الخميس 2017/08/31

آخر تحديث: 07:31 (بيروت)

سوريان وعراقيان يضربون عن الطعام.. ماذا حصل؟

الخميس 2017/08/31
سوريان وعراقيان يضربون عن الطعام.. ماذا حصل؟
الاعتصام أمام المفوضية ليس الأول (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

تسعة أيام من الإضراب عن الطعام، الذي نفذه 4 لاجئين سوريين وعراقيين، أمام مقر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، في بيروت، انتهت بعدما خُيروا، الثلاثاء، في 29 آب، من قبل دورية الدرك بين تعليق إضرابهم أو السجن، وسط تجاهل المفوضية قضاياهم، التي جعلتهم ينامون في العراء على أرصفة الطرق.

خطوة الإضراب عن الطعام جاءت بعد اعتصام نفذه لاجئَان سوريان، في 13 آب، ولحقهما لاجئان عراقيان بعد خمسة أيام. وقد أعلن اللاجئون الأربعة إضرابهم في 21 آب، وسلموا ورقة مطالبهم، المكتوبة بخط اليد، إلى مسؤولي المفوضية الأجانب، التي يطالبون فيها بإعادة النظر بملفاتهم وأوضاعهم المأساوية.

ينام جاسم الأحمد، وهو أحد المعتصمين السوريين، تحت جسر الكولا، إذ إنه لم يجد مأوى منذ نحو 4 أشهر. ويقول لـ"المدن" إن "اهمال المفوضية غير مبرر. ومشكلتي صغيرة أمام مشاكل اللاجئين عامة. لقد تم ضربي سابقاً من قبل مسؤول شركة الأمن في المفوضية، وهددني. وهذه المرة كنت سأحرق نفسي أمامهم، فقال لي: غيرك جرب وما حدا جاب نتيجة".

ويؤكد اللاجئ العراقي إحسان كلام الأحمد عن معاملة موظفي المفوضية، ويصفها بـ"الفظة". ويقول لـ"المدن": "أمكث في لبنان منذ نحو سنتين، هربت بسبب تهديد الميليشيات العراقية عائلتي، بعدما قامت الميليشيات بضرب طفلي وقدمه الآن كلها صفائح. وطفلي الآخر لديه ورم في رقبته اكتشفناه منذ 7 أشهر، وعلاجه مكلف جداً. فنُصحت بالسفر من لبنان لتلقي العلاج".

حاول إحسان مراراً التحدث إلى المفوضية. لكن الموظف في الشباك رقم 5، المسؤول عن مقابلته، لا يعطيه الوقت الكافي للتحدث، وفقه. يضيف: "يقوم الموظف بالإشارة (يلي بعدو) مهملاً حالتي".

ويقول علاء هلال، اللاجئ السوري الثاني، لـ"المدن"، إن "المفوضية رفضت استقبالي قبل أن أعلن اعتصامي أمامها. تم إسعافي مرتين، وأخبرني الأطباء أنني بحاجة إلى عناية في المرة الأولى، ولم أتمكن من دخول المستشفى في المرة الثانية، لأنني لا أملك مبلغ التأمين اللازم لدخوله، علماً أن لدي ورقة منذ العام 2015 تقول إنني بحاجة إلى علاج وتحاليل شهرية لمدى الحياة".

أما آلان عمر، وهو اللاجئ العراقي الثاني، فيقيم في لبنان منذ سنتين، ولم يحصل على أي نوع من أنواع المساعدات من المفوضية. ويقول لـ"المدن": "منذ سنتين وأنا أطالب بترشيح ملفي إلى قسم اللجوء. وفي كل مرة أراجع المفوضية، يقولون لي الجملة نفسها: ملفك قيد الدراسة. ولا يعطوني مجالاً لشرح أي حادثة عنف تحصل معي أو شرح وضعي النفسي والمعيشي".

في المقابل، توضح المسؤولة الإعلامية في المفوضية ليزا أبوخالد، لـ"المدن"، أن "المفوضية لم تتجاهل إضراب اللاجئين السوريين والعراقيين. لكن يحزننا أن نقول أن ليس لدينا الجواب الذي يريدونه. لكننا كنا نقوم بمراقبتهم ونقدم لهم المساعدة الطبية عند الحاجة".

تضيف أبوخالد أن "المال لدينا محدود، وهو يقدم إلى الحالات التي تحتاج إليها أكثر من غيرها. صحيح أن اللاجئين السوريين علاء وجاسم يعيشان حياة صعبة جداً، لكنها لا تخولهما الحصول على مساعدة شهرية، وقد حصلا سابقاً على مساعدة الحالات الطارئة، وبعض المساعدة الطبية".

يذكر أن هذا الاعتصام ليس الأول، إذ نظمت مجموعة من اللاجئين السوريين، في شهر آذار 2017، احتجاجاً استمر لأيام أمام المفوضية، وقدموا عدة مطالب، كان أبرزها الالتفات إلى أوضاعهم المعيشية وأحوالهم الصحية. لكن سرعان ما تلاشت تلك المطالبات وسط إشاحة المفوضية النظر عن أصحابها.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها