الأربعاء 2023/11/29

آخر تحديث: 17:26 (بيروت)

"أن.بي.أن" في الجنوب: واجب وطني

الأربعاء 2023/11/29
"أن.بي.أن" في الجنوب: واجب وطني
مراسلة NBN الميدانية رشا الزين (فايسبوك)
increase حجم الخط decrease
لم تحُل الأزمة المالية التي تعانيها قناة NBN وإمكاناتها المحدودة، دون تواجد القناة جنوباً لتغطية الاحداث منذ اليوم الاول. اختارت تغطية الحرب في الجنوب بمراسلين اثنين هما، رشا الزين وحسن فقيه، ومعهما طاقم من المصورين والفنيين. 

حاولت القناة أن تكون على قدر توقعات جمهورها، لا سيما "حركة أمل" التي قدمت شهيداً وعدداً من الجرحى في استهدافات إسرائيلية طاولت احدى مجموعاتها العسكرية مرة، وطواقم الاسعاف التابعة لكشافة الرسالة الإسلامية مرات أخرى، ما يعني انخراطاً كاملاً بالمعركة، وهو ما تلزمه مواكبة إعلامية وتشديد على دور الحركة المقاوم الذي نشأ مع الإمام السيد موسى الصدر. 

إندفاع ميداني
يدرك كلّ صحافي، أن تجربة الميدان وتغطية الحروب مهمة جداً لمسيرته الإعلامية، وخبرة لا توفرها أي تغطيات أخرى. هذا ما تقوله مراسلة القناة رشا الزين في حديثها لـ"المدن"، مضيفةً أنّ "التجربة ليست سهلة، كون العدو الإسرائيلي لا يلتزم أيّاً من القوانين الدولية"، لافتة الى ان "مجزرة قتل الزميل عصام عبدالله، واستهداف الإعلام بشكل متكرر، هي محاولات متكررة يقوم بها العدو لبثّ التردد والخوف في نفوس العاملين في الميدان". وتصر الزين على أنّ ذلك "لن يتحقق بل يزيد الاندفاع الميداني، لإرسال رسالة مفادها الاستمرار في عكس صور العدو والإسرائيلي وهمجيته". 

غالباً ما تفضّل الزين العمل على الأرض، وهي قليلة الحضور في المقرّات الرسمية. يعنيها الاختلاط بالناس سواء في أوقات السلم أو الحرب. وتعطي مثلاً على اختلاف التغطيات، كالتظاهرات والحراك في الساحة اللبنانية الذي ينُقل به للرأي والرأي الآخر، وبين تغطية الحرب مع العدو الإسرائيلي حيث "هناك طرفان، الحقيقة والعدو فقط". ويشارك الصحافي في المعركة، كـ"جندي مقاوم برتبة إعلامي". 


وضعت محطة NBN إرشادات عديدة ألزمت بها المراسلين والطواقم على المساعدة، وأهمها ارتداء الستر الواقية والخوذ، ووضع إشارات تفيد بأنهم صحافة. وألزمت المحطة مراسليها بضرورة الإبلاغ عن أيّ تحركات يقومون بها لتأمين خطوط تحرك آمنة، خصوصاً أن طائرات الاستطلاع لا تتوقّف عن انتهاكاتها المستمرة. وتقع على عاتق المراسل قيادة الفريق، وتأمين مسارات آمنة. وتشير الزين الى أنّ "عامل الضغط النفسي الذي رافقها هي قلق العائلة وزوجها، خصوصاً بعد تسجيل أيّة محاولة استهداف لأيّ صحافي". 

التغطية دون تزييف وتحليل
للمرة الأولى في مسيرته المهنية يغطي المراسل الشاب حسن فقيه، الحرب، ويعدّها "تجربة كبيرة" أضافت له خبرة على المستوى الشخصي والصحافي. ويقول لـ"المدن": "التجربة استثنائية لأنّها تتطلب تعاملاً مغايراً مع التطورات في الميدان، كما تتطلب حرفية كبيرة من حيث إعطاء معلومات مؤكّدة من دون تحليل أو اختراع معلومات". ويضيف: "المحطة تطلب من طواقمها تغطية منطقية بعيداً من التزييف والتحليل. فالمعلومات المغلوطة والاجتهاد خطّ أحمر في هذه المعركة، والهدف نقل الصورة لا أن يكونَ المراسل هو الصورة". 

فقيه ابن المنطقة الحدودية الجنوبية، استفاد من معرفته بجغرافيا المنطقة وديموغرافيتها لتقديم صورة أشمل. عمد إلى تغطيات إخبارية مصورة توثّق حياة الجنوبيين وصمودهم. ومثل هذه التقارير، تعدّ من ضمن الملفات الضرورية في نشرات الأخبار، فالحديث ليس فقط عن الأعمال العسكرية، بل فرصة توثيقية للجنوبيين ودورهم المقاوم، وهو ما يريد الجمهور معرفته في الخبر وخلفياته.


التغطية واجب وطني
بعيداً من الميدان، ومنذ بدء العدوان في غزة والتصعيد في جنوب لبنان، عدلت القناة برامجها ونشراتها وأضافت العديد من المواجز الإخبارية، وفق ما قال مدير الأخبار والبرامج السياسية في NBN علي نور الدين في حديثه لـ"المدن"، قائلاً إنّ "القضية الفلسطينية في المقام الأول كقضية تعني كل العرب وكل المسلمين والمسيحيين في الشرق والعالم، وحجم ونوع الحدث غير المسبوق في تاريخ الصراع مع العدو الإسرائيلي، جعلا من البث التلفزيوني حاجة للجمهور، وواجباً على كل القنوات عبر مواكبة كل تفصيل سواء عبر النقل المباشر أو الرسائل أو الأخبار العاجلة". 

شكّل التصعيد الجنوبي واستهداف الطواقم الصحافية، هاجساً بالنسبة للمحطة لايلاء ملف الحماية أولوية، سواء الحماية في الميدان، أو التأمين على الحياة للموظفين والمراسلين، وبات تأمينه مهمّاً وضروريّاَ. وكذلك البدل المادي المخصص لمثل هذه التغطيات للطواقم الصحافية. ويقول نور الدين: "حينما يكون الوضع يتعلق بعدوان إسرائيلي على لبنان، آخر ما يمكن التفكير فيه هو الموضوع المادي، لأن الواجب الصحافي والوطني يتقدم على اعتبار آخر"، لكن رغم ذلك، "تعمل القناة على تقديم تأمينات للعاملين، كما خصّصت ميزانية خاصة لصرفها للإنفاق اليومي للطواقم والتفاصيل التي يحتاجها العاملون على الأرض". 

وتحضر دوماً المقارنة بين التغطية الحالية، وحرب تموز 2006، خصوصاً مع بروز دور وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر إخباري. ويشير نور الدين الى ان "التغطيات اليوم هي في الوقت نفسه أسهل وأصعب من عدوان تموز 2006، والسبب في السهولة والصعوبة هي وسائل التواصل الاجتماعي لأنّها توفر المادة والخبر بشكل أسرع، لكنّها في كثير من الأحيان تجعل المهمة أصعب بسبب انتشار الأخبار المفبركة والصور وحتى الفيديوهات fake news. 

المحطة في خدمة جمهورها
في ملف الانتقادات التي وجهت للقنوات حول نقل صورة مكررة، تكاد تكون "أن بي أن" من القنوات القليلة التي ركزت على تغطيات تداعيات الحدث وما يدور حوله عبر استضافة مروحة واسعة من المحللين والخبراء في الاستديو، الى جانب رسائل خبرية متواصلة من دون أن تفتح الهواء بشكل دائم للتغطيات الحدودية.

تؤكد المراسلة رشا الزين "أنّنا سنكون حيث يجب أن نكون في التوقيت المناسب"، لافتة الى أن "فتح الهواء من دون مستجدات، لا يخدم التغطية بقدر ما يزيد التوتر". وعند حدوث أيّ تطور "تكون المحطة وشبكة مراسليها موجودة، لنقل تفاصيل المشهد". وتتحدّث الزين "عن أهم ما طرأ على المشهد الإعلامي في العام 2023، أي دخول السوشيال ميديا لاعباً أساسياً في الإعلام المباشر، وهذا ما يحتاج لفلترة مستمرة. لكنّها مفيدة في المعركة المستمرة مع العدو، ومن الضروري أن يبقى الإعلام بكل أشكاله سلاحاً متطوراً في قتال هذا العدو وفضح أفعاله رغم كلّ محاولات التقييد والحظر".

بدوره يقول مدير الأخبار علي نور الدين: "نحن في خدمة هذا الجمهور، قد نصيب أو نخطئ، في النهاية ليس هناك من إنسان أو وسيلة معصومة عن الخطأ. لكنّنا نحاول الاستفادة من تجاربنا لتصحيح الأخطاء في حال وجدت، وتقديم ما هو أفضل لجمهورنا". 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها