الخميس 2019/02/14

آخر تحديث: 14:42 (بيروت)

السوريون في تركيا..وقود الانتخابات

الخميس 2019/02/14
السوريون في تركيا..وقود الانتخابات
Getty ©
increase حجم الخط decrease
أحد أكثر بنود جدول الأعمال سخونة في الانتخابات المحلية المقبلة في 31 آذار/مارس في تركيا هو سوريا واللاجئون السوريون. للآسف، يتم التعامل مع هذه القضية من قبل الحكومة والمعارضة بطرق سلبية للغاية.
يتزايد الموقف السلبي ضد السوريين يوماً بعد يوم لأسباب عديدة، بينها تدهور الأوضاع الاقتصادية. غالبية المواطنين الأتراك الفقراء يوجّهون غضبهم واستياءهم تجاه اللاجئين السوريين. يزعمون أن الإيجارات والبطالة ترتفع منذ جاء اللاجئون السوريون، ولا يدركون حقيقة أنهم يتقاسمون الظروف المعيشية الصعبة. كلاهما يعامل كعمالة رخيصة ووسائل الإعلام تنشر قصصاً عن القتال الشامل بين الأتراك والسوريين في الأحياء الفقيرة.
يقول حزب "العدالة والتنمية" وحزب الحركة القومية المتحالف معه إن الاقتصاد يواجه صعوبات بسبب القوى الأجنبية التي تريد إيذاء تركيا على خلفية مقاومتها لخطط القوى الإمبريالية في مسعاها لإعادة تشكيل الشرق الأوسط. قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤخراً إن الأجانب "يريدون ضربنا. فالذين يسألوننا عن أسعار الطماطم والبطاطس يمهدون الطريق أمامهم. بينما نحن نقاتل، يتحدثون عن أسعار الخضروات. هل يعرفون ما هو سعر الرصاصة؟".
تعتبر الحكومة وحليفها أيضاً أن تركيا تواجه تهديداً وجودياً وأن التصويت لصالحها هو السبيل الوحيد لإنقاذ البلاد بسبب الوضع في الشرق الأوسط. كما أنهم يعدون بإرسال بعض اللاجئين السوريين إلى بلادهم بعد عملية عسكرية مفترضة شرق الفرات. وفي إطار حملات العلاقات العامة، تقوم بعض البلديات بالإعلان عن أعداد السوريين الذين غادروا هذه البلديات. هناك حتى مراسم وداع.
تتظاهر الحكومة بأنها غير مدركة لحقيقة أن معظم السوريين موجودون في تركيا ليبقوا، لذا فإن مرشحيها لمناصب العمدة لا يقدمون أي سياسات أو إجراءات تتكامل معهم.
ومع ذلك، فإن المعارضة لا تقترح أي مشاريع تكامل أيضاً. إنهم يتحدثون أيضاً عن إعادة السوريين إلى بلادهم. يزعمون أنه في العملية العسكرية الموعودة، سيقاتل الجنود الأتراك، لكن الشباب السوري في تركيا سيواصل التمتع بالحياة.
المعارضة، سواء لجهة حزب الشعب الجمهوري الديمقراطي الاجتماعي أو حزب الخير القومي، هي من خلال خطابها تساعد على زيادة خوف المجتمع من السوريين. وبدلاً من التشكيك في الأسباب التي أدت إلى خسارتهم جميع الانتخابات السابقة ضد حزب العدالة والتنمية، يزعمون أن الحكومة تزوّر الانتخابات. وفقاً للمعارضة، فإن الحكومة ستجعل السوريين يصوتون في الانتخابات وتعتبر ذلك تزويراً للانتخابات.
بإبقاء قضية اللاجئين السوريين على جدول الأعمال، تحاول المعارضة إجبار الحكومة على الاعتراف بأخطاء سياستها السورية.
وسائل الإعلام تمتلئ بالأخبار المزيفة عن السوريين في تركيا. في حين أن الانتخابات تقترب، فإن التردد آخذ في الازدياد. لم تكن الحكومة قادرة على تأسيس سياسة تواصل بناءة بخصوص اللاجئين السوريين وهي تحافظ على نفس الخط في الانتخابات. عندما يشتكي الناخبون منهم، فإن الشيء الوحيد الذي يفعلونه هو نصحهم بالصبر مع جرعة وعود بأن تتم إعادة اللاجئين إلى سوريا. وسائل الإعلام المسيطرة ليست محايدة ولا جديرة بالثقة، وموقفها ليس مسؤولاً على الإطلاق لأنها لا تتردد في نشر قصص اللاجئين المعادية لسوريا. هناك حوالي 4 ملايين سوري في تركيا، لكن لا يوجد مراسلون للشؤون السورية في تركيا.
باختصار، فإن الأجواء المناهضة لسوريا الموجودة بالفعل في تركيا تتزايد مع قرب الانتخابات وتتجه نحو نقطة خطيرة. ومع ذلك، فإن المجتمع التركي الذي رحب باللاجئين السوريين في البداية ولكنه غير راضٍ عنهم الآن، ذلك المجتمع بشكل عام، لديه ضمير أيضاً. يتأثر هذا الضمير سلبًا بخطابات الكراهية في السياسة، وليس العكس، لأنه في أعماق القلوب، يعرف أنه كشعب يعيش في القارب نفسه مثل باقي شعوب الشرق الأوسط.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها