السبت 2021/06/12

آخر تحديث: 07:27 (بيروت)

روسيا تفتح الصراع على لبنان..مع أميركا

السبت 2021/06/12
روسيا تفتح الصراع على لبنان..مع أميركا
© Getty
increase حجم الخط decrease

في نبأ صادم لشدة تناقضه مع الوضع في لبنان، نقلت نوفوستي عن خبراء سياحة روس أن الطلب على تذاكر الطيران إلى لبنان إرتفع 4 مرات هذه السنة بالمقارنة مع السنة الماضية. وكانت الوكالة قد قالت بأن السلطات الروسية سمحت بإستعادة رحلات الطيران من موسكو إلى عشرة بلدان، بدءاً من العاشر من الشهر الجاري. وعددت الوكالة الشروط التي ينبغي أن تتوفر في القادم إلى لبنان والمتعلقة باختبارPCR وفترة العزلة الذاتية الإلزامية وسوى ذلك  . 

وجاء هذا الإعلان على تناقض مع ما نشرته الوكالة عينها عن تحذير الولايات المتحدة بلدان الشرق الأوسط، وخاصة لبنان، من التعامل مع روسيا. ونقلت الوكالة عن  نائبة مساعد وزير الدفاع الأميركي دانا ستروول في ندوة عبر الإنترنت قولها بأن بلداناً وشركاء للولايات المتحدة كان بودهم لو يتهربون ويتحققون مما بوسعهم الحصول عليه منها عن طريق استكشاف إمكانية تعاون أوثق مع الروس والصينيين، خاصة في مجال الأمن وحقل التعاون العسكري الفضائي. وقالت ستروول "إنني أود تحذير هؤلاء من جديد، من أنه توجد نقطة حين يتحول هذا إلى إستراتيجية لا تهدد فقط تعاونكم مع الولايات المتحدة، بل وتهدد سيادتكم أيضاً، خاصة في بلدان مثل لبنان ". وأضافت ستروول بأن الإختيار بين التعاون مع الصين وروسيا أو العلاقة مع الولايات المتحدة بالنسبة لبلدان الشرق الأوسط يجب أن يكون واضحاً، ولا يمكن حتى مقارنة الفوائد المحتملة لمثل هذه العلاقات . 

وقالت الوكالة بأن الولايات المتحدة صرحت أكثر من مرة عن الخطر المتمثل بالصين وروسيا . والبنود الأولى  لاستراتيجية الأمن القومي الأمريكي حددت الصين وروسيا بأنهما "التهديد الرئيسي"، ووصفت الصين بأنها العدو المحتمل الرئيسي للولايات المتحدة. وتقول البنود بأن موسكو وبكين "إستثمرتا بجدية" في الجهود الهادفة إلى إحتواء مزايا الولايات المتحدة وعرقلتها في الدفاع عن مصالحها ومصالح حلفائها في سائر أنحاء العالم. وتذكر الوكالة بأن روسيا أعلنت غير مرة بأنها لن تقوم أبداً بالهجوم على أي بلد من بلدان الناتو . 

صحيفة "NG" الروسية، وفي واحدة من المرات النادرة التي تخص لبنان بنصوصها، نشرت في 8 من الشهر الجاري مقالة بعنوان "بسبب موسكو رفعت واشنطن مساعدتها العسكرية للبنان"، وقالت بأن نشاط روسيا وحزب الله دفع الولايات المتحدة للإهتمام بجيش تلك الدولة الشرق أوسطية . 

وتقول الصحيفة أنه في حين كان العالم يتابع التصعيد الدوري في الصراع العربي الإسرائيلي، كانت واشنطن تعلن بهدوء عن زيادة حزمة المساعدات العسكرية للبنان بقيمة 15 مليون دولار . ويرى المشرعون الأميركيون، أنه في ظل المنافسة المتصاعدة في المنطقة من جانب الدول الأخرى، أن هذه الخطوة تساعد لبنان على توفير الحد الأدنى من الأمن والإستقرار من جهة، وتحافظ على النفوذ الأميركي في هذه الدولة الشرق أوسطية من جهة أخرى، ومن دون أن تنخرط كثيراً  في مشاكل لبنان . 

لقد أتخذ القرار بزيادة المساعدة للجيش اللبناني بعد أن وصلت إلى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن رسالة موقعة من رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي غريغوري ميكس ومجموعة من النواب عن الحزب الديموقراطي. وتقول الرسالة أنه بعد التدهور المتواصل في وضع الجيش اللبناني نتيجة الأزمة الإقتصادية المتمادية وجائحة الكورونا وغياب حكومة فاعلة منذ 10 أشهر، يحتم الأمر زيادة المساعدة العسكرية لهذا البلد. فالتدهور المتواصل للوضع في لبنان يهدد الأمن القومي الأميركي . 

لكن الدافع الرئيسي الذي دفع المشرعين الأميركيين للتوجه إلى وزير خارجيتهم،ت راه الصحيفة في نشاط روسيا في الشرق الأوسط وفي لبنان بالتحديد. ففي آذار/مارس من هذه السنة قام وفد من حزب الله الشيعي الراديكالي بزيارة إلى موسكو. وفي نيسان وصل إلى موسكو الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية منذ تشرين الأول/أوكتوبر الماضي سعد الحريري ،ولم يتمكن حتى الآن من تسلم مهامه. التقى اللبنانيون مع وزير الخارجية سيرغي لافروف وناقشوا معه الوضع المتأزم في لبنان، بما فيه تشكيل الحكومة الذي أصبح معيباً تمديد فترة تشكيلها . 

لم تأت الصحيفة على ذكر زيارة وليد جنبلاط المؤجلة إلى موسكو بسبب الوعكة الصحية التي ألمت بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ولا على الزيارة القادمة للمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم. وتقول بأن مفاوضات اللبنانيين في موسكو تشهد على النفوذ الروسي المتصاعد في العمليات السياسية في لبنان الذي لا يمكن أن يتجاهله الأميركيون بالطبع. ولتعجله الوقوف بوجه  التقدم الروسي في لبنان، إقترح ميكس في الرسالة الموجهة إلى بلينكن تشكيل مجموعة "أصدقاء لبنان" وضم فرنسا إليها . 

يعتبر النواب الديموقراطيون أنهم، بتعزيز مساعدة الجيش اللبناني، لن يساهموا فقط في تعزيز قدراته القتالية في محاربة الإرهاب، بل والحؤول أيضاً دون إفادة "الميليشيات غير الحكومية" المختلفة من الظروف اللبنانية الراهنة. وتعتبر أن هذه الظروف مثالية لظهور وانبعاث مختلف المجموعات الإرهابية، مثل الدولة الإسلامية والقاعدة .

تستعرض الصحيفة العمليات الإرهابية التي تعرض لها لبنان، وتفترض أن الوهابيين كانوا يقفون وراءها، كما درج الإعلام الروسي منذ حرب الشيشان الأولى بين العامين 1994 و 1996 على إتهام الوهابيين بالوقوف وراء العمليات الإرهابية التي جرت وتجري في روسيا. وتتوقف عند حرب الجيش اللبناني ضد فتح الإسلام في مخيم نهر البارد العام 2007، وتقول بأن القاعدة أسست العام 2009 فرعاً لها في لبنان بإسم "كتائب عبدالله عزام" التي كانت مسؤولة عن العمليتين الإرهابيتين ضد السفارة والقنصلية الإيرانيتين في بيروت خلال العامين 2013 و2014  . وتقول بأن الخبراء يقدرون بأن حوالي 900  شخص يحملون الجنسية اللبنانية إنضموا إلى الدولة الإسلامية وسواها من الجماعات الوهابية في سوريا. وتشير إلى أن العسكريين اللبنانيين أوقفوا في شباط/فبراير المنصرم 18 إرهابياً من الدولة الإسلامية على الحدود اللبنانية السورية، مما يشير برأيها إلى أن الجهاديين لا يزالون يشكلون تهديداً لأمن لبنان وإستقراره . 

في أحاديثهم عن أسباب تقديم مساعدة عسكرية إضافية للبنان، يحاول كثيرون من رسميي إدارة جو بايدن عدم الإشارة إلى حزب الله كهدف أساسي للمساعدة. لكن بين الحين والآخر تتسلل تصريحات لمسؤولين أميركيين يشيرون فيها إلى أن أعمال هذه الجماعة الشيعية تخلق تهديداً لأمن لبنان وسيادته وإستقراره. وكدليل على ذلك تستشهد الصحيفة بتصريح نائبة وزير الدفاع الأميركي دانا ستروول المذكور أعلاه، والذي جاء خلال مناقشة قضايا التعاون الأميركي اللبناني في حقل الدفاع .  



  

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها