السبت 2023/01/28

آخر تحديث: 06:12 (بيروت)

عن تورط الكرملين بحرق القرآن في السويد

السبت 2023/01/28
عن تورط الكرملين بحرق القرآن في السويد
increase حجم الخط decrease

إستنكر الناطق بإسم الخارجية الأميركية نيد برايس حرق القرآن في السويد ، واعتبرها عملية قام بها إستفزازيون لا يريدون رؤية السويد في الناتو. وعلى الرغم من أن تصريح الخارجية الأميركية لم يأت على ذكر روسيا، إلا أن مواقع إعلام الروسية سارعت إلى القول بأن برايس صرح بأنه لم يلمح إلى مشاركة موسكو في حرق القرآن في السويد، حسب أحدها forpost من دون ذكر متى صرح الرجل بذلك وبأي مناسبة.

الخشية الروسية من إتهامها من قبل الغرب بالوقوف وراء حرق القرآن في السويد وهولندا ليست من دون أساس في ظل هذا التوتر في العلاقات مع الغرب على جميع المستويات. فقد نشر موقع minval.az الأذري في 26 الجاري نصاُ بعنوان "معهد روبرت لاستينغ: حرق القرآن في السويد ـــــــ عملية GRU (المخابرات العسكرية الروسية)". تقرير Robert Lansin Institute عن الحدث السويدي نشره أكثر من موقع إعلامي في أوكرانيا والسويد وأذربيجان وسواها. ويعرف المعهد الأميركي عن نفسه بأنه متخصص في الأبحاث الجيوسياسية والعلاقات الدولية ووضع التوقعات المتعلقة بالتهديدات المحتملة حول المجتمعات الديموقراطية الأطلسية الأوروبية.

قدم الموقع الأذري للتقرير الحالي لخبراء المعهد بأن روسيا أعدت ونظمت عملية زعزعة إستقرار السويد على أساس ديني. وتستهدف العملية عرقلة خطط السويد الإندماج في الناتو، وتوتير علاقاتها مع البلدان الإسلامية وتمهيد التربة لعمليات إرهابية. فالكرملين يحاول إستخدام اللاجئين في السويد لإثارة الشعب والعنف، مع ما يحمله ذلك من رفع مخاطر هجمات مدبرة في السويد. 

يشير الموقع إلى إقدام السياسي السويدي اليميني المتطرف راسموس بالودان في 21 الجاري على إحراق نسخة من القرآن أمام السفارة التركية في السويد. بعد هذه العملية قالت قناة التلفزة السويدية SVT بأن الصحافي السويدي تشانغ فريك هو من إقترح على بالودان حرق القرآن، كما ضمن أن أي ضرر قد يتكبده بالودان بسبب هذا الاستفزاز سيتم تغطيته.

وينقل الموقع عن خبراء المعهد قولهم بأن المخابرات العسكرية الروسية إستخدمت بالودان بواسطة تشانغ فريك الذي، وفق معطيات كثيرة، يتعاون ليس فقط مع قناة "بروباغندا المخابرات الروسية" RT،  بل تبين أنه مجند من هذه المخابرات للقيام بالعمليات البسيكولوجية. 

موقع حرق القرآن أمام السفارة التركية تم إختياره خصيصا لأن العملية تستهدف أنقرة. فسعي ستوكهولم للإنضمام إلى الناتو أثار قلق موسكو. ونتيجة لذلك، أطلق الكرملين عملية تصعيد التناقضات بين تركيا والسويد على خلفية الإنتخابات التركية المقبلة، أخذاً بالإعتبار بان التهجم على الرمز الديني للإسلام لايمكن تجاهله في سياق الحملة الإنتخابية في هذا البلد. 

ليس مصادفة أن يتزامن الإستفزاز مع تهديد موسكو لستوكهولم بسبب رغبة السويد الإنضمام إلى الناتو. فقد صرحت المتحدثة بإسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بأنه "اذا إنضمت السويد وفنلندا إلى الناتو، فقد يؤدي هذا إلى "عواقب سلبية". 

ليس واضحاً ما إن كان الموقع ينقل عن تقرير المعهد الأميركي أم يتحدث هو نفسه، لكنه يقول بأنه تتوفر معطيات كثيرة بأن تشانغ فريك يتعاون مع المخابرات العسكرية الروسية GRU ومرتبط معها. ليس من شكوك بشأن هذه العلاقة، حيث سبق أن عمل "موظفاً مستقلاً في شركة متفرعة من وكالة "روسيا اليوم" RT. والوكالة سبق أن إنخرطت بنشاط في حرف التحقيقات الدولية في مأساة طائرة  MH17 العام 2014.

يشير الموقع إلى أنه، إضافة إلى تقرير المعهد الأميركي، نشر عدد من مواقع الإعلام الغربية بالإستناد إلى مصدرها في المخابرات عن وقوف موسكو بالذات وراء حرق القرآن في ستوكهولم. وينقل عن Expressen  و The New York Timesقولهما بأن راسموس تلقى نفقات من "عميل النفوذ" الروسي تشانغ فريك. ويقول الموقع أن الصحيفة المسائية السويدية Expressen نشرت في إفتتاحيتها العام 2018 أن الصحيفة التي يملكها تشانغ هي واحدة من "أتباع بوتين". وبين الحجج التي ذكرتها الصحيفة أن الدولة الروسية كانت تدفع لصحيفة تشانغ مقابل التحقيقاات الفاضحة. وكان فرانك يدعو  في مقالاته إلى غزو روسيا للسويد. 

وينقل الموقع عن ال"نيويورك تايمز" قولها بأن أحد كتاب صحيفة تشانغ كان مشتبها به في تمويل الهجوم الإرهابي على المركز الثقافي المجري في أوكرانيا. 

في آب أوغسطس المنصرم نشر موقع ukr.net الأوكراني نصاً عن المعهد الأميركي عينه بعنوان "معهد روبرت لينسينغ: في موسكو يزرعون عملاءهم في منظمة التعاون الأوروبي". ينقل الموقع عن مصدر للمعهد قوله بأن روسيا لا تكف عن محاولاتها زرع عملائها في منظمة التعاون الأوروبي بغية تعيين أحد التابعين لها في منصب قيادي في البرلمان الأوروبي. في النص المقتضب الذي يعقب يتحدث الموقع عن شكوك قوية لدى خبراء المعهد في محاولات الكرملين الحثيثة تمهيد الطريق أمام سيدة أوروبية تعمل مع المخابرات الروسية لتبوء موقع قيادي في البرلمان الأوروبي.

موقع kavkazr (وقائع القفقاز) نشر في 25 الجاري نصاً بعنوان "منافح عن القرآن؟ لماذا يتجاهل قاديروف إنتهاك حقوق المسلمين في روسيا". ينقل الموقع عن محاوريه قولهم بأن ردة الفعل العنيفة لقيادة الشيشان على التعصب ضد الإسلام في الخارج، وتجاهلها في الوقت عينه الحوادث الممثلة في روسيا خلال السنوات الأخيرة هو إزدواجية في المعايير. وينقل عن ممثل قاديروف في بلدان الشرق الأوسط قوله بأن الأخير أصبح بالنسبة للمؤمنين في العالم "رمز النضال ضد منتقدي الإسلام". بعد حرق القرآن في السويد إتهم قاديروف السلطات السويدية بأنها دفعت ثمن العملية. وبعد يومين تكررت الحادثة عينها في هولندا على يد زعيم مجموعة مناهضة للإسلام. 

سارعت القيادة الشيشانية إلى إعتبار عمليتي اليمينيين المتطرفين في البلدين مرتبطة بالحرب، مبررة بذلك غزو القوات الروسية لأوكرانيا. 

يقول الموقع بأن ردة فعل القيادة الشيشانية لم تكن مقنعة. فقد سبق أن إشتكى السجناء الشيشان في معتقل بمنطقة روسية من قيام السجانين بحرق  نسخ قرآن المسجونين وسجادات الصلاة، ووجهوا للسجناء الإهانات الدينية والقومية. واحتج السجناء على سلوك سجانيهم بقطع شرايين أيديهم وبطونهم، وأعلن حوالي المئة منهم الإضراب عن الطعام.

ممثل الشيشان في الدفاع عن حقوق الإنسان لم يجد إنتهاكات لحقوق المسلمين من مواطنيه، وأعلن أن الشيشان المحكومين "إستخدموا محرضين لخلق صدى إجتماعي واسع". 

ينقل الموقع عن معارضين شيشان في المنفى ردهم على إتهامهم بالصمت قولهم بأنهم يحتجون على قتل الشيشان في روسيا من قبل شيشان "أشد بكثير مما يجب أن نحتج على حرق القرآن أو الإنجيل أو اي كتاب مقدس آخر".  

يقول الموقع أنه قبل يوم من حرق القرآن في السويد شاع نبأ طرد خمس طالبات من معهد طب روسي لارتدائهن الحجاب. وعلى الرغم من أن النبا أحدث صدى لدى النشطاء المدونين الموالين للسلطة الشيشانية، إلا أن صفحات قاديروف لم تعرف بعد أي ردة فعل. في الوقت عينه لم يتأخر قاديروف في العام 2017 في الرد على حكم المحكمة الأوروبية بالسماح لأرباب العمل بحق حظر العاملين لديهم من إرتداء الحجاب، واعتبر الحكم "إعلان حرب مستترة". ويشير إلى أن روسيا تعتمد منذ العام 2015 حظر عرض الرموز الدينية وارتداء غطاء الرأس في المؤسسات التعليمية.  

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها