقي السادس موقوفاً لتسببه بعطل وضرر لأحد العسكريين، كما نقل عن القيادة العسكرية.

عند هذا الحد كان يمكن ان ينتهي الاشكال، إلى أن استنفرت القوات اللبنانية شبابها منذ ظهر الاحد، وتحركت ماكيناتها في نشر مشاهد الاشكال عبر وسائل التواصل الاجتماعي، طارحة الصوت لاستدعاء المؤازرة من زحلة، حيث نفذت مسيرات سيارة تضامناً مع شباب القوات في الفرزل، بالتزامن مع مسيرة راجلة دعا إليها قواتيو الفرزل إلى الموقع الذي اختاروه لنصب الشهداء، وقد شارك فيه نائبا القوات جورج عقيص وسيزار المعلوف وقياديو المنطقة. وانتهت التحركات إلى تنفيس الاجواء بكلمات، تمسكت بإقامة النصب وفي موقعه، إنما مع استمهال الأمر، ريثما يتم امتصاص الاحتقان الذي تسببت به المناسبة، وسط تأكيد النائب المعلوف على رفض أي محاولة للايقاع بين الجيش وشباب القوات، واصرار النائب عقيص على أن "هذا النصب حق لشهدائنا، وأن التحدي والاستفزاز لن يوصلا إلى نتيجة". وشدد على "أننا لا نسعى لمشاكل، ولكن إذا اعتُدي علينا لن نسكت".

في المقابل، رفض النائب ضاهر الايقاع بينه وبين ابناء بلدته، مشدداً على أن النصب لا يمكن أن يقام من دون احتضان شعبي له، داعياً إلى الكف عن المزايدة في موضوع الشهداء من قبل من اعتبر أنهم "لا يعيشون إلا على دم الشهداء".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها