السبت 2023/01/21

آخر تحديث: 07:38 (بيروت)

منتدى دافوس من دون روسيا

السبت 2023/01/21
منتدى دافوس من دون روسيا
increase حجم الخط decrease

للسنة الثانية على التوالي لم تُدع روسيا للمشاركة في منتدى دافوس الإقتصادي العالمي. وفي اليوم عينه من إفتتاح المنتدى، رد الكرملين على تجاهل روسيا المتكرر هذا بتوقيع بوتين مرسوماً يقضي بتأسيس منتدى إقتصادي عالمي "روسيا ـــــ العالم الإسلامي" ، يُعقد هذه السنة في أيار/مايو المقبل في قازان، عاصمة جمهورية تاتارستان شبه المستقلة المنضوية في الإتحاد الروسي، حسب موقع Prospect الروسي الذي يصدر في عاصمة أسيتيا الشمالية فلاديقفقاز. 

موقع Lenta الإتحادي الروسي قال في يوم إفتتاح منتدى دافوس في 16 الجاري بأنه عُقد هذه السنة تحت شعار "التعاون في عالم ممزق"، وضم عدداً قياسياً من المشاركين فاق 2,7 ألف مشارك من أكثر من 52 بلداً. لكن مليارديري  روسيا والصين لن "يزوروا" المنتدى هذه السنة. ويُشار إلى أن "العملية الخاصة" في أوكرانيا و"نبذ" الغرب لروسيا أديا عملياً إلى إستبعاد الأوليغارشيين من المحادثات السنوية ل"النخب الرأسمالية". 

موقع صحيقة ykraina التي أطلقها الكرملين في القرم العام 2014 رأى أن منتدى دافوس  "لم يعد هو نفسه"، وأنهم حاولوا في المنتدى الإقتصادي العالمي إستبدال روسيا بأوكرانيا. وبعد أن يعدد الدول التي شارك ممثلوها في المنتدى، ينقل عن صحيفة سويسرية قولها بأنه لم يحضر أي ممثل من "المستوى الأول" من الولايات المتحدة، و"بالطبع من روسيا". 

يقول الموقع أن السياسيين الغربيين يؤكدون دائماً بأن "لا كلمة عن أوكرانيا من دون أوكرانيا"، لكن هذا المبدأ لا ينسحب على روسيا. في اليوم الختامي للمنتدى يخطط المنظمون لعقد جلسة نقاش بعنوان "السيناريوهات الرئيسية لروسيا 2023" يبحثون خلالها مستقبل روسيا في ظل غياب اي ممثل لها, 

يواصل الموقع الشكوى من إزدواجية المعايير الغربية، فيذكر بما أعلنه منظمو المنتدى عشية إفتتاح دورته لهذه السنة، حيث إعتبروها "مساحة للحوار الهادف للبحث عن سبل معالجة أزمات الإقتصاد، الطاقة، الغذاء والأزمات التي إصطدم بها العالم. ويشير إلى أن الرئيس التنفيذي للمنتدى دعا الى تعزيز التعاون بين الحكومات ورجال الأعمل للإنهماك في معالجة "الأسباب الجذرية لتآكل الثقة" وتمهيد الظروف لتحقيق إنتعاش إقتصادي راسخ وطويل الأمد. ويرى بأن واضعي شعار الدورة الحالية "التعاون في عالم ممزق"  عازمون على التعاون، "لكن في عالم تغيب فيه وحدة الآليات الرامية للنهوض بنوعية الحياة".

ويقول الموقع بأن المشاركين في المنتدى عازمون على مناقشة معالجة الأزمة الإقتصادية من دون دعوة روسيا، أي من دون البلد المفروضة عليه عقوبات لا سابق لها، ومع ذلك ينهض إقتصاده درجتين ــــــ من التاسعة إلى الحادية عشرة في نهاية العام المنصرم، ومعالجة أزمة الطاقة من دون أحد كبار مصدري الطاقة، وأزمة الغذاء من دون أحد كبار مصدري القمح العالميين. 

ينقل الموقع عن خبير روسي قوله بأن القرارات العالمية يمكن أن تتخذ على الصعيد العالمي بمشاركة الجميع بشكل أو آخر، لكن ليس حين لا تشارك روسيا في العمليات العالمية. يمكن النظر إلى هذا المنتدى بطرق مختلفة، لكن يساوره "الشك بقوة" في أن يسفر هذا المنتدى الواسع في دافوس عن نتائج جدية. 

يتساءل الموقع عن أي نضال من أجل الرفاه العام يمكن الحديث، حين تعلن بالفم الملآن رئيسة المفوضية الأوروبية اورسولا فون دير لايين عن الأمل بأن تغرق العقوبات الأوروبية إقتصاد روسيا في الركود لعقود من الزمن. ويرى أنه إذا بدأت المشاكل الإقتصادية في روسيا ستطاول، بشكل أو آخر، بلداناً أخرى، وستؤثر على سائر نظام الإقتصاد العالمي في نهاية المطاف. 

تخطى منظمو المنتدى حضور روسيا، لكنهم لم يتمكنوا من تخطي حضور أوكرانيا، وخصصوا اليوم التالي لها، لكنهم لم يكشفوا حتى اللحظة الأخيرة عن شخصية المتحدث بإسمها، ليتبين لاحقاً أنها زوجة الرئيس الأوكراني يلينا زيلينسكي. 

موقع برنامج الأخبار في قناة البث الخارجي للتلفزة الأوكرانية uatv نشر أواسط أيلول/سبتمبر المنصرم نصاً بعنوان "إنقطعت روسيا عن العالم، لكن هل العزلة المطبقة عليها ممكنة ــــــ تحليل". يقول الموقع بأن روسيا إنقطعت عن العالم، على الرغم من أن بوتين أعلن بأن الأمر مستحيل. وينقل عن الناطق بإسم الخارجية الأميركية قوله بأن روسيا عُزلت عن العالم بسبب القرار الذي إتخذه بوتين بشن "هذه الحرب القاسية غير المبررة وغير الشرعية ضد الشعب الأوكراني". 

كما ينقل الموقع عن عضو في البرلمان الأوروبي قوله بأن بوتين يعتبر الناتو والولايات المتحدة التهديد الرئيسي لسلطته، ويريد زعزعة الديموقراطية في أوروبا من أجل إستقرار سلطته الشخصية. ولذلك يرى النائب الأوروبي أن عزلة روسيا هي ضمانة الأمن لوجود أوروبا ككل.   

ويشير الموقع إلى أنه  لا يزال في العالم "غير القليل" من الرافضين للعزلة المطبقة على روسيا. فقد رفضت تسع دول من مجموعة G20 تأييد العقوبات ضد روسيا، حسب Bloomberg. وبالإضافة إلى الإعتماد "المبتذل" على موارد الطاقة في العديد من البلدان، هناك مسألة الإرادة السياسية. وإذ تفضل أوروبا الإستقلال في حقل الطاقة، ثمة 12 دولة من الإتحاد الأوروبي تخلت كلياً حتى حزيران/يونيو المنصرم عن إمدادات الغاز الروسي. وسبق أن أعلنت السفيرة الألمانية في أوكرانيا أن ألمانيا أصبحت جاهزة للتخلي عن إمدادات الغاز الروسي، وأن الألمان، ومن أجل التحرر من الإعتماد على موسكو، أخذوا يقتصدون في إستهلاك الطاقة.

يعتبر الموقع أن "شبه العزلة المطبقة" على روسيا الآن يمكن أن يضمنه وضع "الدولة الممولة للإرهاب"، حيث سيعتبر أي تبادل تجاري وتعاون مع روسيا بمثابة تمويل للإرهاب أو دعمه. وفي حين تعلن الإدارة الأميركية أنها لا تزال غير مهيأة لإتخاذ مثل هذا القرار، تقدم أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي بمشروع قانون للإعتراف بروسيا "دولة ممولة للإرهاب". 

موقع الخدمة الروسية في "الحرة" الأميركية نشر في 18 الجاري، وعلى غير عادته، نصاً بعنوان مقتضب "روسيا من دون أوروبا". قال الموقع أن منتدى الإقتصاد العالمي في دافوس افتتح أعماله حول "التعاون في عالم ممزق" في 16 الجاري، أي بعد سنة تقريباً من غزو روسيا لأوكرانيا، "ومن دون روسيا".  

تقدم الموقع لصحافي أوكراني يتابع أعمال المنتدى  بتعازيه بمقتل وزير الداخلية الأوكراني بحادثة سقوط مروحيته، واعتبره خسارة كبيرة لفريق الرئيس الأوكراني، وسأله ما إن كان موضوع حرب بوتين على أوكرانيا لا يزال يُناقش في (اليوم الثالث) للمنتدى. 

قال الصحافي بأنه، إضافة إلى مسألة المناخ، يحتل موضوع الحرب الأوكرانية المكانة عينها "إن لم يكن أكثر". وبعد أن يعدد رؤساء الدول والوفود الذين زاروا مقر البعثة الأوكرانية لتقديم التعزية والإعراب عن تضامنهم، قال بأن تصريح هنري كيسنجر عن بأن أوكرانيا ينبغي أن تصبح عضواً في الناتو أحدث دوياً كبيراً. 

في الرد على سؤاله عن الجديد الذي تغير خلال عشرة أشهر من الحرب الروسية الأوكرانية، قال بوليتولوغ روسي بأن ما تغير كثير، لكن ليس في كل مكان يتغير بسرعة. أوروبا الوسطى والشرقية بدلتا موقفهما من روسيا، قطعتا كل أشكال الإتصالات معها وتدعمان أوكرانيا. ألمانيا لا تزال في مرحلة إنتقالية، والنقاش في حزب المستشار لم ينته بعد، لكنهم قطعوا بالتأكيد مع النهح القديم وتخلوا عن التعاون مع روسيا، غير أنه ليس من الواضح بعد ما الجديد الذي سيأتي لاحقاً.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها