الخميس 2015/09/03

آخر تحديث: 17:27 (بيروت)

وجوه جديدة في إعلام الحراك اللبناني

الخميس 2015/09/03
وجوه جديدة في إعلام الحراك اللبناني
increase حجم الخط decrease
أفرزت التحركات المطلبية والشعبية التي تشهدها بيروت جيلاً جديداً وشاباً من المعلقين على الأحداث. بعضهم استطاع اظهار حنكة وتمرس في العمل السياسي والمطلبي، فيما فئة لا تزال تحتاج الى تطوير مهاراتها وبلورة مطالبها.

هذا الحراك المدني أراح القنوات اللبنانية من بعض الوجوه التي تتكرر دائماً وتتداور الظهور على المحطات بحسب انتمائها. فبعض محللي 8 آذار كرفيق نصرالله وغسان جواد مثلاً، يتداوران الاطلالة على وسائل اعلامية تدعم توجهاتهما، والعكس صحيح لدى قوى 14 آذار أيضاً. ولكن هل تستغل بعض الوسائل الاعلامية الوجوه الجديدة؟

حاول بعض القنوات استغلال الحماسة الشبابية لتلبية احتياجات العرض، من اثارة وتشويق، وزج اسماء بعض الزعماء السياسيين في البلد في النقاشات وكسر التابو، وإن كان في ذلك شجاعة تكمل شجاعة الشباب الذين نشروا الصورة في فايسبوك أصلاً. كما حصل مثلاً مع الاعلامية ديما صادق التي أصرت على عرض الصورة التي تضم زعماء سياسيين اضافة الى السيد حسن نصرالله في أمسيتها الحوارية التي قدمتها من ساحة الشهداء الجمعة الماضي. تعرف المؤسسة اللبنانية للارسال وصادق أن الصور ستثير بلبلة في البلد، وهو ما دفع أحد المتكلمين في الحلقة للانسحاب قبل اطلالته حرصاً على سلامته الشخصية.

صحيح أن فئة من الشباب اللبناني كسرت حاجز الخوف من قبل بعض المقدسات السياسية، خصوصاً على وسائل التواصل الاعلامي، لكن هذه القدسيّة، تحتاج وقتاً لكسرها في وسائل الاعلام، خصوصاً المرئية.

إذاً يتصدر الشباب اللحظة التلفزيونية حالياً. تبحث الكاميرا عن تجمعاتهم، تهتم لآرائهم وتحاول ايصال صرختهم. لكن في المقابل، ثمة تركيز على الناشطين المدنيين في حملة "طلعة ريحتكم" وخصوصاً أسعد ذبيان وعماد بزي. صحيح أن الشابين برزا في الحراك الشعبي والمدني، وهما من أول من اهتم بقضية النفايات، وساهما في اطلاق الحملة، لكن ثمة مشاركين آخرين ومن حملات عديدة.

وبرزت محطتا "المؤسسة اللبناينة للارسال" و"الجديد" في فردها مساحة جيدة للشباب، اذ استضافت ديما صادق صباح الأحد الماضي، الصحافي الشاب ثائر غندور الذي قدّم رؤية تعبر عن طموحات جيله وما يصبو اليه. كما استضاف جورج صليبي مساء ثلاثة ناشطين أيضاً في برنامجه "الأسبوع في ساعة" من حملات مختلفة وهم مروان معلوف (طلعت ريحتكم) ونعمت بدرالدين (بدنا نحاسب) ومحمود فقية (حلوا عنا).

ولا تأتيي هذه الاستضافات من فراغ، خصوصاً ان الشبان باتت مطالبهم واضحة، والأهم ان السقف السياسي لخطابهم بات أعلى. فمن وضع النفايات، بات الحديث عن انتخابات نيابية واستقالة المشنوقين وما الى ذلك. واللافت في الخطاب الشبابي، إعتماده على أسس علمية وإبتعاده عن اللغة الخشبية التي يستعملها غالبية السياسيين والجمل الجاهزة، واتباعهم في الاطلالات الاعلامية. بات الحديث أكثر واقعية وأقرب الى الجمهور.

ما حدث من حراك شبابي في وسائل اعلامية مرئية، امتد الى السوشيال ميديا، فبات "فايسبوك" و"تويتر"، منصتين لاعطاء الحلول واطلاق الشتائم للزعماء السياسيين، والتعبير عن سخط الشارع لسياسات الدولة. ولم يتوقف الأمر عند الكتابة، اذ عمد كثيرون الى نشر رسائل فيديو قصيرة، يطالبون فيها بإسقاط النظام وحل مشكلة النفايات وبناء دولة مدنية.

تغيّرت اللحظة التلفزيونية في لبنان، وباتت أكثر شباباً وأقل خشبية، وتغيرت معها المطالب والوجوه التي ملّها الجمهور.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها