الجمعة 2024/03/29

آخر تحديث: 20:57 (بيروت)

"أثر".. مشروع إعلامي ناشىء لأهل الجنوب

الجمعة 2024/03/29
"أثر".. مشروع إعلامي ناشىء لأهل الجنوب
ليس مشروعاً حدثياً مرتبطاً بالأزمة، بل سيكون مستداماً لمنطقة الجنوب (غيتي)
increase حجم الخط decrease
لطالما كانت المشاريع الإعلامية الناشئة تنطلق من العاصمة بيروت، لمركزيتها وقدرتها على إستقطاب الطلاب والأفراد والمجتمعات. ليس فقط من باب المعرفة، كذلك المشاريع الترفيهية والملتقيات الثقافية وغيرها.
  
لكن عكس التيار، وفي وقت حساس جداً في منطقة الجنوب، أعلنت الصحافية الشابة سحر البشير عن إطلاق "أثر"، وهو مشروع إعلامي ومبادرة خصصت لمجتمع "الفريلانسر" في صيدا وكافة المناطق الجنوبية. فالمشروع تم تسويقه بفيديو ترويجي واحد في منصة "إنستغرام" في الأيام الأخيرة. 

تتشارك الفكرة والإعداد مع سحر، صديقتها التي تعيش في مدينة صيدا مروة موسى، المتخصصة في مجال التدريب والتسويق الرقمي والإعلاني، وتعمل في مجال وضع الإستراتيجيات للمحتوى الإعلامي و"البزنس" في وسائل التواصل الإجتماعي.
 
View this post on Instagram

A post shared by أثر (@athar_liban)


تسويق قدرات الناس
تتحدث الصحافية البشير عن الفكرة، موضحة أنها "مبادرة إعلامية تشاركية للمجتمع الجنوبي والصيداوي كما يُقال عنهما تعريفياً"، مضيفة: "هدفنا أن نكون مشروع إعلامي مُنتج ويُمول نفسه، لكن بالدرجة الأولى نسعى إلى أن نضع منطقة الجنوب على سكة المركزيّة التي تحظى بها بيروت، حيث جميع الفرص والتدريبات متاحة في العاصمة، وعادة ما يتكبّد أبناء الجنوب تكاليف باهظة للتنقل، كل مردوده المادي يدفعه كبدل إيجار للسكن في العاصمة، لسعيه الى الحصول على فرص عمل وتدريبات يحتاجها الأفراد لتطوير مسيرتهم المهنية". 

و"أثر"، التسمية التي أُطلقت على المشروع، "يهدف الى ترك أثر بين أبناء المجتمع المحلي في صيدا والجنوب"، كما تقول موسى، مضيفة: "المنطقة بحاجة لتسويق قدرات أبنائها، والإستعانة بهم في تنفيذ مشاريع. سنكون صلة وصل بين مقدمي المشاريع والشركات التي تستعين بأفراد من كافة الإختصاصات. وكل من سيمر بالمشروع سيترك أثراً معيناً". 

وأوضحت: "سيكون أثر موجهاً لطلبة الإعلام في الجنوب، حيث سيتم تأمين استديو يشمل كل المعدات التي يصعب على الطلاب دفع تكاليفها من أجل القيام بمشاريعهم الجامعية، بالإضافة إلى تقديم ورش عمل متخصصة لهم، وتأمين الإستشارات اللازمة من خبرتنا المهنية، والإستعانة بقدرات وخبرات صحافيّ المنطقة والعاملين بكل ما يخص عالم  الإعلام الرقمي والتسويق والإعلان". 

أونلاين
المشروع في مرحلته الأولى سيكون مساحة "أونلاين"، لخلق مجتمع متكامل في صيدا وجوارها يسعى بالدرجة الأولى الى التعارف والتشبيك بين أبناء المنطقة الواحدة، حيث ستسعى كل من مروة وسحر، إلى تأمين مشاريع وفرص للمجتمع "الفريلانسر" الذين يحبون إطلاق التسمية عليهم. 

وفي هذه النقطة تتحدث البشير: "عادة ما تتعاون المؤسسات الإعلامية الكبرى والغربية مع الفريلانسر والفيكسرز في مناطق الأطراف، وهذا ما نشهده اليوم عبر تغطية وسائل الإعلام للحرب في الجنوب، اذ تعتمد على التعاون مع أبناء المنطقة من ناحية التصوير والقيام بالمقابلات، ولا يأخذ هؤلاء حقهم المادي الكافي والمعنوي بالدرجة الأولى". 

وتضيف البشير: "قد يتعرض هؤلاء الفريلانسر للخطر وهم لا يتمتعون بأية حماية من المؤسسات التي يتعاونون معها، ولا يملكون معدات السلامة، ولم يخضعوا لدورات في مجال السلامة والأمان للتغطية في مثل هذه الظروف، وهذا ما سنعمل على توفيره مع تعاون مع مؤسسات حقوقية وتجمعات نقابية". 

تأمين مكان العمل
تعطي الشابتان آمالاً كبيرة  للمشروع، وسيكون مدروساً بخطط عملية وتسويقية. فالمرحلة الثانية منه تقوم على تأمين مكان للعمل في المنطقة، وسيكون مساحة عمل مشتركة ومفتوحة أمام الجميع. ومن تجربتها كأمّ عاملة من المنزل، تقول مروة موسى: "المكان سيُقدم بعض الخدمات التي تساعد الفريلانسرز وليس فقط للعاملين في المجال الإعلامي والإعلاني، حيث سيتم تخصيص مساحة للأطفال أو حضانة مصغرة، لتستطيع الأمهات البقاء إلى جانب أطفالهن وممارسة عملهن من دون الحاجة الى دفع تكاليف باهظة". 

وفي إختيار مكان سيراعي إحتياجات ذوي الإعاقة، من حيث الوصول واللوجستيات اللازمة، تشدد الشابتان على أنه "من الضروري أن تحوي المشاريع الذي نسعى إليها، الأخذ بعين الإعتبار هذه الفئة التي يتم تهميشها في سوق العمل والمجتمع". 

يُمكن القول عن "أثر" أنه معاناة مناطقية عانت منها كل من سحر ومروة، تسعيان منها لتوفير وتسهيل الطريق على الجيل الصاعد، وجعلهم متمسكين بالبقاء في أماكن سكنهم، ولا سيما الفئة الشبابية في المناطق الحدودية. 

وتشير البشير، وهي إبنة منطقة البستان الجنوبية الحدودية في قضاء صور الى انه "من أجل الحصول على التعليم الجامعي وما يلزمه من خبرة مهنية، اضطررت إلى الإستقرار في العاصمة بيروت، وهذا الحال قد لا يلائم جنوبيين/ات كثر". وتقول ممازحة: "نسعى لأن نأتي ببيروت إلى الجنوب".

قد يُخيل للمتابعين الذين شاهدوا المحتوى الترويجي، إلى انها مبادرة مُشتقة من وضع الحرب في الجنوب، وأنها لفترة معينة. وهذا ما تنفيه صاحبتا المشروع بالقول: "منذ أكثر من سنة ونيّف، نقوم بالتحضير للمشروع، ولن نسعى إلى تأجيله خوفاً من الأوضاع الأمنية، بل من المهم إطلاقه في الوقت الحالي وهو ليس مشروعاً حدثياً مرتبطاً بالأزمة، بل سيكون مشروعاً مستداماً لمنطقة الجنوب".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها