الخميس 2024/03/07

آخر تحديث: 06:28 (بيروت)

نجل نصر الله الأصغر: شبيه أبيه..لا وريثه

الخميس 2024/03/07
نجل نصر الله الأصغر: شبيه أبيه..لا وريثه
محمد مهدي حسن نصر الله في أول ظهور له في "انستاغرام"
increase حجم الخط decrease
الشبه الكبير بالشكل بين أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله، ونجله محمد مهدي نصر الله، لا يعني بأي حال من الاحوال أن الولد وريث أبيه، ولو كان "سرّه"، حسبما قال مناصروهما في مواقع التواصل خلال اليومين الماضيين، ترحيباً بانضمام "السيد" الشاب الى "انستغرام"، معلناً عن تقديم "محتوى ثقافي وديني" في حسابه في الصفحة. 

وافتتح نجل نصر الله الأصغر، محمد مهدي، حساباً في "انستغرام" خصصه لعرض محتوى ثقافي وديني، كما قال في إطلالته الاولى. فالشاب الذي يعرّف عن نفسه بأنه "طالب علوم دينية"، لم يظهر حتى الآن إلا في مقطعي فيديو. يعلن في أحدهما عن خطوته، فيما يظهر في الثاني كاتباً لملاحظات على ورقة، وتظهر في الخلفية صورة لوالده، كما يُسمع في الخلفية مقطعٌ من خطاب ديني لوالده يختته ببيت من الشعر يقول فيه:
"لا عذّب الله أمّي إنّها شَرِبَتْ حبَّ الوصيّ وغذّتنيه باللبن..
وكان لي والدٌ يهوى أبا حسنٍ، فصرت من ذي وذا أهوى أبا حسنِ". 

في تقديمه الاول، لم يتخط محمد مهدي موقعه كرجل دين. أطل الشاب (في مطلع العشرينيات) في الصورة الاولى بملابس طالب حوزة دينية، ما يعني أنه يتأهل لاعتمار عمامة سوداء (يرتديها علماء الدين الشيعة من نسل الرسول، ويُطلق عليهم لقب سادة بالجمع، وسيّد بالمفرد) في المستقبل. 

أما المحتوى الذي يسعى لتقديمه، فيؤشر الى هذا الدور، كرجل دين، يعمل في تعميم التعاليم الدينية، وهو ما يختلف فيه بالمطلق عن دور أبيه، وتجربة نصر الله الأب عندما كان بعمر نجله، وخاض اثرها التجربة السياسية، ما يجعل الاعتقاد بأن الشاب وريث أبيه، مبالغ فيه الى حدّ كبير، ولو أن الوراثة ستكون مقتصرة على تلقّي العلوم الحوزويّة، والعلوم الدينية التي واظب والده على تقديمها خلال السنوات الـ15 الاخيرة في الاطلالات التلفزيونية في شهر رمضان، أو في ليالي عاشوراء بشكل شبه حصري. 
والاختلاف عن التجربة، يعود الى اختلاف في الدور، ولو أن الرجلين اختارا الوسيلة نفسها، وهي الاعلام. في مراجعة لفيديوهات أمين عام "حزب الله" حين كان في عمر نجله محمد مهدي، نادراً ما ظهر في إطلالة دينية صرف. وَسَمَ نصر الله الاب تجربته منذ البداية بالخطابات السياسية. ولم تكن الخطب ذات المحتوى الديني، إلا على هامش اطلالات سياسية أو حزبية، وخطابات في حسينيات، ولقاءات مع محازبين في ذلك الوقت. وبعمره، كان قد حدد خياره، كما نجله الآن. 
لكن الاعلام في بدايات نصر الله الأب، لم يكن غاية بحدّ ذاته، كون الكاميرا كانت تلاحقه، كرجل سياسي ومؤثّر حزبي، وتوثق لتعمّم موقفاً لحزب صاعد، يبني قاعدته من الاحتكاك بالناس، ومشاركتهم التحركات الميدانية والمسيرات الشعبية واحتفالات التأبين... أما الابن، فإنه اختار الكاميرا وسيلة للانتشار. هو من يلاحقها، ويوظفها لنشر محتواه، وليس له وسيلة سواها، خلافاً لوالده، وهو اختلاف جوهري لطبيعة الدور الديني والسياسي، وعلاقة الكاميرا بكل منهما. 
ولم يكن محمد مهدي ليحظى بانتشار واسع كما حدث الآن، حيث تخطى عدد متابعيه الـ75 ألفاً خلال يومين فقط، لو لم يكن نجل الامين العام، ويُقدم على أنه "شبيه ابيه" و"سرّ ابيه"، كما وصفه جمهوره. فالشاب، لم يقدم نفسه ناشطاً، ولا حزبياً، ولا صاحب رأي سياسي، ولا "تيكتوكر" من صانعي المحتوى المقربين من "حزب الله". حصر خطابه بالمحتوى "الثقافي والديني"، ولو أنه اختار "انستغرام" لذلك.

الحال أن طبيعة المحتوى الديني والثقافي، من دون احتشاد سياسي وترويج حزبي، غير جذابة بالنسبة لمستخدمي "انستغرام" على وجه الخصوص، تلك المنصة المختصة، عُرفاً، للترفيه وعرض رحلات السفر والاطعمة والسيارات الفارهة والرفاهية والملابس الفاخرة والاجساد الممشوقة... على العكس، يمكن أن يكون المحتوى الثقافي دخيلاً على المنصة، كونه، عُرفاً، هو محتوى مخصص لـ"يوتيوب"، وربما "تيك توك" الذي يلقى رواجاً واسعاً في أوساط الفئات العمرية الصغيرة والشابة التي يفترض أن يخاطبها محمد مهدي. 

من المبكر الحكم على تجربته، بانتظار طبيعة المحتوى الذي يعتزم تقديمه، وحجم انتشاره في بيئة لا يتواجد المتدينون فيها، في "انستغرام".. لكن مؤشرات الاطلالة الاولى، تجزم بأن الشاب غير مسيّس، واختار طريقاً مختلفاً عن ابيه، وحتى عن شقيقه جواد الذي عُرف في منصة "اكس" بمحتواه السياسي والحزبي. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها